دائماهي أمجاد الأجداد ،تراودني في لحظات؛ أرغب أن أفهم فيها الحكمة ،والذكاء الإجتماعيين، الذين ليس من المفروض ، أن يكونا تفوقا ، أو حتى تحصيلا دراسيا إنها المواجهة من أشخاص درسوا الحياة ،وقاموا بالتجارب في مختبر الأيام والنكبات قدسوا العادات والتقاليد ،عاينوا المستعمر الأجنبي وهاجموه دافعوا عن الثقافة الأصلية و حققوا الإستقلال للوطن لم يدرسوا الإستراتيجيات، ولا حتى المخططات الخماسية منها والسداسية

كلما تناولت الأكل الذي كانت تعده جدتي أفهم مليا أن العادات واﻷطباق الغذائية ماهي إلا لمسة سحرية أتذوقها في الرغيف الذي ثناترت عليه قطرات العسل الحر والسمن البلدي الذي نحن في أمس الحاجة لتذوقه في وقت الأكلات السريعة أصبحت تحمل نكهة التوتر اليومي والسرعة.

ثقافة الأجداد هي امتداد لثقافة الأحفاد،هي مرجعيتنا كلما فقدنا الهوية كمجتمع معلوماتي ،فقد نفسه عبر الأسلاك الكهربائية والعالم الإفتراضي هي التي تنقض الشخصيات المركبة حاليا كلما استحوذت الثقافة الفرعية قيمنا ومبادئنا وكلما ظهرت الضبابية في نمط حياتنا هنا قد تكون حياة الأجداد امبريقية موفقة تؤسس التوازن الذي قد يخله الإستعمال الغيرالمعقلن للتكنولوجيا ككل الذي عقد الشخصية و فكك الروابط ونشب الحرب الرمزي وقضى على التواصل إن كنت لا أنكر أنه اليوم مآل التقدم والعولمة.

إن كان أصل المجتمعات المتقدمة الراهنة هي مجتمعات كما يسمونها بدائية وإن كنت أتفق مع الأصلية أكثر عوض البدائية فالأولى ساهمت في صراع الأجيال بنسخ أصلية والثانية في صراع الثقافات بنسخ متشابهة في ظل العولمة.

ماصنعته الحضارة اليابانية مثلا ماهو إلا جزء لا يتجزأ من موروثات ثقافية ذات حمولة أخلاقية قيمية صنعت من الشخص الياباني فردا يكتسب في المراحل الأولى داخل الاسرة كتنشئة أولية بموازاة ما تعززه المدرسة من خلال مواد ترسخ المبادئ الأساسية للعادات والأخلاق، التي تتميز بهاحضارتهم وتنهجها مؤسساتهم التعليمية لهذا فإن ما يدعيه البعض أن القطيعة مع العادات هو مصيرالتقدم وإن كان هذا الأخير له مستويات عدة .

قد يكون التحدث عن العادات والتقاليد منافيا للعلم، لكن لا بأس أن نتفقد أوراقنا الرسمية ربما هنالك الثبات والهوية والنصر في ما تركه الأجداد وإن كنا نحن العرب نتميز بأشكال عدة من التضامن والتعاقد والتكافل التي تحافظ على مجتمعاتنا كوحدة كلية هي ليست دعوة لزمنا الرسالة الخطية واستعمال الحمام الزاجل و لا لارتداء الجلباب إلى غير ذلك، بقدر ماهي دعوة لتحذير من الإستهلاك الأعمى، لكي لا نفقد أنفسنا في ظل كل هذه التحولات والتناقضات بكل حذافرها بدعوى أننا نلتمس مسار التقدم .

الأصالة والمعاصرة هي معادلة بين ماض كونه أمس بعيد و قريب وحاضر آن يتطلب منا التأمل في كل ما يتغير وأيضا مستقبل هو نتيجة كل هذا وإن كنت أتحدث عن الأجداد ليس من الضروري أن يكونوا البيولوجيين أو ضمن الشجرة العائلية فقد يكون من الشخصيات التي صنعت اسما أو كشفت سرا .

عندما كنت أمسك يد جدتي وأقبلها أجد ضالتي في فك رموز التجاعيد والعروق البارزة التي تحمل أصل الأصل.