الحكايات المعلقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحكايات المعلقة

كتابات عن المرأة

  نشر في 01 أبريل 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

الحكايات المعلقة

كشفت كثير من الدراسات والإحصائيات أن المرأة أكثر عرضة للمتاعب النفسيه عن الرجل ، بل أن أحدث الدراسات أثبتت أن ما يقرب من ثلاث أرباع النساء يتعرضن لمتاعب نفسية في خلال مرحلة ما من مراحل حياتهن ، كما خرج تقرير حديثا من منظمة الصحة العالمية يفيد بأن عدد أكبر من النساء يتأثرن بالإكتئاب مقارنة بالرجال. وهذا الكلام ينطبق علي جميع نساء العالم ، فما بالنا بنساء المجتمعات والبلدان الشرقية اللاتي يتعرضن لضغوط مضاعفة سواء في مجالات الأسرة أو العمل أو في الحياة عامة.

السؤال الأن : لماذا ؟

هل لأن المرأة ضعيفة والرجل أقوى ؟

هل لأن طبيعه المرأة العاطفيه وتناولها لكل أمورها من منطلق وجداني- بعكس الرجل الذي يتحرك من خلال العقل- يجعلها تستهلك كثير من المشاعر مما أدي إلي هشاشة نفسيتها ؟، فأصبحت أكثر عرضة للقلق والإكتئاب والاضطرابات النفسيه؟

أم لأن المرأة تتعرض للإضطربات الهرمونية في مراحل عمرية مختلفة من حياتها ، وبدورها تؤثر بالسلب علي صحتها النفسيه ؟

في الحقيقة كل هذة الأسباب مجتمعه بالإضافه إلى أسباب آخرى..أسباب قد تعود لفترات مبكرة من عمرها ، من مرحلة الطفولة أو المراهقة أو الشباب المبكر وحتى وصولا إلى مراحل النضج المختلفة … في كل هذه المراحل تقابل حواء بالعديد من المواقف والتجارب التي لا تستطع التعبير فيها عن نفسها بإرتياحية ولا الإفصاح عن حقيقة ما يجيش داخل أعماقها ، والسبب في هذا يعود إلى ثقافة التربية ، التي تحتكر على المرأة مشاعرها ، معظم النساء في المجتمعات الشرقية تربت على الكتمان وعدم البوح والتصريح بكل ما بداخلها من مشاعر غضب أو افكار رفض ، وحتى تتضح الصوره سأتطرق لبعض الأمثله على ذلك …

كم من فتاة عنفها أبيها أو أمها وهي صغيرة وكتمت بداخلها مشاعر غضب ، كم من فتاه شعرت بفرق في المعاملة بينها وبين أخيها ولم تجرؤ أن تفصح عن كل المشاعر المعتله داخلها ، وإذا جرئت تلام على جرائتها .. تكبر الفتاة أكثر وتختار شريكا لحياتها وبعد الزواج تصاب بإحباط وندم على اختيارها فلا تجرؤ علي اعلان ندمها حتى أمام نفسها كي لا تشعر بالفشل ، وتكمل على أمل الإصلاح وتستمر الإحباطات وتستمر هي في كتمان مشاعرها الحقيقية من ندم أو غضب أو احساس بالفشل ، وهكذا حتي في مجالات العمل تواجه المرأة بخيبات كثيره ومواقف صعبه كتعنيف رؤساءها أو حرمانها من فرص مساويه لزميلها الرجل وتحاول المواجهة ولكنها نادرا ما تصل إلى نهاية مريحة ومرضية لها…

مثل هذه التجارب والمواقف التي تواجهها بعض النساء تخلق بداخلهن نهايات لحكايات تظل معلقة وغير مغلقة ..بل هي حكايات يستمر صداها داخليا ينعكس علي علاقتها بالأخرين ، فمثلا نجدها تتعامل مع زوجها بندية واضحة ومع أقل موقف تختار أن تغضب وتثور وهي مايسميها الرجال (بالزوجة النكدية ) وهي في الحقيقة تثور بسبب الحكايه القديمه بداخلها – حكايه غضبها المكتوم ضد والدها- ومخزون داخلها كل هذه السنين ..المرأة التي دائما تشعر بالظلم وتعيش دراما انسانيه هي لم تكن هكذا ولكنها لم تستطع في حكاية قديمة أن تبعد الظلم عنها أو تدافع عن نفسها فتأتي بمشاعر حكايتها القديمة وبمشاعرها الخزلة لتمارس حقها في الدفاع عن نفسها أمام أدنى ملامة ، ولأن نفسيتها التي عانت من قبل في حكايات سابقة تصور لها إنها مظلومة ، وقد يراها كل من يتعامل معها إنها امرأة مبالغة ( المرأة الأوڤر) وهكذا تستمر اللعبه ، وإذا ما لم تستطع المرأة إنهائها وغلق حكايتها القديمه عن طريق التعبير عن مشاعر الغضب أو الرفض أو الإستياء ، نجدها تجلبها معها في المستقبل ، فنجدها قلقه متوتره متوجسة قد تفقد الثقة في الأخرين ، وقد تصبح امرأة هجوميه او امرأة مبالغه في التعبير عن غضبها ومثل هذه الأنواع من النساء اذا أضيفت ألي حياتهن ضغوطات آخرى وصدمات حياتيه مجتمعيه يقعن فريسه للمرض النفس وخاصة الإكتئاب . لذا لكل امرأة أقول من فضلك عبري عن غضبك ..من فضلك استخرجى من صندوقك الأسود كل المشاعر السلبية وواجهي بها الطرف الأخر أبا ، أما ، أخا ، زوجا ، أبنا ، رئيسا في العمل ، وكل من تشعرين إنه أذاك نفسيا ، لا تصمتين لا تكتمين ، ولا تهربي من المواجهة وتتركين الحكايات القديمة معلقة وذات نهايات مفتوحة مستتر داخلها غضبا مكتوما سيقودك يوما إلى المرض النفسي .

سامية فريد


  • 4

  • سامية فريد
    سامية فريد كاتبه ..صحافية ومدونة .. اعشق الكتابة واتنفسها ولا يهمني تصنيف بصمات قلمي … المهم كتابة ما استشعره ومايحمله من صدق وشفافية.
   نشر في 01 أبريل 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Dallash منذ 5 سنة
لم اجد كلمات تصف روعة ما خط قلمك..رووووووووووووووووووووعة
1
سامية فريد
اشكرك علي تشجيعك
تحيه وتقدير
Dallash
على الرحب والسعة اختي
يلا روعة المقال سامية. والله حقا كأني أقرأ تفاصيل معاناة تتكرر لكثير ممن اعرفهم شخصيا .. لقد عبرتى بكل احترافية عما تشعر به معظم أخواتنا وبناتنا.. لكنك بامتياز وصفت طرق العلاج لهذه المعضلة ( وواجهي بها الطرف الأخر أبا ، أما ، أخا ، زوجا ، أبنا ، رئيسا في العمل ، وكل من تشعرين إنه أذاك نفسيا ، لا تصمتين لا تكتمين ، ولا تهربي من المواجهة وتتركين الحكايات القديمة معلقة ) تحياتى لكل امرأة ( ليست ضعيفة ولا مستسلمة .. فالمرأة قوية بشخصيتها وادبها ولديها من الأدوات والطرق التى بها تجبر المحطين بها على التعامل معها بالطريقة التى تراها تحقق لها عزتها ومكانتها المرموقة .. ابدا لم تكن المراة اضعف من الرجل بل فروق في الشخصية والتكوين .. ليس الا .. تحياتى لكى
2
سامية فريد
آشكرك كثيرا أستاذ إبراهيم لفهمك عما ينطوي عليه المقال بكل تحضر وإيجابية وشكرا ثانية لتشجيعك ..لك فائق التقدير والتحية

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا