من انت ؟

فى تجربةٍ مثيرةٍ اُعدتُ مسبقاً اجريتُ على خمسةِ اطفالٍ مع بدايةِ ولادتهم حيث قامَ مجموعةُ من الباحثين بعزلِ الاطفالَ عن المجتمعِ وطُلبَ من الممرضاتِ اعطائهمَ الوجباتَ الغذائيةَ المعدةَ خصيصاً لهؤلاءِ الاطفالِ وتحت اشرافٍ طبىٍ عالٍ المستوى وتحت بيئة معقمة، وتم التأكيد على هؤلاء الممرضات بعدم الحكى او محادثة هؤلاء الرضع " حديثى الولادة " او محاولة كلامهم فقط اعطائهم الوجبة الغذائية عند الحاجة دن " كلام او حديث " ودون هدهدة او ملاعبة او حديث كما تفعل الام وكانت النتيجة مفاجأة بعد وقت قصير مات هؤلاء الاطفال .

مات هؤلاء الاطفال دون مرض اوعلة او مكروه او نقص فى المواد الغذائية ، مات الاطفال وفارقوا الحياة لانها لم تعد حياه ، وكانت نتجة التجربة ان الانسان لا يستطيع العيش دون العلاقة الانسانية : الحرمان من الحنان الاموى ومن التدليل و الهدهدة و المدعابة و القبلات وهى التى تمثل له اكسير الحياه ولن يكون هذا الا من خلال العلاقات الانسانية .

ربما كانت هذه هى اجابتى عن سؤال كثيرا ما كنت اطرحه داخل صراعت نفسى وبعد ان يدور ويدور يعود لى " بخفى حنين " حتى وجدت تلك الكلمات فى هامش كتاب " الحضارة فريضة اسلامية " للدكتور محمود حمدى زقزوق فبعد قرأتى لتلك الكلمات شعرت بانى وجدت الاجابة عن تلك السؤال الذى يطاردنى عقب كل سؤال اسأله عنها وعن اخبارها واتمنى حديثها كل يوم وكم اكون سعيدا عندما اجلس معها تحكى لى حكايات حكايات احمل مما حكت شهرزاد ، حكايات وكأنى اطير معها فى سماء الحب و الجمال وكيف يطير الوقت من بين عينى ويدى وكانى فى كوب اخر اخر .

كيف ارى فى عينيها اسمى العلاقات الانسانية ، ارى دواء لكل الامى الخالية ، و احلامى المحطمة ، وطموحى البالية ، اراها ام عينى كيف تصنع لى من بقيتى انسانا جديد ،واملا فى مستقبلى اه اتمنى من الله ان يعطيكى الصحة و العافية اسمع كلمات مدحها دون ان اسمع وارى نظرات عطفها وحنانها دون ان ارى ، واشعر بيدها الرقيقة تشفى جراحى دون ان تلمس اللهم يارب كل مخلوق يا رب الروح و البوق دم على تعمتك وزدنى من فضلك .

اشعر وكأنها مكلفة باعادة تصنيع انسان جديد سلمت يداكى ياسيدتى .