للتصحيح نقول مافيا صحية وليس عسكرية
سميرة بيطام
نشر في 07 فبراير 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لعل المتتبع لبعض الأبواق الخارجية التي من حين لآخر تكشف عن أسنانها وتطبطب على عقولنا بعبارة مافيا عسكرية..ومن حين لآخر أسمع كلام لكني لا أكمله لأني لا أضيع وقتي للاستغراق في مناسبته وهدفه وهذا التعدي الصارخ على مؤسسة هي عماد الأمان والسلم للجزائر، و فينفس الوقت لا أسمع من يطبل بالقول مافيا صحية، أو مافيا ثقافية أو مافيا بنكية، يعني وكأن الكلمة لائقة فقط على العسكرية..
صراحة المؤسسة التي تحمي البلد من حدودها وبحارها وهوائها أكيد ستتعرض لهذا التعدي الصارخ ،فأعداء الوطن خارج الحدود يريدون انهيار الدولة الجزائرية التي تحميها العسكرية بأي ثمن، لذلك هي مافيا في قوة الرد ومافيا في الحماية وليس بمعنى مافيا في تهديد أمن المواطن، ثم المافيا التي نعيشها حاليا صحية بالدرجة الأولى وازدادت حدتها منذ ظهور جائحة كورونا، وظهور المستغلين للظرف من شركات الأدوية العالمية وتواصها مع الشبكات عبر كافة بقاع العالم لتصدير السموم وتجريب المجرب بلا تمام لسنوات الاعتماد الدوائي ،لعل المتتبع لأزمة كورونا يكون قد لاحظ انقطاع الأكسجين في الموجة الثالثة ولم يعرف السبب الحقيقي فانطلقت العسكرية لإحضار المادة في طائرتها ،و لعل الغابات المشتعلة في مناطق مختلقة من الوطن، العسكرية هي التي أطفأتها و ليست أبواق العمالة خارج الوطن وداخله ،ولعل حماية الحدود وعرض لصوص المخدرات والمواد المحظورة على شاشات التلفاز أعتقد العسكرية هي التي عرقلت عمليات تمريها بنجاح من أجل افساد عقول الشباب والأمثلة كثيرة ، ثم من جهة أخرى وزراء للصحة تداولوا على منصب وزير أين شهد القطاع انحرافات كثيرة منها الرداءة التي تضم فروعا كثرة من الفساد لكن لا يتكلمون عنها أنها مافيا وكأن عيونهم جائتهم فقط على العسكرية.
أنا لا أبجل المناصب ولا أدافع عن الرتب ولا أميل للكلام من أجل الكلام لكني أنصف عسكرية برجال يبيتون ساهرين على أمننا ونحن نيام، أنا أقول كلمة حق في عسكرية جنبت الجزائر انزلاقات كثيرة ومخاطر بعضها نعلمه وبعضها لا نعلمه..أنا أؤمن أن الساهر لحماية وطنه لن يكون مافيا ولن يكون لصا ولن يكون فاسدا الا الذين استهواهم الفساد ،فالفساد موجود في كل مكان ولا ينجو منه الا قوي الايمان والإرادة..اذا صححوا مسامعكم أن هناك مافيا صحية و ثقافية وبنكية وفلاحية وتجارية و غيره وركزت على الصحية لأن ضررها على المواطن مضاعف مقارنة بالمافياوات الأخرى وليس عسكريةكما تطبل الأبواق ويكتب على الشعارات.
اذن ،نتمنى للأبواق أن تحول منظارها على مافيا الصحة أو مافيا أخرى وتتوقف عن التكالب على العسكرية لأنها لن تمنح لهذه الأبواق فرصة العبث بالوطن مهما كان الثمن غاليا..ثم هذه الأبواق غير مؤهلة للمتابعة فلو كانت نظيفة لبقت في بلدها ولدافعت عنه و عن حقوقها بطريقة مثلى وليس الرجم ما وراء البحار.
ارتاحوا ..فالعسكرية ستخلص الجزائر من سمومكم وأذرعكم الممتدة في الكواليس وكلماتكم الطائشة بلا وزن ولا مراقبة..
عاشت الجزائر حرة مستقلة
المجلد والخلود لشهدائنا الأبرار
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية