ماذا لو أن اسمها عائشة ؟. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماذا لو أن اسمها عائشة ؟.

  نشر في 02 شتنبر 2015 .

مع تسليمنا بأن منظومة التعليم تفشىَ فيها الفساد بكل أشكاله وأحجامه حتي صارت كالكهل المصاب بكل أنوع العلل التي لا يرجى له منها شفاء و ينتظر الجميع إعلان وفاته ليستراح منه.

نعم يجب أن نقر أن منظومة التعليم تخلفت بسنوات ضوئية عما وصل إليه غيرنا ، بعد أن كنا في الصفوف الأولى لمقايسس التعليم الجيد ؟.

من منا لا يتفق أن وزارة التربية والتعليم تحتاج الي إعادة تعريف بمهامها السامية التي أقيمت من أجله أو تذكيرها بما تقوم به نفس الوزارات في دولة أخرى تحترم قيمها وتريد النهوض بمجتمعاتها أخلاقياً وعلمياً؟.

من منا لا يقر أن الغش (الجماعي) أصبح يعصف بمصداقيتة التعليم في مصر؟.

من منا يستطيع أن يتجاهل أن مجرد ذكر كلمة تعليم أصبحت تصيب الأباء بالوجع المادي ، لما يستنزفه من ميزانية الاسرة طيلة أيام السنة ؟ .

من منا لا يدرك حقيقة المستوى الفعلي المتدني الذي وصل اليه حال طلابنا بالمقارنة بأمثالهم في بلدان أقل في الامكانيات؟.

في وسط هذه النقاط السوداء التي تغطي ثوب الوزارة تأتي قضية الطالبة مريم ملاك جرجس لتزيد من مآسي وزارة التعليم ؟.

فالقضية كشفت عن الوجه الوجه القبيح الذي وصل اليه حال الدولة المصرية من ناحيتين .

الأولي حين سعى النظام المتمثل في وزارة التربية والتعليم ثم مصلحة الطب الشرعي أن يطموسوا حقيقة داغمة لا يجب أن يماري فيها أحد وهي أن المنظومة التعليمية صارت كالثوب المتسخ الذي يحتاج الي الكثير من المساحيق أو العمليات الجراحية ليعود بريقه ولمعانة مرة أخري .

والمحزن في الأمر أن الوزارة (التعليم) دورها الأساسي في اي مجتمع متحضر غرس قيم الصدق والأمانة والإعتراف بالخطأ ، لقد وصل حالها المزري الي مرحلة المتكلس والمترهل حتي اصابها الشلل .

وبدلاً من ذلك راحت تبعث برسائل سلبية بإصرارها علي وضع رأسها في الرمال حتي لا ترى عوراتها المشينة في الوقت الذي لا يخفى علي أحد ما وصلت إليه من سوء .

لنفترض أن تقارير الوزارة والطب الشرعي صحيحة وأن الصفر هو درجة الطالبة الحقيقي !.

ألا يستوجب ذلك فتح تحقيق شفاف للإجابة عن هذه الإسئلة .

كيف لطالبة تصل إلى الصف الثالث الثانوي وتحصل علي صفر في كافة المواد الدراسية ؟.

لماذا إكتفت الوزارة بالبحث في أوراق الإجابات ولم توسع دائرة التحقيق مع معلميها ؟.

هل من المعقول أن تدفع الوزارة مرتبات للمعلمين وتكون نتيجتهم صفراً ؟.

وبدلاً من أن تنأى مصلحة الطب الشرعي بنفسها في مسايرة اكاذيب وأخطاء الوزارة راحت تتماهى معه في نفس طريق الخداع حين أقر خبرائه بفرية لا يمكن أن يصدقها حين ادعوا بمطابقة خط الطالبة في الأوراق الإجابة بخط يدها !!. ليتناغموا في مسارا واحد مع وزارة التعليم حتى لا يكشفوا فضيحتها أمام الرأي العام ، وان ضاع حق طالبة يأبى العقل السليم ما جاءوا به ، وهل نسي الجميع تقاريرهم لمصلحة الداخلية .

الأمر الآخر في القضية يكشف قُبح ما وصل إليه حال المجتمع المصري من كذب ونفاق وطائفية مستترة .

مع تسليمنا بمظلومية الطالبة مريم  و لكن ألا يحق لنا أن نطرح سؤال كاشف ومؤلم .

ماذا لو أن هذه الطالبة المسيحية مريم ملاك جرجس كان أبوها إخواني وقد تعرضت لنفس الظلم الذي تتعرض له هذه الأبنة مريم جرجس ؟.

هل كانت الفضائيات والصحف ومواقع التواصل الإجتماعي وكبار الكتاب والمثقفين سيهتموا ويبحثوا في كيفية إعادة حق هذه الطالبة التي يرى الجميع أن عجلات قطار وزارة التربية والتعليم ظلمها وختم الطب الشرعي علي جريمتها ففقدا الإثنين معا مصداقيتهما ؟.

هل كان سيتقدم الممثل محمد صبحي بمنحة لها لتكمل تعليمها علي حسابه الشخصي خارج البلاد ؟.

هل كان يدعوها رئيس الوزراء محلب للقائه في مكتبه ؟.

بالتأكيد الجواب لا يحتاج عصف ذهني لأننا أصبحا نعيش في وطن النظام فيه يدفن الحقائق ويدفن راسهع في التراب من كثرة مساوئه ، ناهيك عن زراعة الإنقسام المجتمعي .



  • رزق محمد المدني
    اتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...
   نشر في 02 شتنبر 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا