في اعتقادي و ليس في قراري
سميرة بيطام
نشر في 29 غشت 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
استعد لتذوق الحرف معي بطعم الجرأة و التحدي كما تعود ذلك الرأي الصائب دائما في رحلة أحلامي ، في سعادة المليون شخص تتأرجح فكرة للانتحار ، فيأبى الضمير اليقظ الا أن يلتقط النفس منها لعلها تكون الفاعلة و ليست الفاصلة ، أتعب كثيرا فوق ما يتصوره عقلك من أجل أن أكتب ما تقرأه اللحظة ، يتشتت الحزن و الفرح فيخلطان قواعد اللعبة لدي ، فأمسك قيادة الابداع بمغامرة كبيرة و ليس السعي مني لملأ الأفكار في زحمات و زخات الصفحة و أنا من يجب أن تشعر بالتوازن في التذوق قبل تذوقك أنت ،صعب للغاية أن تفهم دقة الكتابة لدي وبين المقال و الآخر أيام من التحضير و الهواجس ، فان لم يعجبني ألغي فكرة العنوان حاضرا و غائبا و لا أكتب الا بعد أيام ، صعب جدا أن تفهم أسباب النجاح في دقة الفن و لحنه الى أبعاد قلبك الدافىء شاعرية في تذوق الحرف و اللحن و المعنى ، صعب جدا و أنا أخوض فكرة الابداع بأنامل لا تعرف الهدوء او التنحي جانبا حينما يتعقل بالأمر بالتميز ، صعب جدا أن أتراجع و أنا على حافة الخسارة ، فتحت السقوط انتفاضة كبرى للانتصار ، صعب جدا أن أشرح لك معاني العذاب و الألم و تحمل الآهات من أجل ميلادي من جديد ، هي هكذا في اعتقادي كينونة التحدي في لفافة الصمت و الاستماتة ، لكنه ليس قراري حينما وجدت نفسي على جسر المجازفة في الكتابة ، لم يدفعني أحد لذلك و لم يخيرني أحد بين أن أبقى أنا كما أنا أو أخوض منوال الصراحة و الاعتراف بشاعرية القلب و حرية الفكر من عقل لا ينام ، الا على وقع تخطي العراقيل و الحواجز الموضوعة أمامي عمدا ، و الغريب بل الجميل في الأمر أني على علم بحركة الخطورة في منوال تحرري الذي يصاحبه تمردي على كل ما لا يروقني في العدل و الحقيقة و الوضوح ،لا يجب أن أتوقف لأفكر في نوتتي القادمة و الا سأفشل في نقل صورة اللحن الى مسامعك و نظراتك التائهة في فهم المعنى و المغزى من استرسال الحرف تلو الآخر...سيبقى في اعتقادي أني نجحت في تخطي الحواجز و صعوبة فهمك لحرفي و لكن لن يكون قراري أن أحرمك من ابداعي .أبدا لن يكون بإذن الله ....سلني في ذوقي لحرفي لن أجيب ، فالسعادة تغمرني في وحدتي و اطلالتي على شرفة بيتي ، هذا هو موقفي و هذا هو قراري الأبدي ، أن تتابع أحلامي معي في رفقة بريئة و طاهرة طهر قلبك مع حبك لحرفي..و في اعتقادي أني تجاوزت كل العراقيل و لكن في قرارة نفسي و ليس قراري الروحي أنه في كل صعود لسلم النجاح الا و يتبعه خطر يلفني في قوة احساسي أن أتعود على ذلك ، و يبقى لحنها في اعتقادي هواجس و مخاوف و في قراري صرامة و جد و حياد عن العاطفة مهما عذبتني في صراعها معي لأتراجع عن قراري . .ثق في اعتقادي اذن و لا تثق في قراري لأن الأخير لا رجعة فيه مهما راوغتني الظنون ..و للعيون ترجمة لصعوبة القرار .
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية