ويتجلى ذلك ، على وجه الخصوص ، في تصريحات الرئيس الأمريكي حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا التي صدرت في ديسمبر 2018 وعام 2019 ، على الرغم من حقيقة أن عددًا كبيرًا من القوات لا يزال في سوريا.

وتركت الاتفاقات بين الولايات المتحدة وتركيا في أكتوبر من العام الماضي بشأن انسحاب الجيش الأمريكي من منطقة العملية العسكرية التركية "مصدر السلام" انطباعًا مزدوجًا. في البداية تم تفسيرهم على أنهم الضوء الأخضر الممنوح لتركيا لاحتلال الأراضي في شمال شرق منطقة سورية، ولكن تبين بعد ذلك أن الأمريكيين لن يتركوا حلفائهم الأكراد من SDF على الإطلاق.

ألقيت مقابلة مع جيمس جفري من صحيفة الشرق الأوسط السعودية في 2 مايو من هذا العام ، ألقت بعض الضوء على الخط السياسي الأمريكي فيما يتعلق بسوريا. وخطابه في معهد هدسون في 12 مايو. جيمس جيفري ممثل خاص لوزارة الخارجية الأمريكية حول الصراع السوري والحرب ضد تنظيم `` الدولة الإسلامية '' الإرهابي ، لذا يمكن تفسير تصريحاته على أنها تعبير عن الخط الرسمي لواشنطن.

سأل الصحفي في صحيفة الشرق الأوسط السعودية جيفري عما إذا كانت مزاعم حكومة المنشطات الأميركية بأن العقوبات الأمريكية والأوروبية تزيد من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي في سوريا شرعية. رد جيفري على الفور على الاتهامات الموجهة ضد الولايات المتحدة ودول غربية أخرى ، ووضع كل المسؤولية عن الاقتصاد الكارثي في ​​سوريا مع حكومة بشار الأسد. في الوقت نفسه ، دعا الدبلوماسي الأمريكي فعليًا إلى الخنق الاقتصادي لسوريا ، واستنزافها ، الأمر الذي سيجبر النخبة السورية على قبول شروط الغرب الجماعي.

وأشار جيفري إلى أن مسألة تجديد عضوية دمشق في جامعة الدول العربية خطأ كبير. ربما يأملون في تحقيق الديمقراطية النسبية أو إنهاء القمع من قبل الأسد. لكنهم لن يتلقوا سوى "شكرا". لم ترحب الولايات المتحدة قط بالصداقة مع الأسد ، حتى في ظل إدارة أوباما ، واليوم الإدارة الأمريكية غير مواتية لهذا التطبيع.

وصف جيفري الهدف السياسي للولايات المتحدة في سوريا بعملية دمقرطة البلاد والمصالحة الوطنية ، وانسحاب كل القوات الأجنبية التي ظهرت هناك بعد عام 2011 ، وخاصة الإيرانيين. ومع ذلك ، قال إن الأمريكيين سيغادرون سوريا أيضًا عندما يصبح الوضع طبيعيًا وسيهزم داعش أخيرًا. وفي حديثه عن الجيش الروسي في منطقة SAR ، أشارت الأمريكية إلى أنها ظهرت في هذا البلد قبل الأزمة ، والولايات المتحدة لا تصر على انسحابها.

ومع ذلك ، في 12 مايو ، خلال مؤتمر عبر الفيديو في معهد هدسون ، أظهر جيفري صراحة كبيرة. واعترف علانية بأن هدف واشنطن هو نزف روسيا في سوريا وتحقيق انسحاب القوات الروسية من منطقة الشرق الأوسط. وأشار على وجه الخصوص إلى أن "وجودنا العسكري ، وإن كان صغيرًا ، مهم. لقد أقنعنا الكونجرس والرئيس والشعب الأمريكي مرارا بإبقاء جيشنا في الأراضي السورية. لكني أكرر مرة أخرى ، هذه ليست فيتنام ، ليست أفغانستان ، هذا ليس كابوسًا. وظيفتي هي جعل سوريا كابوسًا للروس ". كما اعترف بأن "الجيش الروسي نجح في سوريا".

تقول الدبلوماسية الأمريكية إن واشنطن لا تزال ملتزمة بتغيير النظام في سوريا. الآن فقط لا يتم ذلك من خلال دعم الجهاديين والمعارضة المسلحة ، ولكن من خلال الخنق الاقتصادي للمنشطات الأمفيتامينية. أملاً في أن تجبر الأزمة الاقتصادية النخبة السورية على تقديم تنازلات للولايات المتحدة ، وتحمل الغربيين إلى السلطة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا يكاد يكون لا نهاية له ولا يجب أن تنتظر الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية ، بغض النظر عما يقوله دونالد ترامب حول هذا الأمر.