هنا..نظرية المؤامرة لم تعد مجرد وجهة نظر عادية يدين بها البعض لأسباب موضوعية مثل جميع البشر,بل أصبحت ضاهرة سلوكية مرضية تقترب من الوساويس القهرية و الفصام ...هذه النظرية أصبحت تفسر كل شيء و تحكم على الجميع بالتأمر و جعل منها مرجع أكيد ينفي كل نظرة موضوعية منطقية للأمور و يحيلها قسرا الى النوايا الخبيثة للطرف المتأمر...الى درجة أن أحد الزملاء تلقى وابلا من فنون السب و الشتم و التخوين من أساتذة أعضاء في مجموعة كتب فيها منشورا ينتقد بعض أخطائهم و أجمعوا أنه مرسل من وزارة التربية للنيل منهم رغم أن انتقاده كان في محله و لا علاقة له بأي جهة ..
يفعل هؤلاء مثلما نفعل نحن كأمم متخلفة -خارج التاريخ و الزمن- لا نلتفت أبدا لأيادينا الهزيلة و حالنا البائس و لا نفكر في مراجعة ذواتنا بل نبحث كل يوم عن متأمر -شرير- و نصنعه صنعا ان لزم الأمر لنزين غبائنا و نرضي نرجسيتنا التي تأبى الاعتراف أننا نحن علة ما نحن عليه و سوى ذلك زيف و مسوخ...