شَيخُوخَتي المُقبلة
**************
هيام فؤاد ضمرة
*************
أيا شَيخُوخَتي المُنهَمِرةَ من خَلفِ الغيابِ
المُتوَاريةُ وراءَ أقصَى دَرَجَاتِ البُعادِ
أيا لوعَةَ الإنحِناءِ لذلكَ الإلتوَاءِ
والزَّمَنُ يَستَرسِلُ عَنتَ مُرُورِهِ
على مُسنَنِ العُمرِ دُونَ أدنَى هِيابٍ
يُرسِلُ شَوَاظَ لسَعاتِهِ كأنها احتراقٌ
يُلهِبُ ظهرَ المراسِ بذاكَ الإنسحابِ
يَحرِقُ أناملَ مَراحِلِ العُمرِ
ومِشرط الزَمَن يُمعِنُ ضَرَباتَهُ بِوَجنَتي
يَحفرُ أخاديداً، يَمُدُّ تَرَهُلاُ، يَطفئُ لألأةً
كأنما الوَجهُ باتَ طاوِياً أسَى ذاتَهُ
بِمَلامِحٍ تغُورُ كالخارِجِ مِنْ أعماقِ التُرابِ
فلأيِّ عُذرٍ يا أنوَارَ عُيُوني تُغادِريني
وتَترُكِي لغَبَشِ الرُؤيا هاتيكَ السَّحاب
فيا عُمراً وَئيداً تَعُدُّ مَدارِجَكَ للغِيابِ
إنهشْ ما شِئتَ مِنْ مَقاطِعِ جَسدي
واترُكْ بي ذاكرةً تَستلهِمُ شَكلَ الإيابِ
لا تعبَثْ بِتلافيفهُ فيَضيعُ مِني مَخزُوني
وتَضيعُ عَني مَلامِحُ الأحبَةِ
وذاكرةً تتلمَّسُ مَواقِعَها في عَمى الظلام
تَمحَقُ سَلاسلَ القُربَى فلا تُدرِكُ لي عُقبى
كأنما ما كانت تشدُّ يوماً عضدَ الالتحامِ
ولا تُنادِي صورَةَ مُعتَرَكاتِ الخِصَام
لا تَقرَبْ عَقلي ودَوَاتِي وقُصَاصَاتي
لا تهمِسْ بِصوْتِ الاعتلالِ نِداءاتُ أوْقاتي
مَكّنِي مِن تَعبيري وكاملِ مُصطلحاتِي
اترُكنِي ولو فُتاتاً يَتطايَرُ بخَيالاتِي
هَبني أحلمُ فأبْني مَدامِيكَ عَالمِي
وأُعلِي جُدرانَ حِمايَتي بِتَهيُؤاتي
فأسلخُ عَني تَغَضُناتُ اعتِلالاتِي
وانتَفِضْ كطائِرِ الفينيق من رَمادٍ
بألوانٍ للحياةِ تُعيدُ طقوسَ صَلواتي
سَأوَرِثكم مِنْ أثرِي فكري وحِبري
وسأمَرِّغُ بَياضَ أوْرَاقِي بانتِصَارَاتي
سأبدِّلُ مِعجَمِي بكلِّ ما تجُودُ عليَّ
ابتكارَاتِي لتَغزِلَ وَثِيرِ بُسَطي وأثاثي
سأركَبُ جَناحَ لغَتي الطائِرة
وأحلّقُ فوقَ أكنانِ مَشاعرٍ عابِرة
أجُولُ بينَ رياضٍ مُزدَانةٍ بِأزَاهيرِ التَعبِيرِ
وأريجٌ يَفتِنُ فوحَهُ مَزَايا العُبُور
فيا غريدي في وهج انشقاق ربيعي
أفدني مع رُبَى نَعِيمِي بِعَرانِيسِ زهُوري
سَأبلغُ الأعَالي كأنما مُنِحتُ مِن جَديدٍ شَبابي
وعادَ لي وَهْجِي بِكُلِّ مُستَلزَماتِ أحوَالي
وعُدتُ كمَنْ بي سِحرُ الشَّبابِ
يَمُوجُ كما النورِ في عِقرِ أبجدِيةِ الكتَّابِ
- 2
-
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
ناكر الود
زرعتُ لك الود المرصع بالوفا . وجاهدتُ إخلاصا لأجلك دائماوهاجرتُ بالدنيا إليك ملبيا نداك كما واعدتَ قلبي. متيماوقلتُ ألا حيا اللياليَ إنْ أكنْ على مُرها جنب الكرام مُكرَّمافما أعذب الدنيا وألين كفها إذا كنتَ في وصل الحبيب مُنعّماولكنها الأيام
من تراك تكون؟
مَنْ تُراكَ تكون؟وأنتَ مُتأرجِحٌ.. على هاوِية تَتَرداكَسُكونٌ وارتِعاشُ جُفُونوعَصفٌ يَتخَطى آفاقَ رُباكَ أتَسلَلُ إلى ذاكِرةِ عِتابٍأنتشلُ رؤاً تشبهُ ملامحَ رُؤاكورؤاكَ قلقٌ يعتريكَ مُجاهراًيَتَخَطى فيك زمنَ لحظةٍ تَتَردىكأنَّ بكَ عِلة يَنالكَ مِنها بلواءُ فناكعالقٌ أنتَ بوُعُورةِ دَربٍ طوَىحينَ نكَثَ بلبِكَ ماردُ
" مع المتنبي "
أرقٌ على أرقٍ ومثلِيَ يأرقُوجوىً يزيدُ وعَبرةٌ تترقرقُجهدُ الصّبابةِ أن تكونَ كما أُرىعينٌ مُسَهّدةٌ وقلبٌ يخفِقُأبو الطيّب المتنبي (رحمه الله)وَقَلَقٌ عَلَى قِلَقٍ وَمِثْلِي لَا يَقْلَقُوَسُهْدٌ بِلَيْل ودمع يَتَرَقْرَقُحِلْمُ حَلِيمٍ أَنْ أَكُونَ كَمَا أَرَىغَضِيضُ بَصَرٍ بٍقَلْبٍ يَخْفِقُماهر باكير دلاشما لاحَ
"أنداري"
" أنْدَارِي "أَرَأَيْتَ يَوْمَاً نَهْرَاً يَجْرِي إلَى الْوَرَاءِأَوْ رَأَيْتَ لِيَلا أَغْطَشَ ظُهْرَاً فِي السَّمَاءِأنْدَارِي؟!أَرَأَيْتَ يَوْمَاً شَمْسَاً أَشْرَقَتْ فِي الْمَسَاءِأَوْ رَأَيْتَ قَمَرَاً أَنارَ ظُهْرَاً فِي السَّمَاءِأنْدَارِي؟!أَرَأَيْتَ يَوْمَاً حُوتًا تَائِهَا فِي صَحْرَاءَأَوْ رَأَيْتُ جَمَلًا يَعِيشُ فِي الْمَاءِأنْدَارِي؟!أَرَأَيْتَ يَوْمَاً طيرا يَصْدَحُ بِالعُواءأَوْ رَأَيْتَ
"الأدهم والأشهب"
" الْأَدْهَمُ وَالْأَشْهَبُ "هَلْ يَسْتَوِي الْأَدْهَمُ وَالْأَشْهَبُوَهل يستوي الصُّبْحُ والغَيْهَبُنَاشَدْتُ الِّلَهَ بِنَسِيمِ الصِّبَاأَيْنَ اسْتَقَرَّ بَعْدِيَ الْأَطْيَبُيرْنُو إلَى مُتَيَّمٍ بِسِهَامِه كَمَايَرْنُو في الخميلة جُؤذُرٌ رَبْرَبُبَانَ كَشَمْسٍ مِنْ خِدْرِهَافَأَفَلَتْ الشَّمْسُ وَبَانَ الأَصْهَبُوَالْقَمَرُ تَنَحَّى جَانِبَاً فالْقَمَرِ كَانَ دوما الأَصْهَبُتَاهَتْ مِنِّي حُرُوفُ الْقَوَافِيوَكَأنَّ قَافِيَتِي دَوْمَاً الأَصْهَبُأَقُولُ وَإِنْ عَذَّبَنِي
الحُب يجمع و البندقية تفرق حياة درويش
من لا يُحب الآن ، في هذا الصباح ، فلن يحب ، هذا ما كتبه الشاعر محمود درويش في قصيدته فرحاً بشيء ما ، فكان لا يزال يعاني من ألم في القلب ، هنا ولد محمود درويش في بقاع
رسمتك ببالي
رسمتك ببالي************هيام فؤاد ضمرة**************رسمتك.. والرسم يُخاتِلُ بناني..ذات خيال..تمرَّد في مخياليرسمتك.. بلون سيطر على اعتماليوضعتُ فيك..خليطاً ساهم لونه بباليرسمتك..نبضاً جللاً حلَّ بحاليفكنتَالقلب منيوكنت رهن أحواليوكنت الوداد رائقاًيُلامِس مَناليلتكون أنتَ هو انت وتكون ذاتيتسكن عالمي..كالنور بأمنياتيفيا مرسمي بعقليألبسته نوالييا خيالا اختالأمام
أنا حين أزفت لغة الجوى
أنا حين أزفتْ لغة الجوى""""""""""""""""""""""""""هيام فؤاد ضمرة"""""""""""""""""أوا تريدون أنْ تعرفُوا من أنا؟من أيِّ أرضٍ فزَّ زَرعي واعتليتْ؟عن أيِّ قومٍ سُلختُ وارتضيتْ؟أنا التي وَهَبتْ اسمها للسلامِ فعفيتافترّ فاها عن لغةِ أضواءِ الإبتساموما أكثرتُ هَدراً بلغةِ الكلامأفرختُ صِغاري على الدروبِوبحبقةِ الرضى
إذا كُنتَ دُرًا فإنك لا تغرَق ...
عِندَما يُلقِيك أَحدٌ في بحرٍ ما ولا تَغرق فاعلم إنك درٌّ ثمينٌ في البحرِ مكنون ... أبيضٌ قَلبُه ناصِع لامِع نَقي صَفيّ النَوايا سَليمٌ مَصُون ...صَقيلُ الخُلقِ يلمَع به بَريقُ الأدبِ إن نظَرت لهُ المُقَل ضَوءها يُقطَع من ضوءهِ المَسنون ..كدرٌّ رَسى في قَعر البحار كذلك
