تعد الشركات الناشئة في مصر بمثابة صمام الأمان للإقتصاد المصري، حيث أنها تمكنت من جذب تمويلات بقيمة 269.1 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري، بحسب أخر البيانات لمؤسسة "ماجنيت" وإعلانات التمويل التي اُعلنت من قبل هذه الشركات، التي تتباين في مجالاتها.

وبما أن العالم قد فتح أحضانه للعصور الرقمية، فقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة قطاع الشركات الناشئة بشكل كبير، على سبيل المثال في مجال الزراعة،وبما أن القطاع الزراعي يعد من القطاعات المهمشة على الرغم من كثرة العاملين فيه، فكان  لابد من حضور أو تواجد يُذكر للقطاع الزراعي على الانترنت، وهذا ما تسعى شركة مُزارع الإلكترونية الناشئة إلى تغييره، من خلال استهداف المزارع الصغيرة وتوفير المنتجات والتقنيات الزراعية لها عبر التطبيق الخاص بالمنصة.

تُصنف مزارع كمنصة إلكترونية متخصصة في التكنولوجيا المالية الزراعية، وتعمل لخدمة القطاع الزراعي والغذائي من خلال دعم أصحاب المزارع والتعاون معهم، تأسست المنصة في عام 2020 على يد ثلاث من رواد الأعمال هم؛ حسين أبو بفكر المؤسس لشركة بلاتفورم للتصنيع الزراعي، ويمتلك خبرة تزيد عن 20 عامًا في المجال، ومحمد عكاشة رائد أعمال في مجال الزراعة، وأخيرًا تامر الراجي العضو المنتدب لشركة أكيومن كابيتال بارتنرز.

 تسعى المنصة إلى تطوير القطاع من خلال تمويل أصحاب المزارع الكادحين، وتعمل على تقديم القروض لهم بتسهيلات وشروط تتناسب مع الظروف المحيطة بهم، هذا بالإضافة إلى توفير الأجهزة والتقنيات الزراعية التي يحتاجها كل مزارع.

وتركز منصة مزارع خدماتها بشكل أساسي لأصحاب المزارع الصغيرة، وهي المزارع التي تبلغ مساحتها أقل من فدان واحد، حيث تمثل المزارع الصغيرة نحو 40% من المزارع في مصر كافة وهي نسبة كبيرة.

لذلك يمكننا أن نُلخص أهداف الشركة في العمل على تحقيق تحول رقمي في القطاع الزراعي وتكوين الذراع التسويقية والتمويلية لصغار المزارعين مع السعي في الفوز بثقة شركات التصدير والتصنيع الغذائي، و لذا تعمل الشركة على ثلاث محاور رئيسية هم التسويق والتمويل والدعم الفني.

وأخيرًا إن شركة مُزارع هي مثال حقيقي وحي لشركة ناشئة، استطاعت أن تُحدث تغيرًا جللًا على أرض الواقع، فبينما كانت تمثل حلقة الوصل بين الفلاح والمستثمر، كانت تعمل على توفير احتياجات الفلاح من أسمده وبذور، وكل ذلك أيضًا استطاعت تهيئته في صورة مبسطة على شكل تطبيق إلكتروني خاص بالفلاح، مما ساعد في تسهيل الخطوات ودفع منظومة الزراعة إلى الأمام، فكانت شكلًا من أشكال دمج التكنولوجيا الحديثة بالزراعة.