-أيها الفاني ما بك؟..

إني أراك حيران مشرد فكرك،كأن نوائب الدهر ساقطة عليك وحدك..

-آه يا صديقي..

لو تعلم ما بي لضحكت ثم لبكيت كثيرا..

يا صديقي ها هو عام جديد يشرف على الدخول،وعام آخر ينقضي من عمري،إني يا صديقي أفكر في هذه الفاجعة..

أرى كيف أن أعمارنا تجري وتسرع نحو نهايتها،ومع ذلك إننا في سبات عميق،لا أدري يا صديقي هل يطول سباتنا،أم أن هذا العام هو آخر ساعات السبات..

-لا عليك يا صديقي..

تفاءل بالخير تجده،دعني أخفف عنك قليلا وحدثني عن أجمل الأشياء التي حصلت لك في هذه السنة،وعرفني عن طموحاتك للسنة القادمة..

-صديقي سنة 2018 ..

كانت سنة عسر في بداياتها،ولكن ما أن أشرفت على النهاية حتى تحولت إلى يسر..

سنة 2018 يمكنني أن أطلق عليها سنة الروحانيات بامتياز..

على المستوى النفسي..

تعرفت فيها أكثر على خالقي،تقربت منه لكن ليس بالشكل الكبير ومع ذلك أحس أنه قريب مني..

أحسست بتغير إيجابي في داخلي،أصبحت أكثر وضوح ويمكنك القول أكثر نضوج،لقد عرفت من أكون وماذا أريد وكيف أريده..

أحس بطمأنينة في داخلي،لم أعد أهتم لتلك التفاصيل المملة والروتينية في حياتي..

على المستوى الإجتماعي..

مع أسرتي..

لا زلت كما كنت في تعاملي معهم،لكن أكثر لطف واهتمام من ذي قبل..

مع أصدقائي..

في هذه السنة تخليت عن الكثير منهم،عدد كبير لم يجمعني به تواصل أو لقاء طوال هذه السنة،لم أهتم كثيرا لعالم الصداقات،كنت منهمكا في عالمي،أعمل بكل جهد على سد الثغرات المكشوفة..

في الحياة الجامعية..

في هذه السنة تأقلمت مع الحياة الجامعية أكثر من خلال مشاركتي في منتديات وحملات تطوعية داخل وخارج البلد..

تمكنت من تطوير نفسي وفهمها كما ينبغي،حددت أهدافي وميولاتي وطريقة العمل للوصول لهذه الأهداف..

على المستوى الثقافي..

أعتقد أن هذا العام كان حافلا بالعطاء في هذا المجال،شاركت في أكثر من دورة على منصات التعلم عن بعد،في كورسات مختلفة،منها من أخذت فيه شهادات،ومنها من اكتسبت خبرة دون الحصول على الشهادات..

في عالم قراءة الكتب،مقارنة مع سنة 2017 فإن هذا العام كان ضعيفا من ناحية عدد الكتب،ولكن قوي ودسم وممتلئ من ناحية الأفكار والمعلومات..

على المستوى العام..

على المستوى العام 2018 كانت حافلة بالنكبات والأحداث المؤسفة،التي يتبع بعضها بعضا،فما تكاد تتعايش مع نكبة حتى تصفعك نكبة أخرى تمزق جسد الأمة المتهالك،لا أخفيك يا صديقي أنني عشت أشد أيامي حسرة في هذه السنة من حيث حالة الأمة..

حتى إنني لم أعد أتفاجئ من فاجعة أو حدث جديد،لقد تعودت كما تعودنا جميعا على مثل هذه الأحداث..

ماذا عن سنة 2019..

إني أرى في سنة 2019.. أنها سنة الحصاد،ونيل ثمار ما زرعته في سنة 2018..

نعم ستكون متعبة نوعا ما،لكن أنا متفاءل أنها ستكون أسعد سنوات حياتي،ربما لأنني أدركت أخير من أكون وماذا أريد..

هدفي الأول الحصول على شهادة الإجازة من جامعتي،والبحث بعد ذلك عن سبل الدراسة خارج البلد بإذن الله..

لدي مشاريع كثيرة على المستوى الفردي والجماعي،تنتظرني الكثير من الأعمال التي ستكون مربحة على المستوى النفسي والمادي..

سنة 2019 ستكون سنة بروز نجمي إن شاء الله،بروزه بشكل دائم..

إني على يقين أن هذه السنة ستكون بإذن الله سنة السعادة والعمل الدؤوب،مع قليل من الألم الضروري والتعب الواجب..

بالنسبة للعالم بأكمله،أعتقد أنه لن يكون تغيير في الأحداث بشكل كبير،غير أنه ربما نسمع حربا جديدة في دولة جديدة بتهمة جديدة..