طلب الطفل الجالس في عربته وجبة خفيفة..فسارعت الام الى تقديم موزة له.. التقطها الطفل ببلادة بكلتا يديه و بدأ في قضمها..
ظلت الصغيرة التي تقف على حافة الرصيف تبحلق فيهما لوقت طويل.. كأنها تفاجأت من وجود الموز.. او كأنها تحاول أن تتذكر مذاقه..
لا.. ليست يتيمة ولا محرومة.. او على الاقل لم تكن كذلك .. لكن في المنزل و لسبب ما اختفى الموز و الواح الشوكولا من الوجود منذ بضعة سنوات..و تحولوا الى مجرد ذكرى..
كان عالمها المنغلق على صغره و ضيقه هو كل ما تعرف عن الحياة.. و لا شرعية لاي شيء اخر يوجد خارجه..
و كان صعبا جدا أن تكتشف الخيبة التي تنتظرها على اعتابه ما أن تبدأ في مغادرته..
في اول يوم لها في المدرسة الثانوية عرفت لاول مرة انه يمكن لشخصين أن يحملا الاسم الثلاثي ذاته.. كانت مصدومة الى درجة أثارت سخرية باقي الصغيرات لكنها لم تفهم لماذا سخروا منها كانت فقط تسأل عن الاسم..
كانت مسكينة و ساذجة الى درجة تثير الشفقة و الحنق معا..
و قررت ان تتعلم كل ما لا تعرفه .. و أن تواجه كل ما تخافه.. و ان تنتصر على نفسها و الظروف و الناس..و تطورت بشكل مذهل كامراة و انسان..
ثم لم يعد يهمها أن تنتصر على احد..
و قررت ان تنتصر لنفسها فقط..
و بنت بالعلم امبراطورية اقتصادية تدر عليها الملايين..
و اصبحت اول مليونيرة في عائلتها.. و اول شخصية عامة يعرفها شارعهم البسيط والمدرسة و حتى الجامعة..
علمها جهلها كيف تسير في أحذية الآخرين و تتفهمهم.. و تعرف مفاتيحهم.. كان جهلها الطفولي هذا سببا اساسيا في تحولها اخيرا الى بنك للمعلومات و النقود .
-
كاتبةJournalist, feminist and writer