الأصفار و قواعد الاحتلال - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الأصفار و قواعد الاحتلال

أحملك كالعصفور في يدي أيها المظلوم أينما كنت لأدفيك من ظلم الظالمين فتستعيد طيرانك بقوة أكبر

  نشر في 18 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

سميرة بيطام

قد يتهمك الصديق أنك منحرف أخلاقيا و قد يجرفك تيار الخديعة الى أن تصبح غبيا ما اعد فيه نسبة معتبرة للشتم و الصفع من القريب و البعيد ، و قد تنحني أمك لتفطمك قبل وقتك لأنك أسأت الرضاعة الطبيعية بقواعد الاحترام ، قد يغلق الجار في وجهك باب القطيعة لأجل غير منته الآجال ، قد تهب رياح الغدر و تأخذك الى حيث نفق الظلام الذي يليق بعبقريتك الفائقة التقدير و الاحترام ، قد يسقط من يدك درهم أو دينار الفقر في عملات العرب على اختلافها انت عربي و أعرف جيدا من أخاطب في لغتي الصريحة جدا والجريئة فلا تشك في سلامة ألفاظي ، دعني أستمر في مدح

 سقوطك الحر الذي سيتحول الى  قنبلة منفجرة في وجه الطغاة و الجبابرة و المتكبرين بالأمس عليك ، لا توقفني للتعطيل من أجل أن تريحني من كدر الزمان لك و غثة القش الرث على ملامح وجهي الغاضبة لظلمك ، فانا لا أرتاح حتى ترتاح أنت من وخز الابر المستمر حينما كنت مريضا و بقيت عليلا ، دعني و شأني في تحضري للدفاع عنك بكل ابداع ، لا تخشى سياقتي الثائرة فأنا متعودة على الانجراف وراء الانحرافات الخطيرة لأضمد الجرح فيك ، لا تخشى على كرامتي من النقد فهي محفوظة بالدعاء و التقدير ، لا تغير بي المسار و اتركني استمر فيمن وصفوك بالأمس بالضعيف ليردوك قتيلا مخضبا بالعار و الشتم و الإفلاس ، قد يصرخ في وجهك قزم لا يملك جرأة لأن يصل الى قامتك فيصرخ و يصرخ على صراخه جرحك الثائر هو الاخر ليمدني بمعلومات عن الطعنة الأولى و الثانية في ظهرك المنهك بتقارير التغليط عند مسؤوليك في العمل ، قد يقيلك مديرك من منصبك غيرة و ظلما و جورا و يدعي أنك كسول أو سارق أو محترف للتغيب ،كلها تهم كسرت طوق النجاة فيك ، قد يحتلك الحب الخائن في لقطة اعجاب فانسقت خلف الكلمات المهترفة من قلب لا يعرف الا الحسد و الحقد و الكراهية ، أقدر ضعفك لأنك تحب بصدق ، قد يشتمك والدك لأنك صرت فاشلا على كل الأصعدة و بكل المقاييس فلا تستطيع الرد عليه لأنك غير قادر على إقناعه أنك لم تظلم بل ركب الأحمق على ظهرك و أخذ حقك و هو من لا يعرف كتابة اسمه جليا حتى لا تنكشف جريمة السرقة لماضيك المليء بالإنجاز المتميز ، فالبر لوالدك يجعلك تبتلع المرارة بشربة ساخنة من عذاب ، اهدأ انه البر ، قد ينتهي زمن المواساة في قلبك فتكتفي بالصلاة و التسبيح و اخوتك يضحكون لسذاجة قرارك القوي الداعم من رب العزة ، لا عليك ، انه حسد مماثل لحسد اخوة سيدنا يوسف عليه السلام ،  قد تسقط منك الإنجازات بخسارة فادحة فيصير اسمك في قائمة المنسيين أو المنفيين من أوطانهم و لكن المتشبثين بتراب البلد بريق من عطش لحب منقطع النظير ، اشرب فالبلد بلدك و المنبع مرخص لك بلا ثمن  ، حينما صرت  فقيرا بلا عمل و لا مال و لا صحة و لا دفاع حقوقي يجلب لك ردا يليق بدمعة واحدة فتسليك في صبرك ، قلت لي ان العفة في القناعة ، صمت لبرهة من الزمن لأني معجبة جدا بشموخ كبريائك ،  قد ..و قد ... هل أستمر في وصف ما أنت فيه ؟ .

لن أتعبك بمتابعة حيثياتي و أنا أرافع أمام حضرة التاريخ و ليس حضرة القاضي لأنصف بطولتك الجريحة ، سأكتفي بهذا القدر المختصر و ليس الكافي حتى لا تبكي أمامي من شدة الضعف ، سأتركك بدوري في سباتك تتألم فالألم يليق بك كعقوبة و أنا راضية على هذه العقوبة لأنها ستصفعك لآخر مرة حتى تستعيد هامتك المفقودة يوما بسبب ناكري معروفك و فضلك و احسانك ، و لكني أعرف أنك ستنهض نهضة عملاق في جر قواعد الاحتلال لمن شن عليك حربا ضروسا في قيمك و أخلاقك و عبقريتك ، و لأصفار العدو مركبة لك على مطية التألق و الفخر ريادة تليها سعادة تعقبها حياد للكرامة بكل أوصاف الماضي و الحاضر في نزيف جرح غادر ، أعرف أن مصطلحاتي قوية و لولا تألمك لما كانت كذلك ، ستعود بطلا بلا عنوان على منصة الشموخ ، فالعنوان لم يكفني في حيثياتي فكيف سيكفيك أنت في تألقك .

شكرا جزيلا لك لأنك صمت و تركتني أفجرها حربا على كل من عاداك على جمالك و طيبة قلبك و تفانيك في زرع بذور  الخير دائما أينما حللت ،  لا تنس أن تتناسى جرحك ، لأن النسيان يجعلك بلا عنوان بعد كل هذه المناظرة الثائرة في حقك .


  • 5

   نشر في 18 نونبر 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

§§§§ منذ 4 سنة
الحقيقة يا أستاذة سميرة قد صعب علي فهم العنوان و لولا ما تفضلت به من شرح لعلاقة العنوان مع المقال لما قاربت المعنى...
لكن ...كان مقالك جد مميز من حيث موضوعه الذي حاولت فيه ايقاض ذاك الجانب النائم فينا الذي بالرغم من طيبته و أخلاقه العالية اخترنا دفنه حيا حتى نسلم من كلام المحيطين بنا... و الأروع في مقالكم أستاذة أنك أخذتنا في جولة ممتعة بين عالم القضاء و المحاكمات و المرافعات و المحامين...ذلك العالم الذي لا نعرف عن قاموسه اللغوي إلا القليل.
جمعت بين الفكرة و البلاغة لتعطينا لوحة فنية قيمة.
دام مدادك أستاذة
3
.سميرة بيطام
تحليلكم القيم الاخ احمد هو من اضاف للمقال نكهة ادبية خاصة
شكرا جزيلا لك و جزاكم الله عنا كل خير

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا