فوضى في انتظار التجسيد
ماذا حدث بعد العام 2007 ؟
نشر في 23 أبريل 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا نريد أن نقع في براثن الضرورات الدرامية، ولكن الأمر أشبه بتلك السيدة من فيلم تيتانك التي أغلقت باب الحجرة عليها وطفليها، ثم روت لهم حكاية ما قبل النوم، وشدت الأغطية عليهم، وجلست إلى جوار السرير تبكي منتظرةً غرق الغرفة، حين يرغب أحدهم بشيء وهو يعلم أن طلبه سيقابل بالرفض، ولكنه يطلب، ويُرفَضُ طلبه، ثم يقول: أنا حقاً محتاج لذلك الشيء ! وأيضاً يلقى الرفض، ربما هذه المرة يصاحب الرفض بعض الأسف، - نحن آسفون لا نقدر على إعطائك ذلك – هذا الأسف ليس تعبيراً راقياً عن الرفض، بل هو تعاطفٌ مع ذلك الشخص الذي يشتعل قهراً، إن القانون بمعناه البيروقراطي لا يأخذ بعين الاعتبار المشاعر البشرية، كالموت.. إذ لو أن الموت شاعرٌ أو موسيقار، أو لو أن الموت يملك أدنى قدرة على الشعور، لما ترك السيدة تحس بتلك الغصة التي تصيب أسفل البطن عندما لا نقوى على تغيير تدفق الأمور، لكان على الأقل أخذها دون تنكيل بقلبها، ليس هناك فرق بين القانون والموت كلاهما ينفذ أوامر عليا، كلاهما منعدم الإحساس لكي لا يسأل، عندما يرتكب أحدهم جريمة قتل، الموت يكون طريقاً ليس بذلك الوسع ولا ذلك الضيق، مملوء بتراب أصفر غزير، أما القانون فهو استمرارٌ لتكاثف التراب حتى يصير الطريق مستطيلاً شاسعاً مغلقاً على ما فيه، لكن النظرة المنصفة للقتل هي أن المقتول انتهى إلا من بعض الدمعات الليلية التي لا تلبث أن تبدأ حتى تنتهي لوحدها وبسلاسة مُدبرة، وكذلك القاتل، فهو عندما يزج في غرفة السجن ينتهي أو يتحول إلى قاتل بالفعل، ليس مجرد إنساناً دفعه سبب للقتل، عندما يحاط بمجرمين كان من الممكن تداركهم !
قد أبدو لك الآن كمختل يحاول إيجاد مخارج ومبررات للقتل، كي يقتل شخصاً ما دون أن يحاسبه أحد، ولكن قبل هذا الحكم، تعود دائماً أن تفكر فيما ترى، تسمع، وتقرأ، ذلك لأن أي جهد ناتج عن تفكير يستحق التفكر وإعمال العقل به، ولأعطيك طرف خيطاً، فكر في إجابة لهذا السؤال، القاضي الذي حكم على القاتل بالسجن مدى الحياة، لو وضع في نفس الظروف ونفس البيئة وامتلك نفس الجينات الوراثية، هل كان سيتخذ قراراً غير القتل ؟ وكذلك المحامي والشهود وحضور المحاكمة، والشرطي الذي أغلق باب الزنزانة على القاتل، أتعتقد بأنهم منزهون وأن القاتل هو الخاطئ الوحيد؟
يعتقد الجميع أن القانون يحمي الجميع، لكنه فقط يحمي المشرعين ! ويترك الآخرين يتخبطون يمنة ويساراً، القانون يفسد المجتمع ثم يعاقب المجتمع لأنه فاسد بإفلات الحكومة ككلب جائع على الشعب، ويبقى الحكام والقضاة ورؤساء المجالس التشريعية والقوى التنفيذية وجرذانهم، متحكمين بأقدارنا، وعقولنا، وقلوبنا، يمنون علينا بأنهم يحافظون علينا من الهلاك والتشرد، مع ذلك فإني أحسد جداً بقية الشعوب العربية التي تداس بالبيادات العلمانية، محظوظة هي فلم تجرب طعم الذل الحقيقي، الإسلام السياسي، القوى المتنفذة في غزة التي تؤمن بأنها آخر رسل الله على الأرض !
- نار السلطة ولا جنة الإخوان - لو أخطأت فأنت تعصي الله، أياً كان خطؤك، أنا الآن أعصي الله، هذه الكلمات معصية، أشبح بسببها وأجلد بسوط التغيير والإصلاح الإسلامي، ولكن لا يهم، يجب أن يقدم أحدهم نفسه قرباناً لتصل الحقيقة، لتحافظ الثورة على ملحميتها، ليمسك عاشقٌ يد محبوبته ويغنيا سوياً وهم يشاهدان الغروب.
-
محمد تيسيرلا يستطيع الإنسان أن يقول " من العار أن تعضوا يا رفاق" طالما لديه أسنان في فمه. لذلك لا أستطيع أن أعرف نفسي، أو عنها، لأن فمي مكتظ بالأسنان !
التعليقات
هل هناك حقا قانونا بيروقراطيا لا يهتم بالمشاعر البشرية كالموت ؟ ان كان نعم أريد مثالا توضيحيا لو سمحت .
و ماذا عن القانون الجامد و ليس المرن اذا ما اردنا استيضاحا حول احتوائه للمشاعر ؟
شكرا