طيف الاحلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

طيف الاحلام

  نشر في 26 مارس 2019 .

تدور حول حلقات الدائرة و هي تتأنق بثوبها الطفولي الذي ينتفش بين رحي الهواء.. تنقش علي الارض باعواد صغيرة ارجوحة صغيرة تتدلي في الهواء.. 

كان متعبآ من فرط المجهود اليومي الذي يتطلبه عمله الطبي الانساني..بات حلمآ ان يتنفس الصعداء.. القي بجسده علي المقعد الهزاز و هو يغفي عيناه من التعب.. 

كان يراها في كل ليلة تستعطفه اياه أن يأتي اليها لانقاذها من ماهي مقبلة عليه..  يتسائل كل مرة من تلك المرأة المجهولة التي تطارد احلامه.. 

تربت علي ظهره بكفيها الرقيقة فيفتح عيناه بتعب ليري من يوقظه من احلامه.. 

الورد هل تشتري  مني بعض الورد يا سيدي.. 

بائعة الورد و الياسمين الصغيرة التي لم يترعرع عودها بعد.. كانت يبدوا علي وجهها الاستعطاف و ملابسها الرثة البالية و ضفائرها المتدلية من شعرها الاسود جذبت انتباهه نظر اليها بعطف :

سأخذ منكي جميع الورد و لكي ما تريدين لكي لي سؤال يا فتاة ما الذي يجعل طفلة صغيرة بعمرك تبيع الورد في الطرقات... 

الفقر يا سيدي فالطرقات لا ترحم..  و انا اعمل لسد رمقي.. 

اليس لكي اسرة اين ابوكي؟ 

لا اعلم فهم تخلو عني قبل ان اراهم انا نشأت في الطريق مع السيدة - هند - كنا مجموعة كبيرة من الصبية و هي تطلب منا ان نبيع ما تعطيه لنا و نحضر لها المال فتأخذه و لا تعطينا الا القتات.. 

ما هذه المرأة المجرمة تبدوا من خاطفي الصبية الم تسأليها عن والدكي؟  

اجل سألتها و لكنها قالت لي ان والدتي تخلصت مني مباشرة بالقائي في صندوق نفايات بعد ولادتي.. 

يالهذا المرأة القاسية التي لا تستحق ان تكون أمآ... 

لا تهتم يا سيدي المعذرة علي تأخيرك. 

تجري الطفلة المسكينة و هي تطلق ندائها :

من يشتري الورد مني بضعة عملات نقدية.. 

رق قلبه لحال المسكينة بات حزينآ عليها..  كانت الليلة مطيرة و بات عليه العودة مباشرة الي منزله.. 

ركب سيارته و شرع في قيادتها و هو تتداخل لديه في عقله صورة الصبية المسكينة..  و صورة المرأة التي تطارده احلامه.. 

عند باب المنزل وجدها نفس المرأة التي طاردته احلامه.. اوقفته باستعطاف انها بحاجة اليه لامر هام..  نظر اليها بتعجب و كان اول ما خطر في ذهنه :

من انتي ايتها المرأة و كيف عرفتيني؟ 

الن تسمح لي بالدخول اولآ.. 

اجل تفضلي بالدخول... 

ولجوا الي المنزل من الداخل كان مكون من طابقين ادخلها الي غرفة الاستقبال و اجلسها علي المقاعد.. 

ماذا تحبين ان تشربي يا سيدتي...

لا شكرآ ارجوك دعني ادخل في الموضوع مباشرة... 

حسنآ كلي اذن صاغية لكي تفضلي.. 

اريد مساعدة طفلتي دون ان تدري ارجوك قدر موقفي لا استطيع الاعتراف بها سيقتلني ابي.. 

لماذا هل اخطأتي بشيئآ ما.. 

لا ارجوك لا تظلمني و دعني فرصة للدفاع.. 

لم يكن امامي طريق غيره اعرف خطأي و لكن ارجوك اعذرني كان ابي يريد تزويجي غصبآ من مسن طاعنآ في السن طمعآ في امواله فرفضت الزفاف منه الا ان ابي كان مصممآ علي موقفه و الا فالقتل طريقي..  اضطررت للهروب من والدي لا ادري كيف تجرأ و فعلتها و لكن كان الموت خيرآ لي مما اراد ابي.. تسللت ليلآ بعدما تأكدت من خلود الجميع للنوم و حملت حقيبتي و خرجت من باب الدار... لم اكن ادري اين اذهب قادتني قدماي الي محطة السكة الحديد.. كان القطار المتجه الي العاصمة يستعد للتحرك ركبت فيه و اختبئت داخل حجرة اعداد الوقود ظللت هكذا حتي اعلن القطار عن وصوله.. ولجت منه الي المحطة..  كان المكان غريبآ و انا لا اعلم احدآ خرجت منها الي الطرقات استقليت تاكسي و اخبرت عن الطريق كنت عزمت ان اذهب الي رفيقتي...  

اوصلني التاكسي الي العنوان طرقت باب المنزل لتفتح لي امرأة عجوز سألتها بالفعل عن صديقتي...  فاخبرتني بوفاتها الذي صدمني بالفعل و كان لها صبية صغيرة كانت المرأة تنتظر اي من اهلها لتسلمه اياها.. بعدما رفض ابيها تربيتها..  اشفقت علي الطفلة و اعتبرتها بمثابة ابنتي.. استأجرت منزل صغير و عملت بالرسم حيث انني اخوي الرسم كثيرآ و لكن ذات ليلة كنت عائدة الي المنزل بصحبتي الطفلة لكن امرأة عجوز هددتني بالسلاح و اختطفت الصبية.. 

ظللت ابحث عنها بلا فائدة.. و ابلغت السلطات..  في الوقت الذي عثر علي ابي و عرف القصة كاملة و يرفض اعادتي الطفلة.. لانه لم يكن يرتاح لصديقتي الراحلة و يتعجب لماذا رفض والد الطفلة الاعتناء بها.. هددني في النهاية ان يقتلني لو فتحت امر الطفلة مرة اخري.. 

قصتك غريبة ذكرتيني بطولة صغيرة بائعة ورد ذكرت لي انها بلا ام او اب.. 

بالتأكيد هي مسكينة - ليانة - ارجوك دعنا نساعدها.. 

لدي صديق يعمل طبيبآ في ملجأ لايتام سنلحقها به لا حل اخر. .. 

اشكرك هذا لطف منك.. 

و لكن كيف عرفتيني يا سيدتي.. 

رأيتك صدفة في المشفي التي تعمل بها و شعرت ان بامكانك مساعدتي... 

ملجأ صغير يعج بالالاف الاطفال حجرة مدير الملجأ يجلس فيها المديرة العجوز التي استقبلتهم باهتمام.. حكي لها الطبيب قصة الفتاة - ليانة - فرحبت بها و ارسلت من يأت بالصبية.. 

كان الطبيب يشعر من داخله بانه ادي الامانة.. و لكنه لا يدر لماذا كان قلقآ علي الصبية - ليانة -... 

بات حائرآ هل ستتحمل - ليانة - الجو النفسي و لكنه ربط علي قلبه ان الصبية ستكون بخير.... 

رأي المرأة (  صديقة والدة الطفلة) و هي تتواري اسفل الشجرة و تحفر حفرة ما...  لم يدر ماذا تنوي..فوجئ بها تلقي نفسها داخل الحفرة و تواري عليها الرمال لم يفهم الطبيب شيئآ جري تجاهها لكن اوقفه رجل مسن :

دكتور انا اريدك ضروري 

ماذا في الامر.. 

مديرة الملجأ قالت لي انك ادعيت ان ابنتي اتت اليك لتحدثك عن ابنة رفيقتها لكن هذا مستحيل.. 

لماذا؟؟؟ 

ابنتي ماتت يا ولدي منذ ست سنوات في حادث حريق اودي بها هي و زوجها و نجت منهم ابنتها التي خطفت في الحادث و لا اصدق كيف استطعت العثور عليها.... 

بدآ يتذكر الاحداث منذ ست سنوات دخلت امرأة شابة مشرحة المستشفي بعد وفاتها في حريق.... كاد الا يصدق نفسه هل كان يتحدث مع شبح!!!!! 






  • 1

  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 26 مارس 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا