دافِع عن حق الإنسان ..لكن لا تنسى حق الطبيعة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

دافِع عن حق الإنسان ..لكن لا تنسى حق الطبيعة

  نشر في 30 نونبر 2022 .


هل سمعت عن الشجرة التي تنزف مادة تُشبه الدماء عند قطع ساقها و كأنها تشعر و تتأثر بجرحها !..         

و ان كانت تلك المادة التي تنزفها تتميز بفوائدها ..

هل سمعت بأن كل شيء في الكون له عُمر يبدأ مولودا و شابا ثم شيخا لينتهي به المطاف الى الموت مثل الإنسان تماما و ان كانت تختلف طول الأعمار بينهما؟ .

دعاني ما قرأته و تعلمته في مجال دراستي (الجغرافيا) بأن أتذكر تلك الآية الكريمة

بسم الله الرحمن الرحيم

¤تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ¤

اذاً فالنجوم و الشمس و الجبال و الأنهار لهم أعمارا مثلنا ؟ بل يتحدثون ايضا و لا نفقه حديثهم ؟! ولكن في أي عُمر هم الآن ؟ وبأي لغة يتحدثون لكي نفهم ما يقولونه لنا ؟

سيسأل أحدكم : وهل يتحدثون إلينا من الاصل حتى نهتم لهم ؟! ... نعم من المحتمل جدا.

لذا دعنا نتجول في السطور التالية حتى نفهم و ندرك إن كانوا يتحدثون إلينا ؟ و ما مراحل أعمارهم.

و لنتحدث عن نهر النيل و الذي سيكون مقالي عنه خاصة ...

● نشأة النيل

تشير الدراسات البحثية أن النهر كان في الأراضي المصرية فقط الى أرض النوبة ثم اتصل بعد ذلك بالهضبة الاستوائية داخل إفريقيا و كانت دلتاه أكثر من فرعين حتى اتخذ وضعه على ما نراه الآن منذ نحو عشرة آلاف سنه و ذلك في نشأته و شبابه .. فهو الذي نحتَ مجراه و شق الأرض أمامه بقوة دفعه تجاه مصبه مثل إنسانا في شبابه يمتلكه الحماس و الطموح و يشق مساره يمينا و يسارا لا يوقفه احد حتى يصل لما يريد .

اما الآن فنهر النيل بمقتبل مرحلة الشيخوخة وهي التي يضعف فيه نحت و جريان النهر و تقل مقدرته على حمل الرواسب فيضطر للتخلص منها في قاعه أو على جوانبه ..أي أصبح كهلا يحتاج لمن يرعاه و يسانده على استمرارية جريان حياته ، على الرغم من النهر كان في استطاعته ان يظل شبابا لا يشيخ ابدا و يكون دائم الجريان و ذلك مرتبطا بكمية تساقط الأمطار التي ينبع و يندفع من خلالها وأيضا ما لم يقف أمامه شيء كالسدود والجُزر .

●السد العالي و تأثيره على النيل

تكمن أهمية السد في توليد الكهرباء و تخزين المياه في موسم الجفاف و التحكم في فيضان النيل الذي كان ينهار أمامه الإنسان و الحيوان و النبات و البناء ... إلا و أن السد له تأثيره السلبي ايضا على النيل في اضطراب النظام البيئي للنهر، فقد أدى احتجاز نسبة الطمي التي تصل من الفيضان خلف السد لاستنفاذ خصوبة التربة ، كما تقييد حركة جريان النيل و التي من دورها سببا في تعجيز النيل و تضييق مجراه بل و تكوين الرواسب التي لم يعد يستطع النيل حملها و التخلص منها فأصبحت الرواسب في قاع النيل تعرقل طريقه فهناك ما يقرب من ٤٠٠ جزيرة نيلية و التي تكونت أكثرها بعد بناء السد .

فمِن الممكن خلال السنوات القادمة أن نرى نهر النيل أصبح نهرا من الجزر المترسبة اذ لم تتحرك الدولة مع تعاون مواطنيها بالطبع ، فَمَن الذي لم يكتفِ بانحسار مياه النهر عن أراضيه و كان قديما يصل لأهرامات الجيزة !.

● مصر هبة النيل

قالها المؤرخ اليوناني هيرودوت نظرا لان الحضارة المصرية القديمة قامت عليه و لازالت مصر الى الآن ايضا تعتمد في حياتها و غذائها على نهر النيل ، و ان لم يكن اعتمادا كليا في الوقت الحالي فهناك تحلية مياه البحر ... فلولا وجود النيل ما كان للحضارة المصرية وجود ..

و لم تكن أهمية النيل في الزراعة قديما فقط بل و خلقت التجارة و طريقها عبر النهر بين دول إفريقيا .

 كان النيل مقدسا للإنسان المصري القديم فجعل له أعيادا و آلهه تقديرا لأهميته و جريانه بينهم ، كما كان مطمعا للاستعمار الأوروبي من قبل ... و هذا يدل على أننا في نعمة عظيمة في كوننا شعبا من شعوب نهر النيل و الذي ندعوه شريان الحياة .

● تأثير الإنسان على النيل

كما ذكرت بأن النيل كان مقدسا للمصري القديم و الذي لا يؤذي مقدساته ، و ان كانوا أجددانا يرون ما نفعله الآن في النيل لندموا على ترك حضارتهم لنا من بعدهم .

فنحن قيدنا حركة و نشاط النيل و ألقينا بمخلفاتنا و مخلفات المصانع و المطاعم و المصارف و الحيوانات الميتة في النيل ، كما تعدينا على حدود النيل و مساحته الشخصية و تم استغلاله للرفاهية دون الاكتراث له .

● أين حقوق النيل ؟

تساهم الدولة بالطبع في حماية النيل ولكن ما زالت مساهماتها لا تُرى بالعين رغم وجود قانون دستوري ينص على حماية النيل من التعدي و لكنها لم تتفاعل القوانين بعد بشكل واضح ..

كما انحسرت ثقافة مراعاة الغير سواء إنسانا او طبيعة للأسف حتى مراكز الشرطة النهرية تطوفها المخلفات على ضفاف النيل ببعض المحافظات المصرية ، وعند استخدام كراكات النيل لرفع بعض الترسبات لتوسعة الطريق أمام السفن فهذا لمصلحة الانسان فقط وليس مراعاةً للنيل .

ما أقوله نهاية ..

 بأن النيل نعم يتحدث و الطبيعة كلها و إن كان حديثها أفعالا و نشاطا لا يدركها الا من تأمل بها و تعامل معها كما يتعامل الإنسان مع إنسان غيره ، كما أشير و أنادي بحماية النيل فعليا لا دستوريا بيدٍ من حديد و نشر الوعي بالتعامل معه و مراعاته و النظر إليه ك كائن حي يتنفس و يشعر و يحتاج للرعاية و المساندة في كِبَر عُمره فهو متماسك حتى الآن أمامنا ... ايضا أحث على مراعاة الغير و إن كان جمادا صامتا ساكنا .



   نشر في 30 نونبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا