الهوية مفهوم يضيق ويتسع حسب طريقة توظيفه كما أنها مفهوم متشعب تدخل في تركيبه اعتبارات عديدة منها ما يرتبط بالتاريخ والعرق واللسان ويصل في أحيان كثيرة إلى الرياضة متجسدا في رابطات تشجيع الفرق الأوروبية أو آلتراس تشجيع الفرق المحلية غير أن أول ما يحدد هوية الفرد اسمه إذ يسمى كي يعرف ويصبح الاسم دالا عليه وهو من أول الأسئلة التي يتلقاها أهل المولود الجديد فالقابلة تسأل أمه عن اسمه والأقارب أيضا يسألون والديه عن اسمه غير أن الاسم قد يحمل أيضا دلالات مختلفة مرتبطة بالمسمي والمسمى تضاف إلى كونه دالا على شخص ما وبعض هذه الدلالات مقصود وبعضها غير مقصود وفي هذه التدوينة القصيرة سنحاول الإلمام بأهم الدلالات التي تحملها الأسماء وتكون مرتبطة بالمسمي لا المسمى

الاسم والانتماء الحضاري

من أهم الدلالات أو الملاحظات التي تبنى على الاسم معرفة الانتماء الحضاري للمسمي والمسمى ولسانهما إذ أننا لما نصادف اسما عربيا للاعب بدأ مسيرته في أوروبا نربط فورا انتماءه بالانتماء العربي وبدول المغرب العربي وأحيانا الإسلامي إن كان غير عربي بل ويظهر هذا في تغيير بعض المسلمين الجدد لأسمائهم ومنهم مشاهير مثل محمد علي كلاي فرانك ريبيري الذي غير اسمه إلى بلال واللاعب المالي فريديرك عمر كانوتيه الذين أرادوا أن يدل اسمهم على كونهم مسلمين

الاسم والجغرافيا

يدل الاسم على الانتماء الجغرافي سواء للمسمي أو المسمى إذ نجد في عالمنا العربي أسماء خاصة بمنطقة الخليج ويشيع استخدامها فيها دون غيرها مثل جاسم وطلال وفهد وتميم وهزاع وفي مصر نجد أسماء مثل بهجت وطلعت وميرفت وفي المغرب العربي نجد أسماء خاصة بالمنطقة أيضا بل ببلد دون غيره من البلدان فبعض الأسماء نجدها في الجزائر دون غيرها من دول المغرب العربي أبرزها بوعلام وقادة والجيلالي وبلقاسم يدل الاسم أيضا في بلدان أخرى على الانتماء لإقليم معين فبعض الأسماء تختص بها أقاليم محددة ففي الجزائر مثلا توجد أسماء مرتبطة بالغرب الجزائري مثل قادة وبن عودة والهواري وأسماء مرتبطة بمنطقة القبائل دون غيرها مثل آكلي محند واعلي مزيان ماسينيسا يوغرطة

الاسم والحركات القومية

يمكن أن يكشف الاسم عن تأثر المسمي بالحركات القومية التي تهدف إلى بعث وإحياء التراث والثقافة المحلية لشعوب العالم العربي قبل الفتح او انتمائه إلى تلك الحركات وتبنيه مطالبها مثل القومية الأمازيغية التي تدل عليها أسماء كماسينيسا وديهيا وكسيلة وثيزري وتينهينان ويوغرطة وتاكفاريناس ومعطوب

الاسم وقطاع اللذة

يظهر الاسم أيضا مدى التأثر بما يسميه عبد الوهاب المسيري قطاع اللذة الذي تندرج الدراما والسينما فيه ولها حمولتها التي تظهر في الأسماء وخاصة أسماء بطلات المسلسلات وأبطالها مثل نيرمين وأسماء أخرى

هذه أبرز الدلالات والملاحظات التي حصرتها عندما خطر الموضوع إلي لكن هذه الملاحظات ليست مطلقة وقابلة للإسقاط على كل الأسماء بل هي نسبية وما يميزها أنها هي التي ترتبط بالذهن عند مرور بعض الأسماء عليه خاصة إن كانت أسماء شخصيات مشهورة قديما أو حاليا وتحمل نفس الدلالات