خيوط حياة
.. هيام فؤاد ضمرة..
تنتسلُ خيُوطُ حياةَ .. فتغدُو
كأنكَ لستَ المَنسُول منها
لا عيشاً باتَ يُوَاسيها
لا عودةً تردُها .. ولا بقاءً يُثنيها ..
تذوبُ الوجوهُ كلَّ مرةٍ ..
على قارِعَةِ الغيابِ ..
ليس أدنى قلق أو عتاب يُواسيها
فلا تغرزوا أظافركم في دنيا ..
فلن يُبقيكم التَشبث بصواريها..
ولن تلصِقكُم الدنيا بنواصيها ..
فلستم للخلودِ تحبسَكُم مَراسيها ..
فلا حقُ أن تكونوا أوتادًا فيها ..
يَجرِمَنكم أنكم قد وُلدتم بشرًا
مارونَ لبرهةٍ بأراضيها
كأنَّ الكرى لها ملولٌ
يُقلبُكَ على وجلٍ يُضنيكَ ويُضنيها
بعدما اعتَراها هُزالٌ
حين مادتْ بها عافيةٌ
ظلَّت تحتملُ نشاطَ ماضِيها
هو العُمرُ انقضاءٌ
لزمنٍ يُنقلُ خُطاهُ سِراعاً
فلا تَدري كيف يَهبطُ عنْ عاليها
لترتمِي بين يَديهِ مَنسُولاً
بلا خيوط تَصِلُ بين بَوَادِيها
سيَتركنا الزمَنَ بلا مَرابطٍ
نتحرَرُ مِن مطارداتِ شقاءٍ
أحلَّتْ دَمَ مَن اعتقدَ ذاتهُ
عاشقٌ مُتيَمٌ مُقيما بين روابيها
يمضي كل على ما أراد خالق
تمضي كلُّ حياةٍ بما كانَ بها وعدٌ
وما هو في الأقدارِ يجولُ فيها
على طريقِ الغيابِ يَلتقي
كلٌّ راحلٍ بلا أدنى غايةٍ يُداريها
فارضي بالطاعة إلهٌ خالقٌ
رضاهٌ غفرانَ صدقٍ يُناجيها
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية