داخل جبل شاسع بمنطقة جبل ' بنسلفانيا ' نري حفل صغير مظلم تنيره اضاءة خافتة للنيران يجلس حوله مجموعة من العفاريت ذات الاشكال المخيفة تتنوع بين الاسود و البني اجسامهم هائلة و مخيفة و ارتسمت علي وجوههم علامات مخيفة بتوسطهم ملكهم ' زمرد ' الذي يضع علي راسه التاج بفخر و يتقدم منه العفاريت جاثين علي ركبتهم مقدمين فروض الولاء و الطاعة...
اخرج ' زمرد ' منحوتة صخرية عليها صورة امرأة شابة و هي تبكي وليدها ثم نظر للعفاريت قائلا :
" ' سرجانة ' جاء دورك و عليكي تنفيذ المسؤولية هذه المرأة في الصورة بشرية و قد مات ولدها و بكته حزنآ و قهرآ مطلوب منكي ان تشغلي تلك المرأة حتي تقنط من رحمة الله و انتي تعرفين كيف ستظهري لها "
" اعرف دوري قائلا يا ' ملك الجان ' لا تقلق ساحولها الي ' قاطعة طرق و قاتلة متسلسلة "
" اصبتي يا' سرجانة ' لا اقلق علي معشر العفاريت من بعدي "
غرفة صغيرة داخل منزل تجلس فيه امرأة مكلومة علي سجادة صلاة و هي تدعو الله باكية و تبتهل اليه فجأة تنقطع الكهرباء و يتحول المشهد الي ظلام دامس مما يجعل المرأة ' ميرنا ' تتجه الي المطبخ لتشعل شمعة صغيرة لتظهر فجأة امامها من وسط الظلام ' سرجانة ' بهيئتها العفريتية المليارداء منقوش ابيض طويل ووجه مخيف اوجزت خيفة في نفس ' ميرنا ' ابتسمت ' سرجانة ' بخبث :
" شبيك لبيك ' سرجانة ' بين ايديكي تطلبي ايه "
" بسم الله الرحمن الرحيم من انتي انسية ام جنية!! "
" ماذا ترين لا يهم كثيرآ اعتبريني وسيلة سحرية لتحقيق احلامك "
" مصباح علاء الدين.. "
" اشعر اني داخل حكاية اسطورية "
" اغمضي عينيكي و ساعطيكي القصور و الاموال و الغني و السيط المال و الجنه و السلطان و لكن لكل شئ مقابل "
" ماذا تقصدين يا ' سرجانة ' "
" انتي بائسة كما ترين وولدك غيمه الموت و انتي' زينة البنات ' لو انضممتي الي لنشكل' عصابة قطاع طرق ' لنقتل المارة علي طرق السفر و نسلب الاموال "
" اووه انا اقتل "
" انتي تقتلي من اجل ولدك ولدك مات فانتقمي له من كل قواد السيارات الم يمت صبيك قي حادث "
" حسنا حسنا ساطرق خرقة الصوف و اتبعك "
علي طريق صحراوي كانت ' سالي ' تقود السيارة بسرعة حينما اطلقت ' ميرنا ' النار علي الاطارات فخربت عن العمل صرخت ' سالي ' بخوف
" ارجوكي اتركيني اذهب "
اخرجتها ' ميرنا ' من السيارة بعنف و هي تجرها من كفيها بعنف بينما كتفت ' سرجانة ' سالي ' بالحبال و هي لم ترحم دمعات ' سالي ' نظرت اليهم ' سالي ' بدموع ؛
" ماذا فعلت لكم حتي تقتلوني ارجوكم اتركوني انا ' طبيبة ' و لدي حالة طارئة لصبي مريض بالسرطان ارجوكم ارحموا الاطفال "
صرخت ' سرجانة ' بعنف
" اذهبي انتي و الاطفال الي الجحيم "
تحركت مشاعر ' ميرنا ' التي ضربت ' سرجانة ' بغضب لتبعدها عن ' سالي '
" اذهبي يا دكتورة انا ام فقدت ولدي و اعرف انفطار قلب الام علي ولدها ااااه يا ولدي "
لم تعرف ' سالي ' ماذا تقول لها اقتربت منها برفق و هد تربت علي كتفيها نظرت بها ' ميرنا ' ثم اخرجت هاتفها و اتصلت بسائق اجرة
" لا تخافي يا ' دكتورة ' اتصلت لكي بالسائق و سياتي الان انا اسفة علي ما حدث لسيارتك هذه الاموال النقدية اصلحي بها سيارتك "
نظرت لهم ' سرجانة ' بغضب قائلة
" ما هذا يا معشر البشر سنتصروا علينا معشر الجان "
" ميزنا الله عنكم بالرحمة و لن تنتصروا علينا ابدآ "
" حسنا يا ' ميرنا ' كنت اعرف انكي ستفعلين هنالك انتي مدينة لي بالثراء الفاحش ستعودي فقيرة الي خرقة الثياب "
" لا يعنيني ايتها ' العفريتة الماكرة ' لن اضيع ما تبقي من قلبي من رحمة من اجل حفنات المال "
ارتبت ' ميرنا ' علي كفي ' سالي ' ثم يستقلوا السيارة ليصلا الي المشفي نري طفل صغير يبكي في غرفة العمليات و بجواره امه تدعوا الله بينما هرولت ' سالي ' الي العملية و اخذت ' ميرنا ' تساعدها باهتمام و سرعة.. مرت ساعتان و الام مترقبة و هي تقرأ القرءان حتي خرجت ' سالي ' مبتسمة و هي تطمئن الام
" الحمالظابط المالعملية نجحت ايام و يزول الخطر لنبدأ مرحلة الكيماوي "
" الحمد لله يا ' دكتور ' الف حمد و شكر ليك يارب "
يقطعهم رجل الشرطة الذي يضع الكلابشات الحديدية في يد ' ميرنا '
" انتي مقبوض عليكي بتهمة السطو المسلح علي سيارة دكتورة ' سالي '"
اوقفته ' سالي ' قائلة
" ارجوك يا حرة الظابط اتركها لقد اخلص سبيلي و ساعدتني للوصول الي المشفي و كان لها يد القوة في مساعدتي لاجراء العملية هي امرأة مكلومة علي ولدها انا اسامحها فقد كبرت عن ذنبها بحقي و هذه اول جريمة لها و لم ترتكب سواها "
" حسنا بامكانك التنازل المهم الا هرةاي مرة اخري يا ' ميرنا ' قي جريمة "
بكت ' ميرنا ' بشدة و هي تنظر ' لسالي
" لا ادري بما اشكرك يا ' دكتورة ' انا مدينة لكي بعمري لن تراني مرة اخري يا حضرة الظابط المعذرة ياترككم لدقائق "
دخلت ' ميرنا ' الي المسجد و هي تبكي بشدة تدعو الله ان يغفر خطيئتها كان قلبها يؤلمها منذ فترة و قد اخفت علي دكتورة ' سالي ' اصابتها بمرض ' سرطان القلب ' سجدت لله و هي تبكي و دموعها حزينة حتي صعدت الروح الي باريها.. قلقت ' سالي ' فدخلت المسجد لتجد ' ميرنا ' و قد خفتت نبضها تمامآ و صعدت روحها الي باريها و هي ساجئة و بجوارها مصحف صغير لمحت الي جواره حقيبة صغيرة خرقة من الجلد بداخلها صورة طفل صغير.....
" النهاية "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب