تعنثُ ليلة،وعودُ صديق.
أسامة بن جلون.
نشر في 15 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في واحدة من الليالي التي لم تنجح في إقناعي بجمالية اللحضة واستقرارية الحياة في روتينها الرتيب الدوار المتكرر،ليلة يتقلب فيها المزاج،يعود النبش الصامت والصمت النابش في أعماق الذات،وتحضر أمور كثيرة فيما أغيب على كرسي،بحضر صديق العمر ليواسي،ليغير المزاج بأي شكل،بنكتة أو أغنية،فغنى الصديق بلحن بديع سلس وكلام جديد أخاذ وأنا في جلستي غارق الفكر:
"يا ربيعي ما لأزهارك تهوي
قبلما تشهد أنوار الحياه
وأرى أوراقك الخضراء تذوي
ثم لا تملك نفسي غير آه
أنا رويتك من كاسات خمري
ووهبت الزهر أنفاسي وعطري
أنا زهري ما الذي صوح زهري
ورماه قاسيا حين رماه
وأنا ما زلت في فجر الحياة"
"ها هي الأطيار في الروض تغني
غير طير ضل عن سرب الطيور
يعرف الدمع الذي قرح جفني
وأسى نفسي فيلأسى للمصير
أنا أحيا في خريف من شقاء
أسرعت أوراقه نحو الشتاء
ومضت بين أعاصير المساء
تحمل الذكرى من القلب الكسير
مثلما تحمل أنفاس الزهور"
فشفيت بتدريج،وتضاءل مما كان يؤرقني ويغير حالي،فحضرت البسمة وبادلته الدندنة،نعم الصديق نفسه،عبد الحليم صديقي،ويصعب على بعض النمطية والسطحية من الخلق تصديق ذلك،فالناظر من العمق غير المطلع على الأشكال والقوالب الببعيدة،قد لايصدق أمورا مثل هذه/كمثل عدم تصديقه للصوفية كطريق أعمق في التعبد،وفي وراقت الليلة وعاد الرويتن الركيك ليرمي نفسه علي بدؤاعيه الثقيلة التي تغدو بعد ذلك منطقية،فقد رقت إذن ولا مجال للرفض والجدال.
ليلة طيبة.
-
Oussama BenjellounNothing to say,..just never speak about yourself...but let people discover your personality.