أعلن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الخميس، عن تنظيم حوار، الجمعة، بين الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق للمخابرات السعودية، والجنرال الإسرائيلي يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق
يمكن إعتبار تنظيم مثل هذا الحوار بين شخصيتين (نافذتين) بمثل هذا الحجم السياسي ، بما كانا يمثلانه من أهمية كبيرة في رسم خريطة سياسة بلديهما خاصة على الصعيد الخارجي . حدث لا يمكن تجاوزه أو المرور عليه دون الوقوف امامه وتحليله بل يمكن وصفه بأنه لقاء فوق العادة .
بداية وقبل الدخول في مبررات هذا اللقاء أو نتائجه يجب التأكيد على نقطة هامة ألا وهي أنه بالنسبة للجانب السعودي لا يمكن لأحد يحمل الجنسية السعودية أن يُقدم علىَ هكذا خطوة بمحض إرادته ، لأنه في عرف سياسة المملكة يُعد تجاوزاً للخطوط (التي كانت) حمراء ، إذاً هناك ضوء أخضر لإتمام مثل هذا اللقاء.
اللقاء يأتي في ظرف سياسي معقد تمر به المنطقة العربية بما فيها إسرائيل بعد موجة الربيع وما تلاها من ردة لخريف مازال نعيش اجوائه ، فأجواء المنطقة السياسية تعصف به المتغيرات ومن ثم لا يمكن توقع ايقاعه أومعرفة بوصلته المستقبلية مهما حاول خبراء السياسة ومراكز صناعة القرار.
وبالعودة إلى اللقاء نجد أنه قد يكون الأول من نوعه فى العلن (على الأقل) مما يطرح معه عدة تساؤلات موضوعية .
1- هل نحن امام تفعيل متأخر للمبادرة العربية (2002) التي طرحتها قمة بيروت علي لسان الملك عبد الله بن عبد العزيز (رحمه الله) . والتي كان من أهم بنودها الإعتراف المتبادل بين العرب وإسرائيل وتفعيل المصالحة في مقابل تحقيق السلام العادل ، صحيح أنه في حينها رفضت اسرائيل المبادرة شكلاً وموضوعاً ، لكن قد تكون المعطيات بالنسبة لإسرائيل قد تغيرت واستطاعت مياهها السياسية أن تنساب لتصل إلى الرياض (عاصمة الممانعة الدينية)على الرغم من عدم تحقيق أي سلام !.
2 - قد يكون اللقاء بمثابة ثمرة مباشرة لما قدمته إسرائيل بمباركتها تنازل مصرعن جزيرتي تيران وصنافير ، فقد ذكرت كثير من التقارير أن السلطات المصرية كانت تنسق مع إسرائيل .
3 - بعد الإتفاق النووي الإيراني مع مجموعة الدول (5+1) الذي عارضته إسرائيل بقوة واعتبرته يمثل تهديداً لوجودها ، في نفس السياق أعتبرته المملكة تهيداً لأمنها ولمنطقة الخليج ، فهل وجد الطرفان أنها من الضروري التقارب لدرء الخطر الإيراني (دينياً و نووياً)؟.
4 - قد يكون الإنقلاب الذي جرى في مصر رأت الدولتان فيه تقاطع لمصالحتهما، لأنهما كانتا ولا تزال من أكبر الداعمين له.
5 - بعد الرؤية المستقبلية التي طرحها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان 2030م والتي يتضح من معالهما الرئيسية الإنفتاح الإقتصادي والسياسي على العالم الخارجي ، فهل من مقتضيات نجاح هذه الرؤية ضرورة المصالحة مع المجتمع الدولى حتى وإن كانت مع إسرائيل .
6 - قد يكون هذا اللقاء بالونة إختبار لردة فعل القوى السياسية الداخلية خاصة الإسلامية (التي ترى في إسرائيل عدوها الأول) التي غالباً ما توصف بالجماعات الرادكالية الرجعية من وجهة نظر مخططي رؤية المستقبل 2030 ؟.
في كل الأحول الرياح القادمة مع القيادة السعودية الجديدة لا تستبعد معها أن ترى قريباً علم إسرائيل يرفرف في قلب الرياض فالرؤية تحتاج الي فتح الأبواب ليراها الجميع!!.
-
رزق محمد المدنياتعلمون من انا؟؟اتجهلون من أكون؟؟ ... انا الذي علمتني سورة الصف النظام .. وللتوحيد وجهتني الاخلاص والأنعام.. والحجرات ادبتني بأخلاق الاسلام عــلمتني الحيــاة ، أنا لا أبيــع " هيبة الصمــت " بالرخيص من الكـلام ، فالكـلا ...