البشر نوعان اسم وفعل،  تزول إن لم نقرنها بأفعال، الفعل له فاعل ومفعول به، عليك أن تختار فاعلاً تريد أن تكون أم أنك تريد أن تكون لا حول ولا قوة؟ أتريد العيش مرفوعاً، منصوباً، أم مكسوراً؟ بعضنا مجرد صفة، بعضنا موصوف، شتان بين الصفة والموصوف، لا تغتر بصفتك مهما كنت فالغرور مهلك، احذر كل الحذر ألا تكون إلا أنت، لا تفكر أن تكون كالآخرين، لاتكن كهذا أو هذه أو هؤلاء، أنت مميز، كن مبنياً لذاتك وللجميع معلوماً كان أو مجهول، لا تلقي اللوم على الآخرين، لا تقل هو وهي فكلنا خطاء والقاء اللوم تنصل من المسؤولية، حذار من أن تكثر من قول أنت للآخرين لأن فيها استعلاء منك وتقليل من شأنهم إلا لو قيلت لرفع قيمتهم وتحفيزهم، لا تكثر من استخدام لا الناهية أو النافية إلا لو كنت على علم ومعرفة، لا تكثر من حروف التسويف، حاول أن تكون في هذه الدنيا معرفة وألا تكون نكرة، النكرة سيبقى كذلك إن أراد و كم من نكرة يعيش بيننا؟ احرص على أن يكون ضميرك متصلاً بالله في كل حال، راجع نفسك وحاسبها، أحبها وعاتبها، لا تكن ذا ضمير منفصل، عندها ستكون بلا ضمير، من كان كذلك بات رخيصاً، عليك استخدام التوكيدات اللفظية والمعنوية التي تشجعك وتقويك، التي تقدمك ولا تؤخرك وتثنيك، توكيدات تجعلك مرفوعاً دوماً، اجعل ذاتك نصب عينيك، لا تجعلها مجرورة في هذه الدنيا فمن شغلته الدنيا خسر، احرص على الجزم والشدة في تعاملك معها ولا بأس في التودد إليها ومصاحبتها، هي أنت، أنت مفرد في شخصيتك، لست مثنى ولست جمعاً، اترك الحديث عن كان وتحدث فيما سيكون، ما زال الوقت أمامك لتنجز، لتفعل، لتعمل، احرص على أن تجعل في حياتك شرطاً هو الفلاح، لا ظرف مكان يعيقك ولا ظرف زمان، إن اردت أن تكون فاعلاً فافعل أو أترك نفسك لتكون خبراً لكان، راجع صفتك وأين مكانك في جملة الحياة؟ كن جملة مفيدة أو كن مجرد حرف من حروف العلة.

-