في ذكرى استقلال الجزائر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

في ذكرى استقلال الجزائر

وقفات على واقع الجزائر المعاش بعد الاستقلال ....

  نشر في 04 يوليوز 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

        " 5 جويلية 1962 – 5 جويلية 2017 "

غدا تطفئ بلادنا الحبيبة شمعتها الخامسة و الخمسون في عمرها الاستقلالي بعد احتلال دام 130 سنة و بعد ثورات شعبية و مقاومات تلاها اندلاع ثورة تحريرية مجيدة عام 1954 قامت من أجل ردع مستعمر حاول طمس " هوية و ثقافة و دين " بلادنا لتكتب تاريخا ثوريا توج باستعادة الجزائر لحريتها ، وقد دأب الجزائريون على الاحتفال بهذه المناسبة على مر السنين إلا أن الاهتمام بدا يخفت تدريجيا غير أن التطرق إلى موضوع الثورة والاستقلال لا ينبغي أن يقتصر على المفردات والأوصاف الملائكية الرنانة فقط إنما يتطلب نقاشا أو تحليلا لواقع الجزائر بعد الاستقلال ...

شهدت الجزائر عصرها الذهبي في فترة الستينيات من القرن الماضي الذي لعبت فيه دورا دبلوماسيا في دعم حركات التحرر في أنحاء العالم والهام المناطق التي كانت خاضعة للاستعمار للنضال وتقرير مصيرها ، في تلك الفترة كانت الجزائر أيقونة التحرر بلا منازع وهي ما تزال حتى ألان في كتابات المؤرخين لكن لسبب أو لآخر لم ينجح جيل الثورة في التواصل مع الجيل الحالي الذي لم يشهد تاريخها و هذا قد يكون عائدا إلى سببين الأول النقلية الشعبية و شهادات المجاهدين التي نقلت للأجيال تجارب شخصية وليس صور كاملة عما حدث وعلى الأرجح نقلت شيئا من الحياة الاجتماعية ومظاهرها ومعاناة الشعب الجزائري في ظل الاستعمار وبعض بطولات المجاهدين ، ومن ناحية ثانية ما تعلمه شبابنا في المدارس التي عملت على تمجيد الثورة وتحويلها إلى شكل رمزي أكثر من كونها قصة نضال تستدعي مشاعر الفخر والعزة وهذا ما جعل اهتمام الجيل الحالي بثورة المليون و النصف مليون شهيد يخف تدريجيا ..

استقلال تطلب تضحيات مليون و النصف مليون شهيد أو أكثر ، العشرات من المعوقين المئات من الأرامل و الآلاف من اليتامى والمرضى بل مازال أبناء الجزائر يستشهدون إلى حد الآن من جراء انفجار الألغام التي تركها المستدمر الفرنسي مزروعة في أراضي الجزائر الطاهرة، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية وغيرها…

ورغم صعوبة تحقيق الاستقلال إلا أن المحافظة عليه أصعب وهذا ما يشكل مشكلا حقيقيا تواجهه الجزائر في ظل تنامي آفات اجتماعية ألاف المنتحرين سنويا ، ملايين الفقراء، طبقية مفترسة، انحلال أخلاقي رهيب (عري، دعارة، زنى ، مثلية جنسية ، اغتصاب، قتل، سرقة…الخ) و انتشار كبير لظاهرة الرشوة في ابسط الأمور، سخط وكآبة في الأوساط الشعبية، ضعف مستوى التعليم، بكالوريات فاشلة و منظومة تربوية متهالكة ، بطالة فاحشة، توظيف غير عادل، إدارات تقودها عاهرات ..الخ كل هذا في وقت كان يجب على المجتمع الجزائري الحفاظ على تقاليده و السعي وراء ترسيخ فكر بناء من أجل الحفاظ على جزائرنا و الحفاظ على ثقافتها من الاندثار .

" لو كان غير بقات فرنسا هنا ... كان رانا مناش هكا "

عبارة مخيفة انتشرت في أوساط شباب المجتمع الجزائري عند حديثهم عن انجازات ما بعد الاستقلال وخروجهم بنتيجة سلبية إلا و هي التمني لو أن فرنسا بقيت في الجزائر وهذا ما يعتبر غير مقبولا على الإطلاق ويجب محاربته بشتى الوسائل، والمسؤولية الكبرى هنا تقع على عاتق النظام الذي أوصل هؤلاء الشباب إلى هذه الأفكار السيئة، ولوا أنهم عاشوا يوميات الاستعمار لما خرجوا بهذه النتيجة.

في الأخير المأمول من كل ذكرى ليس إعادة إحياء التاريخ و إنما الوقوف لإلقاء نظرة على ما آلت إليه أحوال دولة تعتبر رمزا للنضال و دعوة لتصحيح الأخطاء و لاستكمال المسار لبناء دولة قوية .



  • عبد الفتاح
    تائه بين حُلم و أمنية | أقرأ الكثير من الكتب | أكتب في موقع Bein Sports | أتوق لشيء إستثنائي لا يشبه الأشياء حولي
   نشر في 04 يوليوز 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا