الناس تتعايش في المجتمعات ، بحيث يسفيد كل واحد من الآخر ، ربما هو يملك صنعة وذاك يملك علما والآخر يملك قيادة إلى آخره ، لذلك تتبادل المنافع بينهم حتى تبحر السفينة وسط الامواج التي تدفعها لأعلى وتهبط بها لاسفل وهي تخاطر بمن عليها وتدفع عنهم كل سوء إلا ان ترسوا في موانئ التطور والرقي ، وذلك لا يكون إلا بالعمل الجماعي ، إلا هناك فئة بغت إلا ان تسير بعكس التيار وان تكون الاوراق مبعثره وان تضع الموانع امام التطور والنجاح ، كل ذلك لان اخلاقهم وضيعة ونفوسهم مريضة وعقولهم قد سممت فهي لا تفكر الا في مصلحتهم فهم آفة يفتكون بالمجتمع ويأكلون من خيراته لصالحهم دون التفكير بالغير حتى يسود الفساد والفوضى فهي تمردت على كل القوانين والانظمه ، قد نسميها المحسوبية او الواسطة او الشللية او غير ذلك لا يهم فهي متأصلة فينا نحن كعرب ، او انها ظاهرة تفشت بحكم المحاباة ، فهم اخذوا ما لا يحق لهم فهؤلاء قد طالت اعناقهم في مجتمعاتنا واصبحت اعناقنا لها خاضعة ، لأنهم مسكوا بزمام الامر وتمكنوا من كل شي ودفعوا بكل شي لمصحلتهم ومنافعهم ، فهم لا وطن لهم لكي يفكروا في مصلحته ولا دينا لهم ليردعهم ولا قلبا لهم ليفكروا بعين الرحمة ، نعم طالت اعناقهم فاعناقهم كاعناق الوحوش اصبحت طويله مخيفة باعمالهم ومآربهم لا سيما اذا كان المجتمع ضعيفا طريح الفراش بأنظمة واهنه وقوانين لا تحترم فيلجون الى هذه الارض الخصبة ويزرعون فيها سمومهم فيزدادون يوما بعد يوم وتطول اعناقهم ، والردع لا يكون إلا ببتر جذورهم وخلق فرق رقابية قوية تطول اعناقهم وانظمة إلكترونية حديثة تمنع تسلل نفوسهم المريضة بخرق القوانين والانظمة وان تكون هناك لاصحاب الكفاءات فرص عمل يرتقون بالمنظومة فيرتقي المجتمع وان تكون ثقافة لدى افراد المجتمع عن الضرر الذي يلحق هؤلاء بالبلد بإلقاء المحاضرات التوعوية واستخدام وسائل الاعلام المسموعة والمرئية وحثهم على ترك هذه العادات النتنه فإذا حققنا كل ذلك استطعنا ان نحاصرهم وان نتخلص منهم نهائيا وهذا يتطلب منا ارادة قوية وعمل جماعي كبير ،وبلوغ المرام لا يكون إلا ان يكون لدينا احساس داخلي يدفعنا ان نهجر الاشياء السيئه وان نحب لوطننا ما نحبه لأنفسنا ومن غير ذلك فلا نسطيع ان نغير قيد انمله وتظل اعناقهم فوق اعناقنا .