الثقافة و الشباب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الثقافة و الشباب

  نشر في 03 يناير 2018 .

لا أحد ينكر أن الثقافة لدى فئة الشباب في المجتمع جد ضعيف فيما يتعلق بالعالم العربي و حتى الاحصائية تأكد ذلك، و هناك نفور هائل و ابتعاد عن المطالعة و التثقيف، و في نظري أنا ألخص للمشكلة في بعض النقاط الرئيسية رغم أن المشكل أعمق من ذلك و أكثر اتساعا

و النقاط كالتالي :

1. هم الكتاب في حد ذاتهم فأغلب الكتاب و النخبة يكتبون لجيلهم و ليس لجيلنا الحالي، ان الجيل الحالي الذي ترعرع في ظل التكنولوجيا الحديثة و عالم السرعة و العولمة أصبح يميل للكتابات القصيرة التي تحمل معنى مباشر و ذات طابع جمالي أنيق في حين أن الكتاب حاليا أغلبهم لزال يعتمد على أسلوب النصوص الطويلة ذات المعنى المعمق، لماذا ينجح كتاب دون غيره ؟ أو لماذا تنجح رواية دون غيرها ؟ القبول لدى الجمهور معيار اساسي في كل شيء و المعيار الحالي للقبول لذى الشباب البساطة و الاختصار كما سيق و أشرت و هو الشيء المنعدم في الكتابات الحالية، باختصار يجب اعادة و بلورة أسلوب نقل المعلومة للجيل الحالي فالكاتب الفذ هو الذي يحمل المعلومة و يجعلها في قالب يليق بالجيل الحالي و يعرضها عليهم بما يناسبهم

2. الطبيعة الاجتماعية، اذ مشكل غياب الثقافة ليس بالشيء الجديد بمعنى حتى الآباء حاليا أغلبهم لا يقرؤون و لا يشجعون ابنائهم على الثقافة أو المطالعة فشغلهم الشاغل هو كيف يجعل ابنه ينجه في دراسته الأكاديمية ليحصل على عمل و انتهى بغض النظر عن مستواه الثقافي و لا ألوم الآباء في هذه الحالة فكل مجتمع يفرض نفسه على الناس و لكن يبقى هناك نوع من اللوم عليهم اذ لا يرون أنه واحب عليهم انشاء ابن خاضع لمقايس الثقافة حامل للهوية العربية الاسلامية الأصيلة

3. انعدام تام لجسور الحوار و النقاش بين الفئة المثقفة و فئة الشباب، فالمثقفون لحالهم و الشباب لحالهم والكل على مزاجه، لطالما تمنيت أن تقام جلسات يحضر فيها مجموعة من الأساتذة و الكتاب و يقابلهم مجموعة من الشباب و يطرحون مشاكلهم و الصعوبات التي يتلقونها مع الكتاب لتكون بعين اعتبار الأساتذة كذلك ستكون فرصة ليطرح الشباب المواضيع التي تشغلهم و يبحثون عنها، و سأقول هذه العبارة و مع كل الأسف حاليا الجلسات العلمية مليئة بالعلم و لكن خالية من روح العلم، فالعلم أخدى منحى كبير من التميع، الكاتب يكتب بما يعجبه و كأنه يكتب لجيل التسعينات و الشباب نفر منها أو بالأحرى لا يملك أي ميول لكتابتهم المملة.

4. الاهتمام المبالغ للرواية و الشعر على حساب الثقافة و الفكر، لا أنكر بتاتا أن في بعض الروايات حكمة و عبر و كذلك الحال مع الشعر ولكن هي تبقى في اطارها الفني فالرواية و الشعر فن و ادب و جمال و ليس فلسفة و فكر و ثقافة، من المؤسف ان يطغى الاهتمام المبالغ في الرواية على الفكر و الروات على المفكرين و عذا مشكل أصيل في القضية.

مشكلة ثقافة الشباب في المجتمع يحمل وزرها الكتاب و المثقفين و الأساتذة خاصتا و الشباب عموما، أنا لا أستثني أن الشباب هم أيضا سبب في المشكل ببعدهم عن الثقافة لكن يبقى انهم لم يجدوا تلك الأرض البهية و الجميلة التي تغويهم و تغرهم للتعلم،

الحل الوحيد لنصعد و لو بقليل بمستوى وعي الشباب هو اعادت هيكلة أسلوب الكتابة ونقل المعلومة و طرحها لتتناسب مع الجيل الحالي، لكل جيل أسلوبه و نمطه و علينا مراعات ذلك و الوصول الى ركب الحداثة، تغير نمط الثقافة و اسلوب طرح المعلومة ليس فقدان لهوية العلم بل العكس هو الجمال و الحكمة بداته.



   نشر في 03 يناير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا