ناسك الزهاد (2) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ناسك الزهاد (2)

الجزء الثاني

  نشر في 18 يونيو 2019 .

يدور برأسه الصورة التي رأها بالمخطوط جيدآ.. بدت الكتابة بالخط القرطبي الاندلسي تحوي نصآ عن اربطة - قرطبة - و خلاواتها.. 

لاذلت الفكرة عالقة بذهن - بيدرو - عن ذلك الناسك - حفصون - الذي ادعي - خلدون روءيته كل ليلة في منامه.. 

انه يدر جيدآ ان رأس - خلدون - صلبة عنيدة كالصخر و لن يرتاح حتي يعرف - حقيقة حفصون - لكن مهلا - بيدرو - يجد نفسه مضطرآ لإخفاء الحقيقة التي يعلمها!! 

بخطوات خلسة علي اطراف اصابعه اتجه - بيدرو - الي القبو الخلفي الذي ينزل اليه بدرج خشبي قديم.. بدي الموضع مهجورآ تفوح منه رائحة الأتربة و الغبار.. ناده بصوت هامس يدوي همهامته في اذنه.. نظر - بيدرو - حوله خائفآ بدي عليه القلق من مصدر الصوت المجهول.. علي بساط الاكلمة الصوفية جلس - حفصون - بقفطانه  الازرق المنسوج من الديباج و عمامته الصوفية البيضاء و قد تربعت قدميه احدهما فوق الاخري و انطلقت منه صرخة ساخرة حادة اغشي فيها - بيدرو - عن وعييه.. 

- ماذا تريد مني يا بيدرو - لم تبحث عن ما ليس لك به علم...!!!!! 

انطلق ذلك الصوت المخيف يعج بارجاء الموضع بينما - بيدرو - غائبآ تمامآ عن الوعي في عالم اخر.. 

في داخل الحديقة الأندلسية المعلقة جلس - خلدون - امام مائدة صغيرة و هو يقلب في الاوراق ترافقه - اشيلي - التي تنظر اليه بتعجب من ذلك الكم الكبير من المجهود الذي يبذله... 

ارادت - اشيلي - تخفيف الجو قليلا فنظرت الي - خلدون بابتسامة.. 

مسكينة هي والدتك - مريمة - هل تتركها دائمآ منشغلآ في عملك.. 

ضحك - خلدون - رغمآ عنه و نظر اليها ساخرآ :

انها دومآ تقول لي لن تجد الزوجة التي تحتمل -جنونك - هذا بالعمل!! 

ههههههه والدتك محقة تبدوا امرأة لطيفة..

نظر اليها - خلدون - ساخرآ ثم غمز لها بعينيه.. 

حتي انتي يا - اشيلي... 

ضحكت - اشيلي - ساخرة ثم وقفت فجأة متقمصة الدور المسرحي و هي تخفض رأسها قائلة.. 

حتي انت يا - بروتس -...

لم يملك - خلدون - ضحكته اغلق الكتب التي امامه و ابتسم - لاشيلي - ضاحكآ 

لا تتوقفي ابدآ عن المزاح يا - اشيلي - دعك من العمل الان تعرفين يا - اشيلي - انتي تذكريني باميرة الاندلس الشاعرة - ولادة بنت المستكفي... 

ابتسمت - اشيلي ضاحكة و قد بدي علي وجهها الفخر و اردفت قائلة :

احم احم طبعآ طبعآ هل يمكنك ان تنكر فصحاتي لقد تعلمت اللغة العربية من المركز الثقافي الاسلامي في قرطبة فذبت فيها عشقآ.. 

طبعآ يا عزيزتي فالروح القرطبية الأندلسية قد سرت بداخلك منذ صباكي.. 

تنظر اليه - اشيلي - و كأنها تعود بذاكرتها للوراء :

بالفعل المنزل العربي الذي نشأت فيه رافقتنا به عائلة عربية مغربية عائلة العم - زيدون - الذي كنت اسمع مع نسمات كل فجر اصوات ندائه بالاذان حيث عمل مؤذنآ.. كانت تجذبني صوته الرائع الذي له احساس خاص بالسكينة و الامان.. كنت اتبعه خلسة كل فجر حتي اراه و هو يصلي بالناس امامآ.. كانت تسري بداخلي رغبة لمعرفة الكثير عن الصلاة التي اطمئن قلبي لها ثم اذهب لجدتي - حفصة - لاسألها ببراءة :

لماذا تصحبني للصلاة مثل عم - زيدون - يا جدتي - حفصة -

كانت تخفض صوتي بيديها و هي تقول هامسة :

اسميناكي - اشيلي - متخفين حتي لا يعرف احد الحقيقة.. تعرفين جيدآ الاضطهاد الذي نتعرض له منذ محاكم التفتيش... 

كانت هذه الجملة - محاكم التفتيش - تسري في جسدي لاذكر جيدآ ما اقرأه في كتب التاريخ ما تعرض له اجدادنا من قتل و تشريد حتي اجبروهم علي ادعاء - المدجنين -..ثم تسمع نفس كلام جدتها عن ضرورة اخفاء - اسلامها - امام زملائهم الاسبان حتي لا تتعرض للاضطهاد... 

نظر اليها - خلدون - مصدومآ و القلق باديآ علي وجهه :

كل هذا تحملتيه يا - اشيلي - وماذا حدث بعد ذلك...؟ 

ظللت ينادوني في المنزل - حفصة - علي اسم جدتي و هو الاسم الذي اختاره ابي - سعدون - له و في المدرسة - اشيلي - حتي كبرت و درست - الاثار الاسلامية - لاحفظ تراث اجدادي لكني الان افتخر باسلامي دون اي خوف و الكل يحترمني - اشيلي - الشهيرة - حفصة سعدون -... 

انتي رائعة يا - حفصة - يسعدني روءية ابيكي..

ستلقاه يومآ انه يحاضر الان في جامعة - اشبيلية - 

تفصلنا عنه بعض الاميال و لكن لا بأس... اين ذهب - بيدرو - اختفي منذ فترة.. 

رأيته و هو يتجه الي مكتبته القديمة.. 

لا ادري لماذا اشعر ان - بيدرو - يخفي امرآ ما يا - حفصة -

انه يهتم - لامر - الناسك حفصون -الذي تحدثت عنه يا - خلدون - 

لا ادري ماذا يريد هذا الناسك مني لقد ظنتي امي مخبولآ بسببه انه يتبعني منذ صباي حينما كنت وقتها في بلاد المغرب... كنت اراه و زهاده في رباط -  المستنير - رأيتهم خلسة ذات مرة و هم يرقصون علي اطراف اصابعهم و ينشدون الناي كنت صبيآ وقتها و لم استوعب ما رأيت حتي سألت جدي الذي اخبرني تبعيتهم للطريقة - المولوية - حتي بعد هجرتي لاسبانيا في صغري مع ابواي و لاذال يطاردني ذلك الناسك!!! 

يقطع حديثهم - فينتورآ - التي تصرخ فيها بحدة :

- خلدون - - اشيلي - هلموا فورآ لقد عثرت الشرطة علي - بيدرو - مشنوقآ - داخل مكتبته و الكل مطلوب للتحقيق..!!! 

يتبع.... 










  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 18 يونيو 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا