لا أحد ينكر أن الثقافة لدى فئة الشباب في المجتمع جد ضعيف فيما يتعلق بالعالم العربي و حتى الاحصائية تأكد ذلك، و هناك نفور هائل و ابتعاد عن المطالعة و التثقيف، و في نظري أنا ألخص للمشكلة في بعض النقاط الرئيسية رغم أن المشكل أعمق من ذلك و أكثر اتساعا
و النقاط كالتالي :
1. هم الكتاب في حد ذاتهم فأغلب الكتاب و النخبة يكتبون لجيلهم و ليس لجيلنا الحالي، ان الجيل الحالي الذي ترعرع في ظل التكنولوجيا الحديثة و عالم السرعة و العولمة أصبح يميل للكتابات القصيرة التي تحمل معنى مباشر و ذات طابع جمالي أنيق في حين أن الكتاب حاليا أغلبهم لزال يعتمد على أسلوب النصوص الطويلة ذات المعنى المعمق، لماذا ينجح كتاب دون غيره ؟ أو لماذا تنجح رواية دون غيرها ؟ القبول لدى الجمهور معيار اساسي في كل شيء و المعيار الحالي للقبول لذى الشباب البساطة و الاختصار كما سيق و أشرت و هو الشيء المنعدم في الكتابات الحالية، باختصار يجب اعادة و بلورة أسلوب نقل المعلومة للجيل الحالي فالكاتب الفذ هو الذي يحمل المعلومة و يجعلها في قالب يليق بالجيل الحالي و يعرضها عليهم بما يناسبهم
2. الطبيعة الاجتماعية، اذ مشكل غياب الثقافة ليس بالشيء الجديد بمعنى حتى الآباء حاليا أغلبهم لا يقرؤون و لا يشجعون ابنائهم على الثقافة أو المطالعة فشغلهم الشاغل هو كيف يجعل ابنه ينجه في دراسته الأكاديمية ليحصل على عمل و انتهى بغض النظر عن مستواه الثقافي و لا ألوم الآباء في هذه الحالة فكل مجتمع يفرض نفسه على الناس و لكن يبقى هناك نوع من اللوم عليهم اذ لا يرون أنه واحب عليهم انشاء ابن خاضع لمقايس الثقافة حامل للهوية العربية الاسلامية الأصيلة
3. انعدام تام لجسور الحوار و النقاش بين الفئة المثقفة و فئة الشباب، فالمثقفون لحالهم و الشباب لحالهم والكل على مزاجه، لطالما تمنيت أن تقام جلسات يحضر فيها مجموعة من الأساتذة و الكتاب و يقابلهم مجموعة من الشباب و يطرحون مشاكلهم و الصعوبات التي يتلقونها مع الكتاب لتكون بعين اعتبار الأساتذة كذلك ستكون فرصة ليطرح الشباب المواضيع التي تشغلهم و يبحثون عنها، و سأقول هذه العبارة و مع كل الأسف حاليا الجلسات العلمية مليئة بالعلم و لكن خالية من روح العلم، فالعلم أخدى منحى كبير من التميع، الكاتب يكتب بما يعجبه و كأنه يكتب لجيل التسعينات و الشباب نفر منها أو بالأحرى لا يملك أي ميول لكتابتهم المملة.
4. الاهتمام المبالغ للرواية و الشعر على حساب الثقافة و الفكر، لا أنكر بتاتا أن في بعض الروايات حكمة و عبر و كذلك الحال مع الشعر ولكن هي تبقى في اطارها الفني فالرواية و الشعر فن و ادب و جمال و ليس فلسفة و فكر و ثقافة، من المؤسف ان يطغى الاهتمام المبالغ في الرواية على الفكر و الروات على المفكرين و عذا مشكل أصيل في القضية.
مشكلة ثقافة الشباب في المجتمع يحمل وزرها الكتاب و المثقفين و الأساتذة خاصتا و الشباب عموما، أنا لا أستثني أن الشباب هم أيضا سبب في المشكل ببعدهم عن الثقافة لكن يبقى انهم لم يجدوا تلك الأرض البهية و الجميلة التي تغويهم و تغرهم للتعلم،
الحل الوحيد لنصعد و لو بقليل بمستوى وعي الشباب هو اعادت هيكلة أسلوب الكتابة ونقل المعلومة و طرحها لتتناسب مع الجيل الحالي، لكل جيل أسلوبه و نمطه و علينا مراعات ذلك و الوصول الى ركب الحداثة، تغير نمط الثقافة و اسلوب طرح المعلومة ليس فقدان لهوية العلم بل العكس هو الجمال و الحكمة بداته.
-
كارك ياسرلربما افكاري تخلدني بعد موتي