طيات الروح
الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 م
نشر في 08 ديسمبر 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا ادرى كم من الايام مضت ونحن على هذا الحال...
تمر الايام والاسابيع ويزداد الوقت الذى يعلو فيه صوت الفوضى بداخلى ولكنى اصبح اكثر صمتًا من الخارج،الامر بالنسبة لى اشبه بالاشىء،لست حزينة ولست سعيدة ايضًا،مشتتة الى حدٍ ما، لا يمكننى ان احسم كل حياتى لآخر دقة فى قلبى، امضى حياتى وانا افكر بأشياء احب ان افعلها ولا استطيع،ابقى متذبذبًا تجاه كل شىء،اشك فى قدرتى على تحقيق احلامى وانساها عادة عند اقرب حفرة حزن حتى يرحل الوقت وترحل معه كل احلام اليقظة التى ظننتها بجهلى انها شكل حياتى المستقبلية،وتزول احلامى المثالية التى جائت الحياة لتلوثها بواقعيتها ولا يبقى إلا اثارها العالقة بين ضلوعى.
وبالرغم من ان طريق طويل وليس لدىَّ طاقة لمحاولات اخرى ومُنهكٌ من كثرة المحاولات ولكن لا بأس سأتعكز على الامل النابع من عقلى المُتعب من التفكير البائس طوال الفترة الماضية،سأتعكز على ثقتى بنفسى المتجددة،انسى كل الفوضى التى بداخلى واحاول ان اوضب نفسى استعدادًا لحلم جديد.
ولكن لا استطيع ان اتخطى هذه المرحلة بمفردى،احتاج الى شخص يتقبل حياتى قليلًا ،الجأ اليه حين تخوننى الشوارع وترهقنى الحياة،احتاج الى شخص اسمح لعيونى بأن تسيل بالدموع امامه دون خجل او شعور بالضعف،اشكو اليه همومى،واحكى عن توهان نفسى بين زوابع الايام التى لا ادرى تحملنى لأين،اشاركه الاسئلة التى تتقافز فى عقلى كلما خفضت الاصوات من حولى،احكى عن تشتت عقلى وسط الاعيب الحياة،اخبره بأننى هالكة،لا استطيع تحمل كل هذه الايام الرمادية بمفردى،واريده ان يغمرنى بين ذراعيه واختفى حتى لا اشعر بهذا الكم من الوحدة، احتاج الى حضن يوقف الزمن ويفصل عقلى تمامًا عن الكون ويمنحنى لحظة صافية من السكينة واعيش اصدق لحظات السلام،واكون شاكرة جدا للعالم انه وسط قسوته وحروبة يتذكر اننا مازلنا آدميين ويمنحنا اشخاص يغمرونا بالحب وسط كل هذه الفوضى.
اكتب هذه العبارات وانا حائرة بتيقن من تلك الاحاسيس المتضاربة المليئة بأفكار يأس وافكار امل،ولكن فى النهاية،ابى عقلى ان ينظر لضعفى وقلة طاقتى وانهماك قلبى ونظر لبصيص من الامل الذى جعل داخلى يقين ان كل شىء سيكون على ما يرام،صرت اردد بداخلى كل ما يدفعنى خطوة حتى ادركت اننى لم اكن يومًا فاشلة ولكن كل ما فى الامر اننى احببت شيئًا حتى لم اتخيل ان افعل شيئًا غيره ولكن اراد الله ان اسير فى طريق لن اخطط له اطلاقًا.
والآن ادركت اننا نحتاج احيانًا الى اختبار يقلب دنيانا رأسًا على عقب ،عسى ان نفهم اننا مهما تطورنا فنحن لا نساوى شيئًا بدون الله ،عسى ان نرى بأعيننا ان لا قدرة تفوق قدرته ولا مشيئة تعلو فوق مشيئته وعسى ان نعرف قدرتنا الضعيفة فى معرفة توقعاته التى تعلو فوق كل تفكير بشرى.
والآن انا فى انتظار تعويضاته المفرحة.
التعليقات
اللهم يا معلم موسى علمنا ويا مفهم سليمان فهمنا.
ان تطورنا يكون على عين الله كما تشير اليه حروفك النابضة بالحكمة لأن ادراكنا بالحواس يكون عبارة عن معلومات متفرقة لا ترتقي إلى قوى العالم الغيبي. بارك الله في قلمك وزادك من مداد نوره.
كلماتك تعبر بعفوية عن واقع ربما كل منا عاش تفاصيله بطريقة مختلفة.