-كيف تتوقعين حياتك عام ٢٠٣٠ ؟
" -هل ياتُرى ستظل الحياةُ تُرحِّبُ بي "ضيفةً" في رِحابِها إلى ثلاثةِ عشرَ عامٍ قادِم ؟؟
- ......
-حسناً ، رُبما !! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُنعَطفاتٍ كَثيرة سأمُر بِها خلال تلك الثلاث عشرة سنة ، رُبما سأقِف عند إحداها ، أو عند الكثير المُترَف مِنها ، ولكنني سأجتازُها ..
رُبما سأقع من إحداها إلى هاويةٍ تكونُ بمُحاذاتي ، ولكن سيحُفني حمامُ السلام وسيغشاني من كُل الجهاتِ ليُعيدني إلى المُنعَطَف ذاتُه..فأجتازُه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-حقاً هل ستجتازين كُلُّ تلك المُنعَطَفات ؟ ؟
-لست متأكدة ، ولكنني أُحاوِل تصديق ذلك لأفعله.
-كَيف ؟ ؟
-أَلَم تَسمَع بقانونِ الجَذب من قبل ؟ ؟
-لا .. أقصد..نعم...حسناً ماهو هذا القانون ؟ ؟
-هو قانون يَقتَضي منك فقط أن تُسدِل جِفنيك وتَحلُم.
-وهل سيتحقق ؟ ؟
-رُبما .. إن صدَّقتَ حُلمَك.
-عَجباً!! ، سأحلُم إذاً بتلك الساعة التي رأيتها معروضة بإحدى المحلَّات يوم أمس ، لعلَّني أجذِبُها إلي .
-هه ، لا تُبالِغ ..
.. ياإلهي ، إنظُر كيفَ أخرجتني عن موضوعي..لا تُقاطع!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأكون على مكتبي ، والنورُ يَغشى ملامحي .. ليست مساحيق تجميل غَمستُ محياي بها ، إنما بالحقيقةِ سأكون مُقابِلةً لجهازي المَكتبي الذي ينعَكِس ضوءه على وجهي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-هيه أنتِ..
-أووه ، ماذا تُريد هذه المَرَّة ؟ ؟
-أوَد سؤالك ، في أي شرِكَةٍ أو مؤسسةٍ ستعملين ؟ ؟
-في شركتي.
-هه ، هذه المرَّة أنا من سيقولها لك .. [لا تُبالِغي]
-سنرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عودَتي إلى المَنزِل سأمُر على محطَّة الوقود ، ستكون غير مُكتظَّةً بالسيارات والباصات ، سيارة واحدة قد أكملَت تعبئة خزَّانها للتو ومَضَت ، كُل شيءٍ مُتوفِّر وبأرخَص الأثمان، وكُل شيءٍ سيتطوَّر أيضاً..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-يبدو أن الإختبارات كان لها تأثيراً قوياً جداً على عقلك!!
-مالأمر ؟ ؟ .. أحلُم بوطنٍ أفضَل ليسَ إلا .
- "حُلم إبليس بالجنة"
-إغرُب عن وجهي ، دعني أُكمِلُ الحُلُم ، أشعُر ببدايةِ انغماسي فيه ، لقد راقَ لي كثيراً !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عودتي إلى المنزِل سأجدُ أبي قد سبقني إليه ، قُبلةٌ على رأسِه مع تحية ، ثُم أبدأ أسطوانَة التَذَمُّر من ذلك الموظَّف الذي تسبب بعُطلٍ في البرنامَج المُصمم خصيصاً للشركة..
رُغم استيائي لذلك إلا أنني أعلمُ الآن بأنني وفي عام ٢٠٣٠م سأكونُ قد حققت الكثير ، والكثيرِ جداً ، وسأكونُ سعيدةٌ للغاية ، بعيداً عن غباء ذلك الموظَّف المغفل الذي عكَّر صفوَ حُلُمي ! !.
-
Tasneem Faعاشقةَ الحرف..