النخيب: ناحية تقع في محافظة الانبار تم أستحداثها مؤخراً كقضاء, تعتبر سابقاً أكبر نواحي العراق, تبلغ مساحة النخيب أربعة آلاف كيلومتر مربع, أي ما يعادل ثلث مساحة الأنبار, غالبية سكانها من العشائر العربية السنية.

تمتلك النخيب مكانة إستراتيجية مهمة على عدة أصعدة, أبرزها تعتبر منطقة "حدودية" على دوليتن السعودية والاردن, كما تعتبر جسر عبور الحجاج إلى السعودية, ومحطة أستراحه للمسافرين الى الاردن وسوريا, وعلى جانب اخر تحوي "النخيب" مع قضاء "الرطبة" مخزون نفطي هائل يفوق (200) مليار برميل بحسب تقديرات شركات نفطية, وهذا ما يعني في حالة ضم النخيب وأنشاء "الاقليم شيعي" سوف تكون النخيب عصباً أقتصاديا مهما للأقليم, بالإضافة الى خيرات طبيعية ومعادن غنية أخرى يمتاز بها القضاء, ولهذه الأسباب تحرص القيادة الشيعية في العراق الإستيلاء على قضاء النخيب فضلاً عن أسباب عقائدية أخرى.

كيف يتم بيع النخيب؟

تتم مؤامرة بيع النخيب بشكل قانوني, من خلال المادة (140) من الدستور العراقي المعنية بالمناطق المتنازع عليها, التي بموجهة يتم ضم "النخيب" الى كربلاء, أي أن علمية ضم النخيب تتم بشكل قانوني ورسمي, منذ سنوات والحكومة في بغداد ومجلس محافظة كربلاء, يحاولون تطبيق المادة (140) وضم النخيب, أبرزها في مايو 2008 عندما وقع (60) نائبًا من كتلة "الائتلاف الشيعي الموحد" في مجلس النواب طلبًا يناشد الحكومة العراقية اقتطاع النخيب من محافظة الانبار وضمها الى محافظة كربلاء. وغيرها الكثير من المحاولات منذ أعلان الدستور والى هذا اليوم, أغلب هذه المحاولات لاقت الفشل, وسبب فشل هذه المحاولات, هي ردود الفعل الغاضبة والرافضة من قبل سكان محافظة الانبار, لكن هذا الرفض لم يمنع الحكومة أو مجلس محافظة كربلاء في الأستمرار في المحاولة لتحقيق هدفهم.

أخر محاولة بيع النخيب

كثيرة محاولات ضم النخيب الى محافظة كربلاء, أخر هذه المحاولات حصلت قبل عدة شهور, عندما أقدم عضو مجلس محافظة كربلاء "محمد الموسوي", ومسؤول ميليشيا لواء "قاصم الجبارين" بأقتحام قضاء النخيب, بعد قتل وأعتقال عدد من سكان القضاء وأعلان السيطرة عليه وضم- القضاء- الى كربلاء. فضلاً عن قيام "العبادي" في الفترة ذاتها تقريباً, عن ضم "النخيب" الى قيادة علميات الفرات الاوسط أمنياً.

هذه المحاولات تفاعل معها الشارع السني وأعلن رفضه الشديد لها, وفي سياق ردود الافعال المستنكرة, أقام مجلس "شيوخ العشائر" أنذاك مؤتمراً أعرب فيه عن رفض قرارات ضم النخيب, فضلاً عن جهات مختلفة العناوين والتكوين سنية, أعلنت الرفض مما أدى الى شبه فشل المحاولة, ما يميز هذه المحاولة هو تامر مجلس محافظة الانبار وأشتراكه فيها.

مجلس الأنبار المتواطئ في بيع النخيب

كثيرة الاتهامات حول أشتراك مجلس محافظة الانبار في أخر محاولة شيعية للسيطرة على قضاء النخيب, حيث توفرت من الدلائل الكثير, التي تؤكد تواطئ المجلس في بيع قضاء النخيب في محاولته السابقة في الشهر الخامس من العام الحالي ومن هذه الدلائل:

1.زيارة وفد محافظة الانبار الى كربلاء قبل سيطرة الميلشيات الشيعية على قضاء النخيب

حيث بتاريخ 2015/4/22, قام وفد من مجلس محافظة الانبار برئاسة "صباح الكرحوت" بزيارة غير مسبق الإعلان عنها الى محافظة كربلاء, التقى وفد "الكرحوت" مع ممثل المرجعية الشيعية الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) مساء الاربعاء, بحضور رئيس مجلس محافظة كربلاء "نصيف الخطابي" , ومسؤول الميليشيا المقتحمة "قاصم الجبارين" لقضاء النخيب "محمد الموسوي".

أعلن عن أسباب الزيارة من قبل الكرحوت من حسب موقع العتبة الحسينية على لسانه " ان الزيارة جاءت من اجل ايصال سلام ابناء الانبار الى المرجعية الدينية ومن يمثلها في كربلاء على مواقفها الوطنية ودعمهم المستمر لاهالي الانبار" فأي مواقف يشكر المرجعية عنها صباح كرحوت يستاءل مواطنون من الانبار؟

حيث بعد اللقاء مع ممثل المرجع السيستاني (عبد الكريم المهدي الكربلائي) الذي أستمر نصف ساعة, قام وفد مجلس محافظة الانبار, بالذهاب الى المرقد الحسيني لممارسة الشعائر الحسينية, كـ بروتوكل دبلوماسي يفرض عند لقاء المرجع الديني في كربلاء. 

بعد زيارة كل من المرجع الشيعي والمرقد الحسيني؟ أجتمع وفد مجلس المحافظة, مع مجلس محافظة كربلاء, كذلك بحضور (محمد الموسوي) مسؤول ميليشيا "قاصم الجبارين" مع عدد من أعضاء مجلس محافظة كربلاء, صرح الكرحوت تصرحيات تقليدية بعيدة جداً سبب الزيارة.

2.تصريحات مجلس المحافظة الانبار تدين نفسها وتعترف

حيث تصريحات مجلس المحافظة الانبار تعترف بهذا التواطئ الشنيع, اذ في تصريح سابق لـ مجلس المحافظة, كما ورد في موقع أخبار العراق مانصه "كما طالب المجلس سابقاً، مؤكداً على "عدم وجود مشكلة إذا كان دخول الحشد الشعبي لناحية النخيب لغرض حمايتها من هجمات داعش، وتحت إمرة قيادة القوات المسلحة، لكن إذا كان الأمر يتعلق بالحدود الإدارية فذلك خطاً أحمر بالنسبة لمجلس محافظة الأنبار".

وتصريح أخر لـ عضو مجلس محافظة أخطر ويعزز من تواطئ مجلس محافظة الانبار جاء فيه وعلى نفس الموقع والتقرير ذاته: "وأعرب عضو مجلس محافظة الأنبار، عن عدم ممانعته من دخول الحشد الشعبي لحماية ناحية النخيب"، لافتاً إلى أن المجلس طلب سابقاً مساعدته لتحرير مناطق الأنبار، المحاددة لمحافظات بابل وكربلاء والنجف، التي يمكن أن تشكل تهديداً إذا ما سقطت بيد داعش"

3. مجلس المحافظة يكذب على الانباريين

بعدما أنتشرت أنباء سيطرة الميلشيات الشيعية على قضاء "النخيب" وأعلانها ضم القضاء, ومن جانب أخر تصريح العبادي بضم النخيب أمنياً, خرج الشارع "الأنباري" خاصة والسني عامة, مستنكراً ورافضاً على ما أقدمت به الميلشيات معلنه تمسكها التام بالقضاء, أعلن في هذه الاثناء "صباح كرحوت" عن أنسحاب الحشد الشيعي من قضاء النخيب وتسلم عمليات الانبار المهام الامنية في القضاء بفضل المناشدات التي اطلقها المجلس, هكذا نص تصريح الكرحوت في الوكالات الاعلامية, لكن ما لم يتم الأعلان عنه ولا يعلم به الغالبية من الشارع السني, بأن كل من  من هادي العامري, ومحمد الموسوي , وعضو مجلس محافظة كربلاء حامد الكربلائي, أعلنوا بتاريخ 2015/5/10 عدم أنسحاب "الحشد الشيعي" من قضاء النخيب, مؤكدين عزم ميلشيات "منظمة بدر" على أرسال المزيد من التعزيزات العسكرية بهدف تأمين حدود كربلاء. هذا ما جاء في الوكالات الاخبارية , فضلاً عن قيام مجلس محافظة كربلاء مؤخرا بنشر (1300) مقاتل من "الحشد الشيعي" في محاور قضاء النخيب بتاريخ 2015/7/9 حسب ما تناولته المواقع الاخبارية على لسان "محمد الموسوي" عضو مجلس كربلاء وقائد أحدى ميلشيات الحشد الشعبي.

هذه دلائل تواطئ مجلس محافظة الانبار بعلم وأشراف بكل تأكيد محافظها "صهيب الراوي", الاولى حصول اقتحام "النخيب" وأعلان ضمها من قبل ميليشيا "محمد الموسوي" عضو مجلس محافظة كربلاء بعد أقل من أسبوعين من أجتماعه مع الكرحوت. والثانية تصرحيات أعضاء مجلس محافظة الانبار, فهل يملك الكرحوت ومن معه تفسيراً وأدلة تنفي ما تم ذكره, وهل ينكر أعضاء مجلس المحافظة هذه تصريحاتهم, والثالثة أكذوبة تصريحات مجلس محافظة عن أنسحاب الحشد الشيعي من النخيب.

يمكن القول محاولة ضم النخيب في الشهر الخامس من هذا العام شبه فشلت, بالرغم من تحقيقها نجاح جزئي بالغ, اذ واقعياً نجحت, حالياً الميلشيات الشيعية تصول وتجول في قضاء النخيب وهي الحاكم المتسيد في القضاء, وخاصة مؤخراً تم أرسال الى القضاء (1300)مقاتل تحت مبرر تأمين الحدود مع محافظة الانبار كما وضحنا.

 أن محاولات ضم "النخيب" مستمرة ولن تتوقف حتى يقوموا بالاستيلاء عليها, ولأجل هذا هناك محاولة ضم النخيب من جديد, بالتواطئ بشكل أكبر وأقوى, نظراً لتوفر عوامل ومجريات تساعد من الاسيتلاء على القضاء.

ما أريد من القارئ ألانتباة اليه قبل أن نتلكم عن محاولة بيع (النخيب الجديدة) التي يعتقد سوف تكون الأخيرة, أن ضم "النخيب" قانونياً أمر محسوم, فقط بأنتظار الفرصة المناسبة حتى يتم أصدار القراربشكل رسمي بأعتبار النخيب قضاء تابع الى كربلاء, وبكل تأكيد بالتواطئ والتعاون مع مسؤولين وسياسي وشخصيات سنية كما حصل مع قضية أعتبار أن سنة العراق أقلية.

*حتى لايشعر "القارئ" بالملل ويأخذ الموضوع حقه, سوف يتم نشر تفاصيل مؤامرة بيع النخيب الجديدة في جزء الثاني للمقالة سوف ينشر يوم غدا أن شاء الله.

إقرأ أيضاً:

كذب من قال "قادمون يا بغداد"

تفاصيل أنتخاب قائم مقام الفلوجة "عيسى الساير"  

حوار مع صديقي "الصحوجي" حول تحرير الرمادي وبيجي!