يقول الإمام إبن الجوزي رحمه الله"إذا أراد الله تعالى شخصا رباه من طفولته وهداه إلى الصواب ودله على الرشاد وحبب إليه ما يصلح وبغض إليه ضد ذلك وقبح عنده سفاسف الأمور وعصمه من القبائح وأخذه بيده كلما تعثر وإذا أبغض شخصا تركه دائم التعثير متخبطا في كل حال ولم يخلق همة لطلب المعالي وشغله بالرذائل عن الفضائل"
وإليك قارئي العزيز أقول:
ما أجمل ان تكون في معية الله تعالى منذ نعومة أظافرك إلى أن تلقاه وإنت مطمئن النفس ساكن الوجدان فلقد وفقك إلى مراده منذ أن كنت طفلا تحبو فأبعد عنك السوء في حياتك ورزقك من يصحبك ليدلك على ما خُلقت من أجله من أب صالح وأم حانية وأخ ناصح وأصدقاء صالحون وجعل لك ضميرا حيا تسمع صوت أنينه كلما حثتك نفسك الأمارة على ترك ما أنت عليه من خلق قويم ورؤية واضحة وغاية سامية ورزقك عقلا حكيما ووفقك إلى توظيفه بإجادة بالغة فصرت تميز بين معالي الأمور وسفاسفها فتنتقي ما يوصلك إلى غايتك ويحقق مراد الله منك وتترك ما قد يوصلك إلى المهالك فما أرقاها من تربية تظهر محبة الله لك وقربه منك وإصطفاءه لك أنت كي تكون كما أرادك فحافظ على تلك المكانة العالية ولا تتخلى عن مقامك الذي وضعك الله فيه كي لا تكون العاقبة وخيمة فتحرم من رزقك بهذا الفضل العظيم ونعم خالقك التي لا تحصى.
وما أقبح أن تكون بعيدا عنه لا تأتمر بأمره ولا تجتنب ما نهاك عنه حتى يبغضك ويُبغِض خلقه إليك ويتركك أسيرا لأهواك نفسك المريضة ورغباتها السيئة التي لم تنقطع بل تطالبك بالمزيد وبرغم إستجابتك لرغباتها فلن تبلغ رضاها يوما حتى صار إتباعك إياها إدمانا لا تستطيع الإنفكاك منه وعدم إستطاعتك ليس لعجز فطري بك بل لعناد منك لمراد الله وأوامره من البداية حتى آلت الأحوال إلى ما خلاف مرادك فعشت مشتت الذهن،،مضطرب الوجدان، ضعيف الإرادة.
فاللهم أرزقنا توفيقا منك يدلنا على مرادك منا إلى أن نلقاك وأنت راض عنا ولا تحجبنا عنك فنضل ونشقى.
-
علاء صلاح الرفاعيكاتب إذاعي ومعد برامج بقناة أراك ميديا بالعربي على اليوتيوب ،المنسق الإعلامي لمبادرة دعم المحتوى العربي على الإنترنت برعاية إتحاد أراك "سابقا" ،،، كاتب إذاعي بإذاعة البرنامج العام ،كاتب في موقع مقال كلاود