تساءلت عن ماهية الحب و خصائصه : أهو مجرد كلام مأثور؟ أم هو دفئ أنس مذكور ؟
قيل هو شبه ما يكون اليم في عمقه ، شطآنه ترشف منه عند كل مد موجة ، و يمتص هو حبيبات رمله و حصاه على إثر جزره . تمتزج توابل الحب فيما بينها لتعطيه نكهة طيبة ، قد تذرف بسببها دموع الغيرة أو الإعجاب و قد تسبب حالة من الحيرة أو الحسرة ؟ لأنه أحيانا يقع الحب في غير موضعه ، فلا تأتي السعادة حيث ننتظرها. حتى و إن تطابق شخصان متحابان من حيث نوع شخصيتهما ، كان تعبيرا خالصا يوحي بإرث مشترك بينهما ، يتقاسمانه هما الاثنان ، فينمو ببهجة الحصول على حلم ذهبي ، أي ذاك الشعور المالك لمتعة الذات و هناء البال ، ليرى النور بعد مخاض من الإعجاب ، فيترعرع بين أحضان شركائه الساهرين على نموه إلى حدود نضجه ، بفضل قوة العزيمة ، التي يمدانه بها ليحيا و يكبر، فيبدو شكله كشراب حلو ، يرتشف من كؤوس مختلفة الأحجام و الألوان.
هو دواء لكل فاقد شهية الحياة ، و سلاح لكل مهزوم في حرب البقاء .
ثم إنه أمل لكل ماسك بحبل النجاة ، لأن رحيق زهرة الحب لا يمتصه إلا من ضحى بعمره من أجله ، لا يأخذ بالإكراه و لا هو سهل المنال. من أراد دفئه ، سارع إلى حمايته من أي مكروه ، فأولئك الذين يحلمون بالحب الأزلي بينهما ، وجب عليهما أن يتماسكا يدا بيد للحفاظ على الإخلاص ، و قلبا بقلب لقول الصدق ، و روحا بروح لاحتضان الحنان بينهما . إنه شيء لطيف أن يكون لديك حبيب تسكن روحه معبد ذاتك ، فتتنسك بمحرابها في سكون الليل ، و المحبوب نائم ، معبرا عن تجانس روحانية نفسك مع ذات من تحب.