تبسم في وجهي و قال :
" احسبك علي خير يا صاح "
فطأطأت رأسي و قلت :
لا تصدق هذه الصلابة يا صديقي ، أنا هش من الداخل ولست على ما يرام .
اتظاهر بالقوة و الشكيمة و لكني ارق من النسيم اذا سرى ، اضعف من الصبى اذا بكى ، مشوه اكثر من الحديد اذا بلى .
لقد مرت بي ايام كنت أبكي فيها ، نعم كنت أبكي بل الي الان لنشوب حربٍ بداخلي بين وساوسٍ تؤزّني إلى السوء ، ونفسٍ تتوق للثبات والطُّهر، فلا يدفعني هذا الصراع إلا للبكاء والاستغاثة بالله وبحوله وقوته.. لاقف في النهاية امام امرين إما الانتصار او الاندثار في العدم ..
فإن انتصرت يا صاح سأتذوق لذة الفوز على شهواتي و نفسي و هواي و أعلم ان تلك اللذة أعظم لذات الدنيا ، وما إن تتنزل علي رحمات الله حينها حتى تُنسيني وطأة ما مررت به ، و استصغر تلك اللحظات الزائلة من اللذة المزيفة التي كنت لالقى نفسي بها .
اما ان ضعفت نفسي امام مطارق الفتن المتهاوية علي من كل حدب و استسلمت لها و عادت نفسي لتألف الجاهلية مرة اخرى و تنطفئ شعلة الايمان بداخلي حتي يعجز قلبي عن التفريق بين الحلال و الحرام و يحسب ﺍﻟﺴُّﻢَّ ﺍﻟﺰُﻋﺎﻑ ﻋﺴﻼً ﺣﻠﻮﺍ .
فعندها سأكبر علي نفسي اربعا فإني قد فارقت الحياة و لم ابقى في الدنيا الا جسدا يلهث وراء شهواته ، لقد خسرت نفسي يا صاح و فقدت الهدف و حدت عن المراد الذي خلقني الله من اجله .
فادعوا لي يا رفيق بالثبات فإني منهك قد ابلتني اشجان الحياة و ادمتني اشواك الابتلائات و استنزفت قوى ذنوب لا اعلم مداها .
لقد بحت لك بما في داخلي يا صديق فكتم عني و لا تنسانى من صالح دعائك بظهر الغيب ..
قلم خليل بن علي
-
خليل بن عليكاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية