جَنَّتي وحَيْث كُنتِ |||
فلتكُن النهَاية مادمتَ تريدُها نهاية سَعيدة ..
نشر في 05 أبريل 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
كنت وكما كان لي أن أكون، برفقة أولائك الأصدقاء كنا نتسامر و نضحك بانتظار المحاضر، كنا مستمتعين بأيامنا الجامعية الأولى.
كان ذلك أشبه بحلم؛ أن تصبح طالبا جامعيا بلا التزامات، أن تصبح بعيدا عن أهلك ـ لطالما كنتُ ـ ، أن تقوم بما تريد ريثما تريد و أينما تريد، كان العالم الجامعي مختلفا حيث أنك تحسك مسئولا نوعا ما عن نفسك وعن مستقبلك، فبعد أعوام من كونك تابعا وسائرا تحت إمرة الأستاذ و المنهج المحكم و الطرق الاعتيادية و الطفولة المتداعية تجبر أن تكون راشدا دونما سابق إنذار.
هناك الكثيرون من الطلاب الذي لم يتراءوا لذلك بعد، لكونهم لازالوا يهيمون دفئا في حقائب عائلاتهم السميكة، لازالوا يريدون التهرب من واقعهم أنهم قد حان وقت استقلاليتهم و التمهيد لها.
آه كم أعشق الحقائب السميكة.
قبل أن يدخل الأستاذ المحاضر، لمحتها تمر بجانبي لتجلس أمامي، عندها أحسست أن كل الأماني تحققت وأن هذا هو خير أيامي.
كانت هادئة كليلة باريسية، ذات ملامح طفولية تسير خطواتها الأولى نحو النضج، كانت تشاهد الجالسين أمامها قليلا و تبتسم، كأنها طفل دخل إلى ديزني لاند للتو.
كنت أرمقها متتبعا كل خطواتها، كل تحركاتها، وهي هاهنا لا تلقي لي بالا ولا تلقى عني خبرا؛ كانت ترتدي سروالا أسودا ومعطفا بنيا طويلا وحذاءا رياضيا أبيض وبالطبع حجابها الأسود الذي ما زادها إلا عفافا وغموضا في قلبي.
كانت هناك تقف، من أحببْتُ بعدك، دُون أن أعلم عنْهَا شيئًا أحببْتُها.