رسول الحب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رسول الحب

  نشر في 13 شتنبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

دنا منه أحدُنا قائلاً:

“دلّني على شيئٍ إن عملتُ به صرتُ قرآنا ناطقاً وإنجيلاً متنقلاً وزبورا”

فأجاب الحكيم:

“هو أمرٌ إن تمسّكتم يه فلن تظلوا بعدي أبدا”

“فأين هو؟” قال الرجل.

“دلّني أيها الحكيم عليه، حتى أسعى من ها هنا إليه”

فأجاب الحكيم:

“لا يُباع في الأسواق، ولا يُبتاع ولا يُعرف الناس له ثمنا.

نبذله بلا مقابل، وقد نقطع آلاف الأميال بحثاً عمّن يعطيه لنا.

به تنمو طموحاتك ويرتقي سقف أحلامك، وتنسى همومك ويزداد نشاطك.

به تكسب الثقة بنفسك وتشعر بقوة أكبر، ويزداد إيمانك بالله وتحبّ الناس أكثر.

به تعشق ذاتك وتجذبك المرآة أكثر، وتهتم بصحّتك وتبدو بالعُمر أصغر.

به تستأنسُ أشياءً كرامةً لمن لا يشبهك، ولا تعُد ترى عيوباً كانت من قبل تزعجك.

به تظهر كما يحبّ أن يراك سواك، وتقبل على ما لم تكن من قبل ترضاه”

قال الرجل:

“زدتني شوقاً إليه، ولم تصف لي بعد كيف السبيل إليه؟”

فقبض الحكيم على كتفي الرجل بيديه وهزّه بلطف، وهو يقول مبتسماً:

“ألم ترَ كيف فعل حبّك بأناسٍ، كنتَ من قبلُ عاجزاً عن التأثير فيهم؟.

ألم ترَ كيف فعل حُبّ اُناسٍ فيك، حتى صرت تفعل المستحيل لترضيهم؟

ألم ترَ كيف يؤثر الحبّ في الناس، فيلقي عنهم بؤسهم وينير ظلمة لياليهم؟

ألم ترَ كيف يغيّر الحبّ في الناس، فيبدّل من أفكارهم بل ويقلّب دينهم؟”

ثم حوّل الحكيم نظره إلى الناس، فطلع على صخرةٍ وخاطبهم:

“عجبتُ لمن أراد أن يَحفِز جليسه، كيف لا يدري أن السبيل لذلك هو دفقة حُب!

وعجبتُ لمن أخطأ مع خليله، كيف لا يراضيه بأن يهمس في اُذنه كلمة حُب!

وعجبتُ لمن له صديقٌ مغاضبٌ، كيف لا يبرد غليل صدره بابتسامة حُب!

وعجبتُ لمن له صاحب مريضٌ، كيف لا يداوي علّته ويشفي جرحه بجرعة حُب!

وعجبتُ أكثر لمن أراد كسب ودّ أخيه، كيف لا يتقرّب إليه بمشاعر حُب!

بالحب نقرّبُ البعيد ونسعدُ الغريب ونغني المحتاج ونداوي المريض.

من يسقي الناس الحبّ يغنيه الله من كل حدب، ويطفي عطش فؤاده ويجيب مسألته.

أيها الناس تداووا بالحب ففيه شفاءٌ من كل داء، وفيه وقاء من كلّ همٍّ، وبه تحيون في صفاء”.

ثم رفع الحكيم إلى السماء يديه حتى بان بياض إبطيه:

“اللهم انزع الغلّ من قلوبهم، واجمعهم على حبّ بعضهم، وانشر الأمن والخير في ربوعهم”.

ثم ما أن همّ بالتحرّك فينا، حتى وقف هنيهةً ورفع سبابته قائلاً:

“ألا هل بلّغت؟ أللهمّ فاشهد”


منشور أيضاً في "نافذتي"

https://wordpress.com/post/akbasca.wordpress.com/2540



  • 2

  • أقباس فخري
    لا أكتب للناس بل أكتب لذاتي. أحاول العثور على نفسي حين أكتب. لعلّي ألملم شتاتها المبعثرة فأجمعها، أو عساني أعيد تكويني.
   نشر في 13 شتنبر 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

Abdou Abdelgawad منذ 7 سنة
كل رسل الله كانوا رسل حب وعدل ومساواة واستعارتك لجملة فى حديث " تركت فيكم ماان تمسكتم به لن تضلوا بعدى كتاب الله " أكدت فى نفسى هذا المعنى .. كل التوفيق
1
أقباس فخري
"رسل الله كلّهم كانو رسل حب وعدل ومساواة" تماماً هو ذاك المعنى الذي أردنا أيصاله. فشكرا لك صديقي اليقض على الملاحظة الطيبة.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا