لا عتاب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

لا عتاب

  نشر في 01 ماي 2019 .

يأوي الي القبو الصغير و قد عمت الفوضي ارجاء الموضع..  تناثرت الاوراق الهامة من المكتب لتقبع في كراتين عدة تذيلها الاتربة.. وسط ابخرة الاتربة المعفرة يقبع مضجع صغير غير مرتب الملاءة و الوسائد المتناثرة من موضع لاخر.. يآوي اليه شاب صغير في مرحلة العشرينات و قدبدت معالم الاهمال بادية علي منظره فتناثر شعره الذي اخفاه تحت طاقية صغيرة و اتسخت ملابسه التي لم يغيرها منذ شهر... 

تعلو المضجع نافذة زجاجية تعج بالاتربة تطل علي المنور الخلفي الذي شهد لقائه رفيقه - الغراب -  الذي طالما سخر منه الناس لسواده.. و انكسار جناحه بل و كرهته زوجته - شذا - التي خيرته بينها و بين الغراب!! كم بدي تصرفها ساذجآ - لزيد - فهي تدري انه امضي سنون عمره في ابحاثه العلمية علي ذلك الغراب الذي اعتبره ثروة علمية لان المسكين كان يعاني من امراض عدة و هي فرصة علمية مذهلة لاكتشاف عدد من الامراض باقل تكلفة!! 

- الغاية لا تبرر الوسيلة - لاسيما رددتها - شذا - علي اذان زوجها ان يرحم ذلك الغراب المسكين و يدعه و شأنه فالمسكين بات يعافر اخر لحظات الحياة!!!.. الا ان - زيد - آبي و رأها فرصه ليلمع اسمه في سماء العلم... 

يتحاشى الجيران اللقاء - بزيد - منذ اتت اليهم اخبار - الغراب - الكل بات يراه غريب الاطوار خاصة بعد ان كاد يجن من الغراب الذي اعتزل الدنيا لاجله في مختبره في القبو!!! 

طرقات يسمعها تدوي علي الباب يتبعها ولوج زوجته - شذا - التي احضرت له مائدة صغيرة و معها بضعة انواع من الطعام و الشراب..  وضعتها صامتة دون ان تنطق ببنت حرف بعد،ان خاصمها زوجها بعد نزاعها الاخير.... 

كانت تقف في نفس اللحظة - لجينا - الجارة المزعجة التي اعتادت التطفل في امر منزل جارتها - شذا - كانت تعرف بامر الغراب حتي خطر لها خطة كارثية...   

سمعت الليلة السابقة الجار - زيد - و هو يحدث احد رفقائه الذي استقبله معه في المختبر و صدمه بخطته المجنونة لقد قرر حقن الغراب بمحلول يضاعف قوته و ذكائه بمعدلات تفوق الانسان!!!و هو ما يشكل خطورة حقيقية علي الانسان نفسه اذا يمكنه مهاجمته بسهولة!!! 

كانت خطة الجارة - لجينا - سرقة المحلول لمنع جارها - زيد - من خطته الكارثية لكنها تأخرت اذا ريثما سمعت صراخ هائل في المختبر..  اسرعت علي الفور تطرق باب الجيران فتحت لها - شذا - التي فرت معها الي القبو ليفاجئان بما هال عيناهما!!! 

كان القبو محطم تمامآ و قد خر زوجها صريعآ تحت اقدام الغراب الذي بات ضخمآ هائلا للغاية بشكل مرعب!!  فرت المرأتان بخوف و هما يسمعان اصوات اصطدام حادة بالارض.. لم تستطع - لجينا - مواصلة الجري بعد ان نهك جسدها و علت انفاسها سقطت علي الارض امام مصيرها المرعب حيث افترستها انياب الغراب و نسمع اصوات تكسر العظام بينما هربت - شذا - مرعوبة الي اقرب هاتف في الشارع لتتصل بالشرطة و جماعات الحيونات و الطيور... كان جسدها خائفآ ان يلحقها الغراب..  ظلت تجري بسرعة شديدة حتي وصلت الي المشفي التي كان يعمل فيها زوجها.. ولجت الي الداخل و هي تصرخ محذرة الجميع من الطائر المرعب اقفلت الابواب الحديدية و الاطفال علي المستشنبهااعلن الاطباء الطوارئ و منع خروج او دخول احد.. 

في داخل جماعة الحيونات كان الجميع يعد فخآ للطائر جهزت المصائد و البندقيات و هم يدرون خطورة الامر وضع كبيرهم العالم - علمان - خطة مدهشة سيحقنوا الطائر بمحلول يعيده الي طبيعته حفاظآ علي الارواح لكن لابد من تخديره اولا... 

عند المشفي كان الطائر الغاضب يحاول كسر الابواب تراقبه الكاميرات من الداخل.. اصدرت الاوامر من العالم علمان الذي اتي اليهم للمساعدة.. فظلت الشرطة تطلق عليه بنادق مخدرة من كل موضع الذي ثار و هاج الطائر حتي فقد وعيه موءقتآ... 

اقترب - علمان - و فريقه منه بشجاعة و بدأوا بحقن الطائر في الوريد حتي خفتت قوته و عاد طبيعيآ....  

يدوي اصوات التصفيق و التهليل من الجميع فرحآ و في الليلة التالية نري حفل تأبين في المشفي للعالم الراحل - زيد - الذي قتله بحثه!!!!! 

   -   النهاية - 





  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 01 ماي 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا