"نعم.. العمر والزمن هو أكثر ما يخفيني، حقا اترعب حين أتذكر أنه سيأتي الوقت لظهور الشعر الأبيض، والتجعيدات في بشرتي".
كانت هذه كلمات أصالة في لقاء تليفزيوني لها على قناة النهار في برنامج "المصارحة الحرة"، حين سألتها المذيعة عن مخاوفها من الزمن والعمر وتقدم السن.
حين تذكرت كلماتها، نعم فمخاوفي من تقدم العمر والسن تفوقها، ورغم أني مازالت في عمري الثالث والعشرين إلا أن الحديث عن العمر يخفيني حقا، دوما أقول أني لا أريد أن أشيخ وأتمنى أن أقابل ربي وأنا لم أشيخ، ولا أفقد أحبائي وابقى وحيدة.
نعم أدركت أني وعيت وكبرت عندما استمع إلى أم كلثوم، واتسلطن بصوتها الجهوري، وهى تتغانى "بعيد عنك حياتي عذاب.." إلى ما آخر أغنيتها.
نعم كبرت حين أدركت أني لن أستطيع تغير العالم، وأن آمالي بأن نحيا في مجتمع أخلاقي ضربا من الخيال، بل أني عجزت عن تغير نفسي، عجزت عن طرد الكسل والخمول والتأجيل من قاموس حياتي.
أصبح لسان حالي، لسان من كنت أنتقدهم بالأمس وأطلق عليهم ب"الدقة القديمة"، "بكره تعرفي، هتفهمي بعدين، انت لسه صغيرة"، فأطلق على من حولي بأنهم مازالوا صغار، ماهذا بحق الجحيم، لو كانوا هما بالصغار إذا ما أنا!؟
لم يعد أحدث ألبومات تامر حسني تعنيني، ولا آخر فيديو كليب لنانسي عجرم يمثل من أولوياتي، ولا أصبح لدي فنان مفضل أتابع أخباره وأجمع صوره.
بل المشكلة الأكبر أننا نكبر ومن حوالنا يتقدم في عمره، أخشى اليوم الذي يأتي فيه وافقد من حولي بعد انتهاء مهمتهم في رحلة الحياة، لا أريد مزيدا من الوجع والفقد، فما لا اقدر على تحمله هو العيش وحيدا.
أتمنى أنه عندما تأتي ساعة رحيلي، واسلم روحي لبارئها أن أكون أديت الرسالة التي أتيت بها إلى هذه الأرض، أن أكون حققت ما تمنيت أن تسير حياتي على نهج ما حلمت به، أو على الأقل أكون راضية بشكل أو بآخر عن ما أقدمت عليه طيلة مشوار عمري.
أريد مزيدا من السلام النفسي الذي أستطيع أن أواجه فيه تلك المخاوف، أن أحيى بطمأنينة لأواجه وأتحدى مخاوفي، أن أحب نفسي كما هى حين يظهر الشعر الأبيض والتجعيدات الكئيبة!
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم