بسم الله الرحمن الرحيم
جميعنا خطَّاؤون، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" [سنن الترمذي].
والأخطاء منها ما هو في حق الله، ومنها ما هو في حق النفس، ومنها ما هو في حق العباد.
فأما الأخطاء التي في حق العباد فلابد من الإعتذار عنها ورَدِّ الحقوق إلى أصحابها، وكما يجب رد الحقوق المادية يجب كذلك رد الحقوق المعنوية، فالنفس البشرية قد تتأثر سلبًا بالظلم المعنوي أكثر من تأثرها بالظلم المادي، وخاصةً إن كان الأذى واقعًا من أحد المقرَّبين فإنه يترك ندبة على جدار القلب قد لا يمحوها النسيان، تلك الندبة لا يمحوها إلا صِدق الإعتذار، إلا أن بعض الناس يستكبرون ويرفضون تقديم الإعتذار عن الأخطاء التي ارتكبوها وربما يأبَوْن الإعتراف بتلك الأخطاء من الأساس، وهنا يجب الإنتباه إلى الأثر، فتراكُم الأخطاء دون اعتذارات يُضعِف المناعة الخاصة بالعلاقات، مما يجعلها هشَّة قابلة للإنهيار فجأة أو للذبول تدريجيًّا وصُولًا بها إلى التلاشِي، أما الإعتذار فهو بمثابة العقار لمداواة تلك الندبات وترميم العلاقات.