لماذا نحن مختلفين حتى في تعريف العدو ؟
الدول العربية مختلفة حتى في تعريفها للعدو ..
نشر في 24 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بسبب تشابك الأمور بشكل كبير جدا بين الدول العربية في هذا الوقت بالذات بدأت تتشكل تحالفات وتتفكك تحالفات أخرى, وتجتمع دول في رؤيتها للعدو ودول أخرى تختلف هل الأمور محض صدفة أم أنه يتوجب ذلك ؟!
لا أعلم إلى أي درجة سيصل بنا الحال في خلافاتنا أكثر من ذلك, فلا ضير طالما نحن لم نجتمع على عملة واحدة ولا على سياسية واحدة ولا جيش واحد فلا تنتظر أن نتحد على تعريفنا للعدو والصديق فالأمر كله مبنيُ على الآخر.
من الملاحظ أن كل دولة لديها تعريف للعدو الأول التي يتوجب عليها أخذ الحيطة منه والحذر بشتى الطرق إمَا بالحرب المباشرة ( العسكري أقصد ) أو محاربة الفكر وغيره, قد يتساءل العديد من الأشخاص لماذا نختلف أيضا في تعريفنا للعدو ؟ هل المشكلة تعقيدات الأمور التي تمر بها الأمة العربية و الإسلامية أم أن الأمر جاء نتيجة حتمية للتفكك الحاصل أصلا منذ اتفاقية سايكس بيكو؟!
أود ان أوضح أكثر, هل العدو عندنا هم الإخوان المسليمن ( كما هو رأي بعض دول الخليج ومصر ) ؟ أم داعش, أو ما يعرف تنظيم الدولة الإسلامية ( كما هو رأي أغلب الدولة العربية والعالمية ) ؟ أم اسرائيل المحتل الحقيقي لبلادنا ( كما تعتبره غزة فقط وغيرها من الدول ولكن نقولها بشكل خجول ) ؟ أم الروافض ( حزب الله , الحوثة , ايران وغيرها ؟ ) .
من المؤكد انك ستجيب على كل سؤال أو ستختار العدو حسب الدولة التي تقيم بها أو الفكر الذي تحمله وهذا هو ما أود أن أصل إليه, من هو العدو الحقيقي والذي يجب أن نعتبره أولوية أولى ؟ّ
حسب رأيي الشخصي, أنه لن يتم تحديد عدو موحد طالما نحن لسنا قابعين تحت حكم واحد أو حلف واحد أو ( خلافة على رأي البعض ), والسبب أنه كل دولة عربية كانت أو اسلامية لديها حدود مرسومة طبقا لما رسمه لنا سايكس ويبيكو, وطبعا لكل دولة حاكم أو أمير أو ملك هذا الرئيس سينظر للعدو طبقا لرؤيته واستراتجيته وحدوده التي تطل على من من الدول والأخطار, بمعنى أن الحاكم هو من يحدد العدو حسب رأيه الشخصي لما يشعر بأن هذا العدو يهدد وجود أو أمن هذه الدولة وهذا ليس عيباً على الاطلاق ولكن العيب أننا لن نتحد على عدو مشترك وهذا ما حصل الآن
لنفترض أننا تحت ظل حكم واحد عملة واحدة جيش واحد خليفة \ رئيس \ أمير واحد ماذا سيكون الحال؟ أريدك أن تفكر وأن تتخيل معي أن جميع الحدود للدول العربية من الشرق إلى الغرب تخضع تحت حكم واحد وجيش واحد وهذا ما سؤدي إلى خوف العالم أو العدو من هذه الدولة الكبيرة وبالتالي أي شخص سيحاول ضرب أو تفكيك هذه الدولة الأم المتحدة سيُعتبر عدو ويتوجَب التصرف معه ومحاربته عسكريا إذا لزم الأمر.
بمعنى أنه اذا جاءت مثلا إيران (دولة فارس) محاولة ضرب قُطر عربي أو نشر فكر الرافضي في الدول الإسلامية إذاً سيتوجب على الرئيس أو الخليفة أن يتخذ الإجراء اللازم لصد هذا الغزو عسكرياً أو فكرياً حسب رؤيته أو اذا ظهر فكر متطرف أو خارج عن فكر الشريعة المتُبع في الدولة الكبرى في أي قُطر من أقطار الوطن العربي أيضا سيتم محاربته فكريا أو حسبما يرى مجلس الشورى في هذه الدولة.
أعتقد هنا وصلت الفكرة التي أود ايصالها بأنَ المشكلة أن كل دولة ترى العدو حسب معتقد الشخص أو المسؤول في هذه الدولة وقد يكون مصيب وقد يكون مخطئ وهنا المشكلة نحن اختلفنا حتى في توحدنا فكيف سنتوحد في مواجهة عدونا ولا حول ولا قوة الا بالله.
-
Khaled Abd Albariحاصل على درجة الماجستير في هندسة مصادر المياه, أعمل في دولة الإمارات عضو في مبادرة الباحثون المسلمون ( كتابة مقالات في البيئة والطاقة النظيفة ) عضو في أكاديمية نيرونت ( كتابة مقالات في الإدارة والتنمية البشرية )