عندما يجير عليك الزمان، ويصبح كل ما حولك مُتَوقَّع على نمط الرمّان، فلن يصبح لك في هذه الحياة نظرة تفاؤل.. نظرةً إيجابية... نظرة تحببك في الدنيا سوى رؤية فلذات كبدك راضية... ناعمة فرحة... بعيدةً عن كل ما جار عليه الزمان، تسترسل أنت بالأفكار تلو الأخرى محاولًا الإقناع، بأن خبرتك في هذه الحياة لم تكن محض خيال... ولكن عندما تبتعد عن الرمان قليلًا كما الأفكار، ستستطيع أن تصبح جاهلًا لبرهة حتى تتدارك جهلك... عبث أفكارك... رؤيتك قصيرة المنال... ضعيفة الطموح والشغف الأخّاذ... لأنك ببساطة نبَّاذ.
كل ما حدث كان خسارة الرهان، هل تعلم لماذا؟ لأنك لم تقرأ عن حنكة الفاتح عند فتحه البيزنطة، ولكنك قرأت عن تشاؤم أبناء إبراهيمٌ في الغراب، لم تقرأ كيف أن المسلمين بأقل من 50,000 ألف انتصروا على اكثر من 200,000 الف مقاتل، ولكنك قرأت عن معتقدات المسيحيين وكيف كانت خيانتهم للمسيح، لم تقرأ عن معجزات خاتم الأنبياء، ولكنك قرإت عن ما واجهتهم من مصاعب.
فقط لكي أخبرك بأنك لن تستطيع أن تأكل الرمان بعد أن علمت بأنها فاسدة، ولن تدع أحد تكن له المشاعر المحبة بأن يأكلها، ولكن... عليك برعاية الشجرة حتى تكون ثمارها جميلة، تستطيع أن تشاركها مع من تحب، وإن تأخر الوقت على رعايتها، فراهن على جمالها كما فعلت مسبقًا، فالمصير للعدم حتمًا، فإن أعجبت من تحب... فلقد أنقذته من زوبعة الرهان، وإن كانت فاسدة... فسيدخل في متاهة كنت أنت فيها ولكن معه دليلها.
-
فهد ناصر الشايعمحب للكتابة عندما تحل الكآبة وتتملكني أحاسيس القراءة حين أشتاق... واشعر بالإساءة!