جناحان ذاك العصفور القوي قد كُسِرا ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جناحان ذاك العصفور القوي قد كُسِرا !

  نشر في 13 أكتوبر 2016 .


لا لم أستطع التعرف عليك ، كيف لي أن أتعرف عليك يا ساجد وأنت لم يكن لك معالم لوجهك ، أغفر لي أرجوك لكن لم أعرفك ماذا أفعل ! لم يخطر في عقلي أنني سأفتقدك بهذه  السرعة ! ساجد ( من كتر ما ناديتك وسع المدى وسع المدى ) ! ، لماذا لم تجب ، عندما ناديتك بإسمكَ صرخت بكل ما أملك من قوة ! ناديتك لكنك لم تجب ! كان الليل قد خّيم منذ مُدّة لم أستطع أن أُميزك بسرعة من بين تلك الأشلاء المتناثرة بكل مكان ! أنت لم تمت ! هم يكذبون عليّ ! ساجد المهدئات لا تقوم بعملها كما يجب ! لم تجعلني أنساك ! ( لو كِلن نسيوك وحدي ما بنساك ) ! أنا أشعر بك بجانبي بكل ما أقوم ! رجوتهم أن تدفن بالقرب من منزلنا ! لكن لا أحد يسمعني ! أشعر وكأنني جننت بعد رحيلك ! أتخيلك بكل مكان ترافقني دائماُ ! أنك ستفتح الباب في أي لحظة !

تخصصت علم النفس في الجامعة ! لكن كل هذا لم ينفعني في تجاوز هذه المرحلة ! كيف لي أن أساعد الناس وليس لي المقدرة على مساعدة نفسي أولاً ! عندما هممتُ برسمك نسيت ملامح وجهك كل ما أتذكرة صورتك عندما وجدتك ملقى على الأرض لم أعرفك سوى من قميصك الذي أحبه كثيراً ، عرفته رغم الدماء المُكتَظة ! مخيلتي لا ترسم صورة أخرى لك ! كيف لي أن أرسمك وأنا لم أعرفك ! كانت الدماء في كل مكان ! لم تغسل بالماء والثلج والبرد بل غُسلت بالدماء ! لكنني عرفت لاحقاً أنك لم تفارقني جراء القصف وحسب بل كان القناص يتربص لك بالمرصاد ! الهذه الدرجه كنت تشكل خطر كبير عليهم !

يا أُمي ساجد رحل دون أن يقول كلمة يودعني بها ! رحل دون سابق إنذار ! أُمي قولي كلمة واحدة لأصحو من هذا الكابوس ! ساجد أنت لم تمت أنا أكتب رسائل يوميه لك أرسلها لمنزلنا لابد أنك ستقرأ ! أنا سأبقى في بيت والدي لفترة قصيرة وسأعود إلى منزلنا ! سأنتظرك دائماً ! قولي ليّ يا أُمي أنه سيقرأ ! أنتظرته في مكاننا المعتاد لكنه لا يأتي ! النادل يخبرني أنه عليّ العودة إلى المنزل لأنك لن تأتي ! أنا أُكذبة لكن في كل مرة أعود خائبة ! (نطرتك ع بابي وع كل البواب ) ! كُسر جناحان ذاك العصفور القوي من بعدك يا ساجد ! حتى عندما أكتب إسمك أناديك أن تأتي من قبله ! أيعقل أنني جننت ! إنها اعراض الجنون !

ساجد أريد أن أقول لك الكثير ، قرأت عناوين الصحف وكان إسمك يتربع وسطها  ! يا ساجد ما أريد أن أقول أنني أتحدث معك دائماً لكنك لا تجيب ! كيف لي أن أبكي وأنت لست معي لتربُت على كتفي بكل حنان ! من الذي كان يكذب عندما قال انه لن يقف الموج بعد رحيلك ! كل شيء بالنسبة لي توقف بعد رحيلك ! ساجد ( التلج إجا وراح التلج عشرين مرة إجا وراح التلج ) ! كان عليّ أن أحسب حساب هذا اليوم ! يوم رحيلكّ ! لكن لا يمكن أن نهرب من قدرنا ! عليّ أن أجتاز هذا الإختبار بجدارة ! لكنه ليس ككل الإختبارات ! كيف ليّ أن أجتازة وأنت لست بجانبي ! من سيساندي من بعدك ! لم أملأ روحي منك بعد ! كان رحيلك سريع ووداعي لك سريع ! لكن من بعد رحيلك كل شيء توقف عن التحرك ! رحيل كهذا الرحيل يا ساجد يحتاج حُزناً عظيماً ! 

عندما غمر الفرح قلوبنا يا ساجد نسينا أن نسجله بأيدينا على دفاتر ذكرياتنا ، ربما لم يكن الوقت كافٍ لحفظ مثل هذه الذكريات لأيامنا العصيبة هذه ، ربما في حينها لم تكن الدنيا تسعنا بكل ما رَحِبتّ ، ومع ذلك كُله عشا الحزن وتعايشنا معه إعتدنا عليه وإعتاد علينا ، كان لدينا الوقت الكافي لكي نسجل ونكتب ونُخطأ ونعيد التكرار مئات المرات لِنُجمِّل مثل هذه اللحظات السيئة ، 

والأن ؟! حل الشتاء يا ساجد باكراً وأصبح كل ما حولي معتم والهواء لا يكفي ليملئ رئتي ! أشعر بالإختناق ! أصبحت الصورة من أمامي غير واضحة ! مشوشة ! وليس بيديّ سوى الصمت ! ويا ساجد إنتا بضل وردة إنقطفت على بكير !  



   نشر في 13 أكتوبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا