انسالت أشعة الشمس بهدوء من خلف النافذة الزجاجية تداعب وجهها الصغير الفاتن لتكسب بياضه الناصع سمارا و تنشر دفئا من صقيع البرودة الذي توارت " لينا " بالغطاء الصوفي من صقيعه فتحت عينيها الحوريتين كحور الجنة لتجده يقف أمامها و هو يصرخ بغضب
" لينا لم تنظفي المنزل و الضيوف قادمين الليلة "
" الن تكف عن نكدك المستمر هل انا الخادمة التي أحضرها لك اهلك "
" أجل انتي مجرد خادمة فحسب هل نسيت اصلك يا امرأة كنتي مجرد جارية و انا من حررتك بزواجك مني "
" عن اي جواري تتحدث !! انت مجنون "
يجن جنون " عامر " الذي يصفعها بقوة حتي تحمر وجنتيها من الضربة تصرخ " لينا "
" اكرهك يا عامر "
" حسنا سأجعلك تكرهبني حقا "
يحضر عصاه الخشبية و يبرحها ضربا عنيفا وسط صراخ " لينا " التي تستعطفه
" طلقني و لا اريد شيء منك "
" لم تناليها يا " لينا " ساتلذلذ بعذابك "
" انت شيطان "
" هذه طبيعتنا معشر الرجال ما النساء إلا للضرب و الإهانة انتن عبيد عندنا "
تنهار " لينا " في البكاء و هي تندب حظها العثر الذي توقعها في " عامر " الذي يضربها ليلا نهارا لا فائدة من حاله تذكرت رضيعتها التي تبكي من صوت صراخ الام التي احتضنت ابنتها و هي ترضعها اللبن ليلتي عامر بقسوة يضربها لتسقط علي الأرض و تسقط الرضيعة التي تحتضنها بقوة يصرخ فيها
" لم تلدي لي ولدا يرثني و يكن عزة لي وولدتي بنت ! اكرهك انتي و ربيبتك ستتزوج و ستلد لي زوجتي ولدا "
" طلقني و اذهب حيث تشاء اكرهك "
" لم تنالي الطلاق ساحبسك في هذه العذبة و لن تخرجي منها "
" لم يحدث سأرحل و اترك لك النوق "
" اصمتي يا ولية "
يصفعها بقوة لتسقط علي الأرض ثم يضربها بشدة حتي تفقد وعيها
" اكرهك يا لينا ساعذبك يا مجرمة "
يخرج عامر غاضبا و هو يسب و يلعن ثم يغلق الباب خلفه بقوة و يتحدث الي الغفير
" اياك ان تهرب منك هذه الأمة "
" حاضر يا عامر بك "
يركب عربة الخيول و يضرب لجام الخيل متجها بسرعة الي المدينة ثم يصرخ في الساءس
" عثمان اذهب بنا اولا قصر الامير "
" كما تريد يا افندم "
يلمح من خلف العربة صبية صغيرة لم تتعدي الرابعة عشرة تجري بضفايرها الصغيرة الحريرية و هي تحمل صينية الطعام يسأل السايس
" من هذه يا عثمان "
" هذه فاطمة بنتي "
" اريدها زوجة "
" تتكلم جد يا سعادة البيه يا محاسن الشرف "
" سأعطيك مائة نقدية مهرا لها "
" نزفها لك يا سعادة البيه حتي باب بيتك دون دراهم "
" اتفقنا اذن ساستلم الجارية غدا "
" من اليوم أن أردت هي جاريتك "
" هذا من عشمي "
" يتبع "
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب