....ثم ها انا ادفع ككل مرة ضريبة تلك الفرحة التي طالما شاركتها مع الجميع ،تلك الابتسامة المرسومة على وجنتي وتلك الضحكات الخفيفة المترامية في وجه كل حبيب وغريب .
ذالك الشعور الذي حاولت جاهدا في كل مرة ان اخفيه عاملا بنصيحة جميع من رق قلبهم لحالي ،لم استطع ان احجب لوحة الفرح التي اودعها الله في نفسي عن رؤية من صرفوا اليها وجوههم ،حتى انني لم اكن ارجو حينها ان اخطف الانظار بل لم اكن اعيرهم اهتماما ،اولائك الذين طالما ذهلوا لاسباب النشوة والسرور الذين ارتأيا وجهي حلة لهما .
ها انا قابع الان وحدي ،ارتضيت صحبة ورقة وقلم وماء ودواء من حولي ...ارغمت نفسي على الكتابة فقط لاعلن التمرد والعصيان في مدن روحي .
متددا على فراشي الذي كان دائما مايضرب لي موعدا مع الالم دائما ما ينتقي لي مواسم الامراض ويتخيرها ،جثوت في اعماق نفسي وسرعان ماطفقت اتفحص جدران روحي عساي ارمم بنيان ذاتي.
احسست اول مرة الغربة في داخلي ،عتمة تخيم على زوايا طالما انتشت بالنور والضياء ،فهل انقطع خيط الفجر الابيض حتى تدلى الظلام واحتل حيزه ؟! ام لعله الخيط الاسود من ليل نفسي التي لم تعرف الا ضحى نهارها ؟!
كنت حينها قاب قوسين او ادنى من نكران ذاتي واعلان البراءة من نفسي ...ثم تلمست سؤالا من وحي تلك اللحظات :أهكذا انت!؟فقزت سورة النمل لتحل ازمة الجواب ، فقلت :كأنني انا! ...
لم اقدر حينها ان اقر بأنني اعيش هذه الحال كما انني لم اتجرأ ايضا من ان اتنكر لنفسي ...فتركتها معلقة تنتظر ان احسم القرار.
صرخات تتعالى الى مسامعي في وحشة الاحداث ...تتقاطع وتتناهى الواحدة تلو الاخرى الى اذني ،صراع بما للكلمة من معنى ...اشفقت على نفسي بل ذرفت الدموع من اجلها ،كيف لا! وهي تشهد اقسى فترات التشتت والانقسام ..نبع من الاحزان تفجر من ذالك المكان حيث اتربع في زاوية قاصية من زوايا الذات ...نبع من الاحزان يصب حيث يشهد الصراع اوجه بين من !؟! اظنه بين العقل والقلب،ربما. لست ادري!!
نبع يصب في فجوة عميقة ،يتأجج لهب من الذكريات البالية والافكار السلبية فترتفع سحابة من الالام لترتطم في سقف جدار روحي فترتسم لاول مرة كسوة الحزن على وجنتي التائهتين في ظلمة الذكريات ...
-
محمد عزيز بن عليالمؤلف طالب في مرحلة الاجازة الاساسية للعلوم الشرعية والتفكير الاسلامي بجامعة الزيتونة بتونس (المعهد العالي لاصول الدين).
التعليقات
لكن لديك خطأ في كتابة كلمة (متمددا) كونك كتبت (متددا)
فقد حدفت حرف الميم .