طُموحُ الشّابُّ العَرَبي
و يبقى الأمل في كل مجتمعات العالم في طاقة الشباب , به تنهض الأمم و تتقدم , الا في عالمنا العربي و هنا تبدأ القصة .
نشر في 22 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كُلّ الشَباب العَربي خُدِعَ مِن قِبَلِ أَهلِه مُنذُ الصِّغَر بِأنّ هُناك عَدالَةٌ في الحياة .
وَ نَسَوا أَن يُعَرّفوه على الجَانِبِ المُظلِم لها خَوفًا على بَراءَتِهِ الغَضّة , مُتجاهلين أَنّه سَيَصطَدِمُ بها أَبكَر مِمّا ظَنّوا في باديء الأمر .
تَتَوالى الحَقائِقُ المُفجِعَة على الفَتى و الفَتاة مُنذُ صَرخَتِهِم الأُولى الّتي تُنذِرُ بِنَدَمِهِم على القُدوم في لا وعيهم و رُبّما بِسَبَبِ أَنّهم رَأوا حَياتَهم مِن قَبل أن تبدأ كيف هو مصيرها . و يَستمر الإلتِفافِ على الوَاقِع و الفَوضى فِي عُقولِهم و صِراعَهَم بَين الصّواب و الواقِع أيا كان و ما بين الضَمير و المَصلَحة الأنانية لهم و ما بَين الدّين و الشّهوَة و لَيسَت بِالضّرورَة شَهوَة المرء للقُطب الآخر من الحياة ,
لكن الشهوة لكل ما تريده النفس... حذاء جديد, وظيفة ما , لعبة جدية ....
المُؤلِمُ في الأَمرِ أنّ الإعلام يَتَحَدّثُ عن فَساد المُجتَمع و نِفاقِه بَين تَحَرّشٍ لِلمَرأة و بَين أنّ الشُعوبِ العَربية شُعوبٍ مُتدٍّينَةٍ بِطَبعِها , لَكِن في الحَقيقة الشّعوب العربية هي شُعوبٍ مُنافِقَةٍ بطبيعها .
شُعوبٍ تَحتَفلُ بِانتِهاءِ صِيامِها لِلّه بِالمَعاصي و أحيانا حتى يالسُّكر , تَحتَفل بِأعيادٍ لَيسَت مِن الدّين بِشَيء إلا لِمُحاولاتِهم الدّئوبة لِطَمسِ مَعالِمَ بُنيانَهم الديني و الأخلاقي بالتبعية .
ما جعلني أكتب اليوم , أنّي وَجَدّتُ مُذيعًا ما فِي دَولَةٍ ما يَشجُب و يُنَدّد أنّه كَيف توجد مَدرسَة تَجعل في وَقتَ الفُرصَةِ بين الحصص لِلأطفال وقتٌ لِصَلاةِ الظُّهرَ جَماعَة لِلطَلبَة و المُعلمين , تَذَكّرتُ و انا في الثانوية حِين كُنتُ حَزين من والديّ أنهم لم يُعَلّموني القُرآن في صُغري و حَفِظتَه كَزميلٌ لنا اِنتَقل جَديدًا لَِفَصلنا و كان يَتلوا القرآن بِصَوت شجِيّ مُجَوّد , فَذَهبتُ بحثا عن من يعلمني في أقرَب مَسجد ,
على الرُّغمِ من عَدمِ استِمراري فِيه بِسَبب كَسَلي و انشِغالي بِدراسَتي وعَدَم وُجودِ دَعمٍ أُسري بِأي شَيءٍ الّا شَهادَةُ الثّانَويّة أو تَشجيع من أي نوع , لَكِن وَجَدتُ فِيه هَدفٍ سام.
لَيس كما يَحدُث الآن بَينَ الأَجيال الشّابة كُل يَومٍ بِعادَةٍ أَقبَحُ ممّا قَبلَها , و الغَريب أَشعُر أَنّ الآباءَ يَشعُرون بِالذّنبِ أو الضَبابية لا يَعلَمون الصّوابُ مِن الخَطأ ,
لَكن المُتَأكّدُ مِنهُ أن الآباء أَنفُسَهم أَصْبَحوا يَخافُون مِن الدّينِ كَما يَخاف الغَربُ مِنهُ بِجَهلِهِم , أَصبَح "الإسلاموفوب" في العالم الإسلامي مَحطُّ سُخرِية باقي العَالم , مَن يَتّبِعُ هذا الدّين يَتَنَصّل مِنه و يُحاوُل طَمسَهُ مِن جَوانِبَ حياتِه مُظهِرُا َأَنه مائع لا لون ولا طعم حقيقي له في حَياتِه إِرضاءًا لِباقي العالم و المحيطين بِه كَأنّه عَارٌ لابُدّ أنّ يَعتَذِرَ عَنهُ للأسف ,
باِلنِسبَةِ للِإرهاب و هؤلاء القَتَلَةُ بِإسمِ الدّين , قَبل أن تَشعُرَ باِلعار مِن دِينك يا فَتى لا تَنسى أَنّ أكبَر نِسبةٌ مِن الضحايا هُم المُسلمين فلَا تُحاوِل أَن تُبَرِّرَ لِأَحدٍ أَو تَعتَذِر , لأنّه بِبَساطةٌ لَيس ذَنبُك عُقودِ القَمع و الإحتِلال التّي مورِسَت علي العالم العَربي والإسلامي أََجمع مِن قِبلِ الغَرب بَل وَصَل بِه الحَال أَن اِعتَبَر العَرب فِئرانُ تَجارِب لِلتَجارِب النَوويّة كما حَدث في الجزائر , أو اعتَبَرهم عَبيدٌ و سُخْرَة كما حدث في مِصر لِحَفرِ قَناة السُّويس .
الشاب العربي ورث ميراث فاسد من العار و التناقضات و النفاق و الفساد أظلم طموحه و أحلامه , بدلا من البحث و التطوير من أجل غد أجمل لبلاده , أصبح أقصى طموحه ايجاد مأوى له و لزوجة بائسة تهرب من تخلف عادات الحقها بالعار اذا لم تتزوج سريعا , فأصبح الاثنان خليط مشوه لحياة أكثر تشوها و تنتج أجيال بائسة جديدة , لا تعلم لما جاءت حتى آباءهم لم يعلموا لما أحضروهم غير لاسعاد مجتمع رفضهم منذ بدايات حياتهم و نبذهم و اعتبرهم هباءا منثورا . - احمد حازم
-
احمد حازم - Ahmed Hazemباحث عن الحكمة wisdom seeker