كوريا الشمالية : إيديولوجيا راسخة
نشر في 22 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
* عندما نتحدث عن الغموض يجب علينا ذكر كوريا الشمالية ، فمجرد ذكرها يشعرنا بالنشوة و الشغف لاكتشافها ، تلك البلاد التي تقع شمال شبه الجزيرة الكورية ، تخبئ العديد من الأسرار خلف حدودها .
* بعد انقسام الكوريتين إلى شمالية و جنوبية ، ورثت حبيبتنا ( كوريا الشمالية ) الإيديولوجيا الإشتراكية عن الإتحاد السوڤياتي الذي انفصلت عنه قبيل اشتعال الحرب بين الكوريتين ، لكن النموذج الكوري الشمالي يخالف النماذج التي نعرفها ، فهي تعتبر أن الفكر الذي تنهجه هو النموذج الأصيل للإشتراكية ، فهذه الدولة تعتمد على مقدراتها و إنتاجها العلمي و الزراعي ، لكنها تتعامل و بشكل أساسي مع الحليفة العريقة الصين التي تزود جارتها بالمواد الإستهلاكية .
* في كوريا الشمالية يسود نظام عالي الدقة ، الشعب الكوري الشمالي يؤمن بالعمل حق إيمانه بعيدا عن التراهات ، حيث يمنع مشاهدة المجلات الإباحية فذلك يعتبر جرما مع العلم أن كل الشعب ملحد . إذا كنت كوريا شماليا فلن تخرج من البلاد ما عدا في حالة البعثات العلمية أو تصدير اليد العاملة ، في المقابل الدولة هناك تهتم بالعلم و العلماء ، و توفر لهم جميع الإمكانيات للقيام بواجبهم الوطني ، و كذلك لا يستغل الفقراء من طرف أصحاب الأموال فالكفة متساوية تقريبا لأن وسائل الإنتاج بحوزة الدولة . من حق الولايات المتحدة أن تخاف من هاته الدولة النووية التي تملك شعبا ثوريا بامتياز عكس الصين و روسيا اللتان خلطتا الأمور ، فالشعب الكوري الشمالي لا يطل على العالم حتى من التلفاز أو الإنترنيت مما يحجب عنهم الجديد الذي قد يؤثر فيهم ، و الأكيد أنهم حتى لو اكتشفوا ما وصل العالم إليه فسيشمئزون من حروب تمزق الدول المتخلفة بقيادة دول الغرب اللاهثة وراء كل شيء تحت غطاء محاربة الإرهاب و نشر مبادئ الديمقراطية ، و كذلك من المؤسسات المالية التي تستغل العامل و المواطن البسيط .
* كل هذا يجعل الرأسمالية بعيدة كل البعد عن هذا الشعب و بالتالي تبقى الإيديولوجيا راسخة إلى أجل غير معلوم .
بقلم : عبد الصبور زنون
-
عبد الصبور زنونطالب مغربي عاشق للقلم