رحلتي في البحث عن الله - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رحلتي في البحث عن الله

هذا الحلم يمت للخيال بكل صِلة ....

  نشر في 18 شتنبر 2017 .

في يوم من أيامي التي لا تقل غرابة ورتابة عما قبلها، افتح عيني مستيقظة بكسل معتاد ابدأ بفتح جاهزي المحمول كالعادة "الموبايل" اتصفح وكأنه واجب لا أكثر.. يناوشني الملل أتركه من يدي والقي به على وسادتي "رغم النصائح التي أقرأها يوميا على خطورة جعله قريب من رأسي" ..فما يوجد في رأسي من بلاء أكبر بكثير من عواقب وضع الموبايل بالقرب منه ... اقوم بعملي الروتيني الصباحي... اذهب لأتوضأ .. اصفف شعراتي الكثيفة والتي عندما تؤلمني اصابعي من تصفيفها في كل مرة أفكر في قص شعري .. فقط أفكر كعادتي .. أفكر.. أتكلم.. ولا أفعل .. يسموني أصحاب جيلي "عيلة بؤ"... ما علينا.

ابحث عن السجادة المخصصة فأجدها، ألبس الملبس المناسب والمفروض علي أن ارتديه ثم أصلي ..... لا أعرف اذا كنت أصلي فعليا ام لا... "مخك مايروحش لبعيد" أنا لا أعاني من أمراض عقلية .. لكني لا أعرف هل أصلي حقا هل أكون معه بقلبي وكل جوارحي قبل جسدي.

لا أعرف.. أنا حقا لا أعرف .. فقط أفكر .. لا اسأل ولا أحاول التغيير.. لكن كان هناك شيئا من الطمأنينة يشعرني انني مازلت بخير .. وهو "أني دائما وفي كل وقت أفكر فيه" .. كيف يراني هل يحبني أم يكرهني !!! قتلني الملل من التفكير .. نابذة لجميع الأجواء والبيئة ... ذهبت مرة ثانية لملاذي الوحيد وطريقة هروبي الوحيدة ... ذهبت" للنوم" بعد تعرضي للحياة وقت لا يتجاوز ساعتين من أيامنا.

نمت لا أعلم كيف !! غير انها الرغبة في ذلك.

ثم رأيته ... رأيت الله في حلمي ... لم أرى جسدا .. لم أرى شيئا يذكر .. كل ما أعرفه أنه كان موجود ... كان معي أحدثه ويراني ...شعرت بأغرب وأجمل شعور ممكن أن أشعر به في حياتي .. شعرت بخوف مع سعادة غريبة كلها حب .. وشعرت أيضا بتميز لأنهم قالو لي في المدارس:

لا أحد منا يراه .... وفجأة خطر في بالي وفي خيالي كل الأسئلة التي كان يقتلني فضولي كل يوم من جهلي بها.. الأسئلة التي جعلتني أفكر في أفضل الطرق هروبا من الواقع سهولة ولا أجد أسهل من الذهاب للنوم طريقة ... أسئلة كثيرة عن أشياء أكثر.. هل تحبني؟ّ .. هل تشعر بي؟!... هل تقدرني؟!... هل تعرف كم أتعب وأعاني يوميا ؟!! ...كم مرة غضبت مني ؟!!... ما حدث لي في الماضي من أحداث سيئة هل كانت لحكمة ما أم عقاب لي على شيئا لم أعلمه؟!.... كيف سينتهي مصيري ؟!!!... الى أين سأذهب في الحياة وأين تقع اخر محطاتي؟!

ثم تركت نفسي ويكأني في مكان لا يقل شبها من مسرح ليس بكبير ولا يوجد أي ستار.. صعدت عليه بسلمتين من الجانب الأيسر... كان أمامي ظلام لا أرى ناس أراه هو فقط من بعيد.. "نور شديد".

ثم تركتني أتحدث بحرية ... أتحدث ولو مرة واحدة في حياتي بدون أن أفكر ... بدون أن أرتب الكلام ... بدون أن أفكر بأي حديث سوف أبدأ .... كأني ممثل مسرحي نسي كل النص فقرر أن يخرج عنه ويرتجل بكل ما أوتي من قوة.

وبدأت أقول له:

يارب.. كنت دائما أشعر أن هناك باب من الآمل..

لا من "الآمال" منتظرني في الطريق ... لكني كنت أفتح كل مرة باب جديد بكابوس جديد وصدمة أجدد.... وبعدها أغلقه وكأني لم أراه من قبل ...!

وأبحث عن باب جديد "أقصد آمل جديد".

قد يراني البعض إنسانة مفتحة لي الأبواب وكل شئ يسير معي ع ما يرام "زي ما بيقولوا".

أعلم أن لا يوجد في حياتي شباك من الآمل الواحد لإن مثلي ليس له ذلك ... أشعر أنني خلقت هذا ..."قليل الحظ " !

رغم أني في حياتي كلها لم أكن أؤمن بالحظ".

لكن أحيانا هناك أشياء لا نعترف بها غير لأنفسنا فقط.

ولا يوجد أمامنا طريق غير اننا نضحك على أنفسنا ونستهزأ بها و نقنعها إن كل شيء ع ما يرام.

وكنت أنا أفعل ذلك ...رغم أنه في الحقيقة لا يوجد ولاحتى شئ واحد في حياتي ع ما يرام..أتظاهر بالثلج وأنا كائن ضعيف!

لما لا نعترف بضعفنا ؟!هروبا من واقعنا أم هروبا من الناس وضغط الناس..مش بعيد يكون هروبا مننا أحنا ذات نفسنا!

لا أعلم !!

كنت أستهزأ بعقلي قولا له "اصبر" ...كنت أقولها وكلي كتمان

وشك.. شك من نفسي وفي نفسي ..أقولها فقط تهوينا لاستكمال الطريق ...! فقط لأستكمل ... اتظاهر اليقين وأنا كلي شك لأنني إذا فكرت في الوقوف لم يكن أي شيء لينتظرني أبدا .. !

أخاف دائما على من يقتربون مني لعلهم تصيبهم اللعنة التي اصبتني! فقط لأني أحبهم! لكني لا أتمنها ل لأي شخص حتى أكتر شخص لا أطيق ذكر اسمه! لا أتمناها له ...!

خفت وفقدت وتعسرت "لدرجة أنني كنت أشعر أني أكثر شخص خسر في العالم" لكن هناك شيء تلطفت عليا به ...هو "الرضا".

.... لكن دائما يارب كنت أشعر أني تائهة تائهة جدا ... لم أعرف ما الذي أحبه وما الذي أكره .... أين أرتاح وسأذهب ؟! ...

"كنت بسئل نفسي كتير"؟

لما لم أعرف أكثر شيء أحبه فأفعله ... أكثر مكان أحبه ف أتواجد فيه .. أكتر فرصة أحبها ف أتعلق بها ... لم أجد إجابة أبسط من أنني "لأ أعرف فعليا ما الذي أحبه".

نحن ما نخلق ونخترع لأنفسنا "الصح والغلط" ... لذا عندما كنت أفكر كنت أجد بين الصح والغلط خيط أرق من الشعرة كاد عقلي أن يشت فعليا!

كنت اسأل نفسي ومن أعرفهم " أيه ال ممكن يخلي الواحد كدة؟!"

كانو يقولولي قربي . . "أقول أزاااي" ؟! يقولولي الصلاة بسنتها

والصيام كتري منه ... فعلت! ولم أحصل ع نتيجة حية!

لكن أحدهم لم يسألني ما السبب !!! "ماذا عن القلب ..عن اليقين"

رغم أنه سؤال جرئ وإذا كان سئلني أحدهم "كنت هسكت لإني مش عارفة"! ..

وقررت أن أفعل أقصى ما بوسعي ... ولم أجد غير أنني قررت أني لن أتغير أبدا

.... وها أنا أنظر على نفسي على صور "موبايلي" أو في أعين من لم يروني من الناس من زمن ليس بقريب.

حتى صعقت! جدا لأجد" إنسانة" أمس مختلفة تماما عن اليوم

فما بالي ب شهر مضى أو سنة مضت أو سنوات مضت ..!

كنت أعاقب نفسي حتى إذا تغيرت "للأفضل أو الأسوأ" كلهم عندي كان سواااء ... !

ليس غباء مني ... ولكني لم أجد أحد يعلمني إن إلإنسان بيتغير "ده الطبيعي" ... !

فقط لأننا نضع لأنفسنا قوانين ..لم أفكر في قول أحدهم "لازم تشد وترخي" نسيت إن حتى مع نفسك لازم تشد وترخي.

. وكانت النتيجة إني استنفذت كل الطاقة ولم يبقى بداخلي ما أقدمه لأحد! ولا حتى لنفسي !!!

حتى وإن كنت سأقدم لها شيء لن تقبله " انهكتها بما يكفي لترفض مصالحتي أو حتى حديثي معها كنت أخجل لأتكلم معها واهرب في زحمتها وزحمتي".

لا أعلم درجة يقيني ! وإلا سأقول كلام زي ال بيكتبوه "ويقيني بالله يقيني" بدون فهم أو شعور ! .. إذا كان سألني أحد كان الصمت هيصاحبني.

"وقتها كنت ممكن أعرف أيه سبب مصيبتي وسبب توهاني"!

لإن لو كان يقيني موجود زي ما هو مفروض كنت هشوف حتى كل الأبواب المقفلة ...وراها الآمل!!! !!!!!

أنا آسفة ... آسفة يارب

آسفة لأني أذيت من حولي بقربي منهم

آسفة لأني لم أعرف سبب هذه العرقلة والتعسر وصبري في إن مع العسر يسرى.

آسفة لأني خفت أكثر من اللازم وتجرأت أكتر من اللازم.

آسفة لأني لم أعامل النفس التي ائتمنتاني عليها كأنها نفس. واستعملت معها كل أساليب العقاب المباحة.

آسفة لأني في مرة واحدة لم أفكر في مكافأتها.

آسفة لأني في مرة واحدة لم أسامحها ... لم ألتمس لها العذر

لم أحترم لحظات ضعفها ... ونسيت أنها نفس .. آسفة لأني ظلمت نفسي ظلما كثيرا .. كثيرا جدا.

آسفة لأني أحببتها "حب القسوة" ... لقد تعنفت وعنفت الأمانة التي أعطيتني أيها ... لم أكن أقصد ذلك لكني فعلت ... وظلمت ... ظلمت نفسي

وكأني أب كل تهذيبه لابنه بالضرب والأذى ظنا منه أنه سيربيه ... لكنه أخرج أسوء ما فيه ...!

جعلتها تحمل همومها ... وهموم من تراهم حولها ..لم تكن أبدا تحلها أو تتدخل ... ظنا منها أنه ليس بوسعها .. !

فقط كانت تحمل أحمال وأحمال...آذت نفسها ولم تنفع حتى غيرها!

كنت أتواكل ع نفسي حتى جعلتها غير قادرة حتى ع توكيل أبسط أمورها بنفسها!

كنت لازم وقتها أفكر أرضي نفسي لأني بشتغل عندها "والزبون دايما ع حق "

لم أخذ لها حقها أو أدافع عنها يوم ما!! .... كل مرة كنت أندم إلى أن نفذ الندم من ندمي!

آسفة لأنك أحببتني "وكان حبك لي وقتها يقيني الوحيد"

وأعطيتني أكتر مما أنا أحببت وأعطيت ل لأمانتك عندي !

الآن وقد خرجت وتجردت من كل شئ.. وكلي حب وثقة وقد ظلمت نفسي كثيرا وإن لم ترحمني وتغفر لي سأكون من الخاسرين..

وفي حياتي لن أصاحب اليأس أبدا . . إن شئت وساعدتني !

"وبكامل استعدادي لقبول تعسري في الدنيا وكبير عذابي في الآخرة".

"لكن أقول لنفسي إن الآمل في رحمتك لسة موجود"

.... وانتهيت...انتهيت حديثا فقط !

و ليس من كل ما يدور في رأسي ولكني توقفت من التعب .. فلم يكن فمي وقتها هو الذي يتحدث فقط .. لأ.. كنت أتحدث بقلبي وعقلي وروحي ويدي وعيني وكل جسدي .... كنت سأطير فرحا وأنا أقول كل ما كانت تشتهي نفسي مع احساس بالألم وأنا أفكر في كل مخاوفي وأفكاري وأجعلها تخرج على هيئة حروف وكلمات بعد ما كانت مدفونة في عقلي لا تتعدى مرحلة التفكير ..... بدأت التقط أنفاسي وأرتب الحديث أكثر.... حتى شعرت بنور شديد جدا وكأن أشعة الشمس التي تغذي جميع الكرة الأرضية وجدت راحتها في قرنيتي الفقيرة.

وها هو صوت الماما... وهي تفتح شباك الغرفة التي لا ترى الشمس بالشهور بسبب كرهي لأصوات السيارات وأشعة الشمس وزحمة البني ادمين.

لم أكن أعلم انه حلم الا عندما استيقظت...

استيقظت مرة ثانية منذ وقت ليس ببعيد ولكن بشعور مختلف تماما... لقد فعلها عقلي اللاواعي.. فعل ما لا يجرؤ عقلي الواعي على فعله .. أخرج كل ما كنت أريد أن أخرجه من كلام وأسئلة ومشاعر ... حتى وان لم اتلقى أي اجابة ... لكني استيقظت في ذلك الوقت وأنا أشعر "براحة وسلام" لم أشعر بهم من قبل.

وقلت لنفسي بصوت همهمة خفيف وأنا أترك الغطاء من على جسدي وفي طريقي ذاهبة وأنا أنظر في المرآة:

آسفة يارب .. اسفة لأني يوم ما لم أفكر أن اتصالح مع نفسي وأحبها ...!

ونسيت قول أحدهم "أن الثقة من الحب وأن الحب كله ثقة".



   نشر في 18 شتنبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا