جميلة هي، جمال الروح و المُحيّا..يشعّ من عينيها ذكاء حادّ..و من شفتيها لآلأ ابتسامة ،تمسح دمع
الحزين ، و تواسي الجريح، و تدفع عنه سهاما رائشة قد تُصيب كبده همّا و غمّا..
لم تبلغ سنّ الهموم و الأحزان..و لكنّها شربت من كأسها حتّى دارت بها الأرض الفضاء دورة كادت تُسقطها..لولا أن تداركتها يد القدر..
كانت ترى سحابة سوداء تلفّ حول المنزل..تحسّسُها بالضيق و الخوف..
حناجرٌ تختنق بالبكاء، أصواتُ لوم و عتاب و تهديد..
لم تكد تبلّ يوما حتّى تنتكس أيّاما..
و حلّت الصاعقة الكبرى..يوم طلاق والديها بعد عِشرة، دامت سنين بحلوها و مرّها..
كانت ترى الحزن في عيني ذاك و تلك حتّى بعد الفراق..
كاد قلبها أن يُفارق موضعه ..لولا أن إلتقته..
جميل الروح مثلها،نبيل الأخلاق ، واسع الصّدر إلى حدّ تحمّل مآسيها ...
منحها صبابة من أمل..
أمل في استعادة إشراقتها ..،في نسيان أحزانها..
أدلتْ دلوها في بئره لتغترف من حنانه..،فتح بين يديها كتاب الكون ليُسمعها نغمات الطبيعة..حتّى شعرت بسكون في نفسها..
و كلّما دجا ليل الأحزان من حولها من جديد..أسرع إلى شموع الأمل فأشعلها ...
فإذا بها تتلمّس الجمال من حولها..و تُسعد بابتسامتها العذبة من حولها..
لقد عقد الودّ بين قلبيهما عُقدا ،من المستحيل فكّها...