مرحلة المراهقة هي أكثر مرحلة مُتعبة في مراحل حياة الإنسان بل أنها أكثرها جنوناً! و دائماً ما يحمل الآباء عِبء هذه المرحلة و يبدأ كل أب و أم في التفكير في كيفية التعامل مع هذه المرحلة بأفضل صورة.
و دائماً ما ينشغل الآباء ب"موضوع الحب" في هذه المرحلة و تكون هذه النقطة هي أكثر نقطة مخيفة لكل أب و أم. و للأسف يبدأوا التعامل معها بأساليب خاطئة.
ففي البداية يجب على كل أب و أم أن يعوا أن هذا الوضع طبيعي في هذه المرحلة؛ ففي عِلم نفس النمو يُصنف العلماء أن المراهقين يبدأوا بالإنجذاب للجنس الآخر بعد البلوغ و يبدأ كل مراهق و مراهقة في التفكير في الإرتباط.
لذا على كل أب و أم أن يسألوا أنفسهم لماذا يحدث ذلك؟ و الإجابة هي أن مرحلة المراهقة هي نهاية مرحلة الطفولة و بداية مرحلة البلوغ و الشباب. و في تلك النقطة يبدأ المراهقين في التطلع إلي "حياة الكبار". فهم لا يريدون أن يشاهدوا الرسومات المتحركة أو يلعبوا ألعاب سخيفة، بل يريدون أن يتحملوا المسئولية، و أن يشعروا أن من حولهم يعتمدوا عليهم، و أنهم أحرار و يمكنهم إتخاذ قرارات في حياتهم، و أنهم قادرين على الحب و الإرتباط بإعتبار ذلك الوضع جزء من "حياة الكبار".
و لكن للأسف رفض فكرة الإرتباط عند الآباء و تنفير أبنائهم منها في بداية مرحلة المراهقة يجعل الأبناء يخافون من الحديث في مثل تلك الأمور مع آبائهم و بالتالي تحدث كوارث للأبناء بسبب تصرفاتهم الطائشة التي تفرضها عليهم فترة المراهقة.
و إذا كنتم -أعزائي الآباء- تقرأون هذا المقال و تقولون "لأ مستحيل ابني أو بنتي يكونوا في علاقة" فلا، معظم المراهقين يدخلون في علاقات سرية دون معرفة آباءهم و ينتهي الأمر بالمهزلة.
لذلك يجب أن يتعامل الآباء بحكمة في هذه المرحلة و خاصةً فيما يخص الإرتباط عند المراهقين لأن ذلك الموضوع حساس جداً بالنسبة لهم.
و ها هي الخطوات التي يجب اتباعها:
•أولاً، الحب في حد ذاته ليس بالفعل الحرام و لكن إلي أي مدى يصل هذا الحب هنا يُقسم إلي فعل حلال أو حرام.
•ثانياً، يجب أن يتقبلوا أن هذا التغيير المفاجىء و التطلع إلي الإرتباط أمر طبيعي في تلك المرحلة.
•ثالثاً، إعطاء الأمان للأولاد ليتحدثوا في أي موضوع مع عائلاتهم.
•رابعاً، تفهم الأمر عندما يسمع الآباء من أبنائهم كلمة "أنا بحب" و عدم نهرهم أو الصريخ في وجههم أو حتى رفض الفكرة و عدم قول "انتوا لسه صغيرين و لسه بدري عليكم لما تكبروا حتفهموا ده" لأن الرفض يقابله تمسك بالفكرة و لأن الممنوع مرغوب فبالتالي الفكرة الأولى التي ستظهر في عقلهم هي "عرفتوا منين ما احنا ممكن نفضل بنحب بعض و نتجوز في الآخر."
•خامساً، محاولة مساعدة الأبناء ليخرجوا طاقتهم في أشياء أخرى شيقة كالرياضة أو الرسم أو العزف و محاولة القضاء على فكرة وقت الفراغ كي لا يكن هناك وقت للتفكير في الإرتباط.
•سادساً، عدم محاولة الفصل بين الأولاد و البنات و عدم رفض فكرة الإختلاط فيما بينهم لأن ذلك أيضاً يُعزز من فكرة الممنوع مرغوب، بل السماح لهم بالإختلاط بعض الشيء و ذلك تحت إشراف من الآباء أنفسهم بل يجب عليهم أن يتعرفوا على أصدقاء أبنائهم سواء من الأولاد أم البنات. (بالإضافة إلي تنبيههم عن الحدود بينهم و بين أصدقائهم و عدم التلامس و هكذا.)
ها هي أفضل سِت خطوات للتعامل مع سن المراهقة أو بالتحديد مع "حب المراهقة" و أهم مبدأ يجب أن يُطبق في تربية الأبناء هو قول الحقيقة دون خوف من ردة فعل آبائهم لأن قول الحقيقة يمنع الكثير من الكوارث و يمنع الوقوع في الخطأ.
كما يجب على الآباء التعامل مع أبنائهم (بالتحديد في مرحلة المراهقة) بالحِكمة و عليهم أن يتذكروا أنهم مروا بتلك المرحلة من قبل.
-
آلاء نشأتلمتابعة موقعي الرسمي على انستجرام يُرجى الضغط على علامة الكرة الأرضية