الجيش الجزائري مفخرة للعرب - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الجيش الجزائري مفخرة للعرب

سميرة بيطام

  نشر في 20 فبراير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

مع اقتراب ذكرى الحراك الشعبي الجزائري الذي عنونه الشعب الجزائري بضرورة التغيير لكل ما ليس له علاقة بطموحاته وتمنياته ولكل ما لم يكن متوافقا مع مبادئ ثورة أول نوفمبر الخالدة و قيمها الراسخة رسوخ الجبال الشامخات الشاهقات التي ورثها لنا الشهداء أمانة في أعناقنا ووجب الدفاع عنها وتحمل المسؤولية إزاء أي خطر قد يهدد ثبات القيم والحب القدير للوطن المفدى.. جزائرنا الغالية ،لن يكون مقالا شعبويا لمدح فضائل الجيش الذي رافق الشعب الجزائري عبر جمعات متفرقة لأن هذا الجيش الباسل مدح نفسه بما رسمه من وفاء والتزام وانضباط لما قدمه قائدهم وقائدنا و قائد جميع الجزائريين المرحوم الفريق أحمد قايد صالح ، والذي لم يتوان في القيام بواجبه باحترام الدستور الذي أطر عملية الانتقال الديمقراطي بما وعد الشعب الجزائري أن لا تسيل قطرة دم واحدة ، فكان خوض الخائضين التافهين االذين لا يمتون بصلة للكفاح ولاداعي لذكر أسمائهم بما أنها مبنية لغير الوطنية يستغلون في ذلك بعض قيم المجاهد القائد الفذ المرحوم الذي قال كلامه في خطبه فوفى كما وعد ، وللأسف تطبل الطبول بغير ترتيب لما تفعله من إيقاع ، لأنهم كانوا بصدد رمي رصاصات طائشة للفت الانتباه أنها تتقن التحليل السياسي للأسف دائما ما تكون هذه الأبواق مقرها في البلد العدو ومن هنا نفهم خبايا التفاعل الخاطىء لأفعال الرجال ،هم رجال قالوا ففعلوا والأبواق تلقي ببعض التحليلات على مسامع المواطن ليقتنع بما يقولونه ،والحقيقة كل الحقيقة أن الوعي الشعبي فعل فعلته فصار الشعب متيقضا لما يدور حوله وما يحاك بالعملية السياسة التي تسير بخطى وئيدة..هادئة وبحذر، على الرغم من استعجال البعض لقطف الثمار و كأن الأمر هين لذلك ، فالتجارب في العالم وضحت في كم من مناسبة أن ثورات الربيع العربي جابت الأقطار العربية رغبة في التقسيم والخراب والدمار ليس الا ولم يكن للأسف حظوة كبرى للشعوب في أن تعيش سلاما واستقرارا كامل البنود، ولهذا حري ونحن على مقربة يومين من ذكرى الحراك الشعبي أن نتقدم بجزيل شكرنا لعناصر الجيش الجزائري قيادة و جنودا ورتبا عديدة لكل ما بذلوه طيلة الحراك الشعبي من حماية مرافقة مسالمة لأجل ترك الشعب يعبر عن رغبته في التغيير بحريته ،لولا أن اخترق هذا الحراك في آخر مراحله من جماعات فرادى و تكتلات تريد قلب اللعبة لصالحها ،لكن فطنة عناصر الأمن بمختلف هيئاتها حالت دون تحقيق ذلك.

أما على المستوى العربي فللشعوب العربية أن تقول كلمتها فيما يخص وقوف الجيش الجزائري مع حكوماتها في أزمات حربية سابقة ،فلربما الحراك الشعبي يخص شعبا و دولة جزائرية و مصيرا مستقبليا على عكس مساندة الجيش للعرب في أزماتهم و نذكر على سبيل المثال :

مساعدة الجيش المصري للجزائر في حرب التحرير ومشاركة الجيش الجزائري لمصر في حرب أكتوبر 1973على رغم خوض بعض الأقلام التي تحاول نفي ذلك ، كيف وقد اختلطت الدماء على أرض الجهاد ،ورغم حداثة استقلال الجزائر وكثرة مشاكلها الداخلية إلا أنها لم تتنصل يوما عن واجباتها تجاه الأمة العربية وبالأخص القضية الفلسطينية، وفي هذا المقام يبرز العقيد الطاهر زبيري الدور الذي لعبه الجيش الوطني الشعبي في أول مشاركة له في الحروب العربية الإسرائيلية في 1967 بحسب ما ورد في مقال لجريدة الشروق الجزائرية بتاريخ 25/09/2011 ،أين جاء إلى الجزائر في أواخر جانفي 1964 وفد من الفلسطينيين يمثلون النواة الأساسية لما أصبح يعرف فيما بعد حركة التحرير الفلسطينية "فتح" التي أعلنت عن ميلادها الرسمي في الأول من جانفي 1965، وكانوا يسعون لتفجير ثورة فلسطينية مستقلة عن القيادتين المصرية والأردنية اللتين كانتا تسيّران قطاع غزة والضفة الغربية، وضم هذا الوفد كلا من ياسر عرفات ومعه خليل الوزير المدعو أبو جهاد (اغتيل في تونس في الثمانينات) بالإضافة إلى أحمد وافي المدعو أبو خليل.

ودون الخوض في تفاصيل الأمور وقت الرئيس الراحل أحمد بن بلة وحديث طائرات السوخوي وغيره من اللقاءات ، سجلت الجزائر موقفا مشرفا بجيشها أين كانت على أهبة الاستعداد لدخول أول حرب خارج حدودها الإقليمية ورغم أن الجيش الجزائري لم يكن في تمام جاهزيته القتالية بسبب حداثة الاستقلال الذي لم يمر عليه سوى خمس سنوات، كما أن القوات الجوية والبحرية كانت في مرحلة التشكل، والقوة كانت تكمن في طبيعة المقاتل الجزائري الذي صقلته حرب التحرير بكفاءة عالية، لذلك كان الجيش الجزائري مستعدا لتزويد مصر بعدد من فيالق المشاة والفيالق الميكانيكية، لكن المصريين كانوا بحاجة أكثر إلى طائرات سوخوي وإلى الغواصات، فقواتهم البرية كانت قوية ومزودة بالدبابات والمدافع والصواريخ لكن نقطة ضعفهم كانت في سلاح الجو مما خلق عدم توازن بينهم وبين القوات الجوية الإسرائيلية، أما عن سوريا وعن رئيس وزرائها وقتها السيد إبراهيم زعيل الذي كان برفقة السفير الجزائري وقتها في سوريا السيد عبد الكريم بن محمود ،أين تم رفع تقرير للرئيس الراحل هواري بومدين عن وضع الجولان ،حيث قام باستدعاء مجلس الثورة وعرض الحال عن منطقة الشرق الأوسط وطلبات كل من مصر وسوريا حيث تم تزويدهم بطائرات حربية وغواصات بعد الاتفاق على مساعدة الاخوة العرب في حروبهم مع اليهود.

يبدو لحد الساعة موقف الجيش الجزائري مشرفا ولنفرض أن التشريف بحسب ما تسيله أقلام بعض من يريد تحييد الموقف الجزائري ،فعلى الأقل التزام الجيش الجزائري بالحياد في قضايا الدول الأخرى لهو كفيل لاحترام هذا التمثيل للجيش الجزائري الذي عرفت دولته الجزائر كيف تبني علاقاتها مع غيرها من العرب بسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية الا اذا كان فيه طلب للمساعدة وتمثيلا للتأطير العربي الذي تسعى الجزائر لأن تحافظ على نفس مواقفها كما كانت سابقا أو ربما تطور من نهج التمثيل الديبلوماسي الراقي حاليا حفاظا على أواصر الأخوة التي تربطها بالدول العربية ،وهو ما يجب أن تعيه الشعوب العربية قاطبة خلافا للدول التي طبعت في سياساتها مع الكيان الصهيوني وفي هذا الموضوع بالذات أبدت الجزائر تحفظا احتراما لقرارات الدول الا ما قد يشكله من تهديد لحدودها وأمنها واستقرارها ، فالجيش الجزائري لا يمكن لأحد أن يتكلم عن مبادرته وخططه لأن هذا شأن عسكري يخصه لوحده ، ففقه المواطن العادي لن يصل في العمق كما يتصوره القادة، لذلك يكفي فخرا أن الجزائر في مواقف جيشها كانت محترمة ولا تزال وأعطت نموذج احترام حريات مواطنيها في فرصة الحراك الشعبي على غرار ما يروج من انتهاك لحقوق الانسان ،اذ هناك تغليط سوء نقل للحقائق، فالخارجون علن القانون لابد من ردعهم حتى لا تسود الفوضى وحتى لا تنتهزها الجماعات المتعطشة للسلطة لأن تخترق مجال السياسة بنوع من الانتهازية والاحتكار بما لا يخدم الصالح العام ، ففرق أن تعاقب من يكون عدوا للاستقرار وفرق أن تراقب شعبك في حراكه وتحميه و لا تردعه مقارنة بدول أخرى مثل ما يحدث الآن في دولة السودان على سبيل المثال ، قد لا أفقه في السياسة كثيرا لكني أتحدث كمواطنة جزائرية عن تشريفات الجيش الجزائري داخل الوطن وخارجه وما على الأبواق الا الدخول لبيت الطاعة والتزام الصمت لأن إدارة السلم والأمان لا يتقن فنونها الا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فلا نبخس الناس أشيائهم ولنا في قول الحق كلمة وما نجهله لا نخوض فيه مثلما يشاع عن سلوك البعض ،ووحده أرشيف الجيش الجزائري من يحتوي على الحقائق وبالأدلة الموثقة ، ويكفي في ذلك انطباع الدول العربية مع الجزائر في سلميتها وحيادها وبقدر كتابتي لهذه الأحرف المتواضعة فاني أكتب كلمات احترام وود للشعوب العربية ونسأل العلي القدير أن يوحد شملنا ويجمع كلمتنا على الثبات ونصرة القضايا المصيرية وأولاها القضية الفلسطينية ..يبقى الميدان هو من يصف لك الرجال و ليس القرع على طبول يمتزج القرع فيها بالتلهف لسرقة وطن لم ولن يكون ملكا لفئة الا للشعب الجزائري كله بلا تفرقة أو تقسيم أو تشتيت للوحدة الوطنية..انزل للميدان واحمل بندقية واحم حدود البلد دون أن تنام  هنا ستظهر الرجولة الحقيقية والوفاء للوطن ،أما أن تبقى خلف الحاسوب تنقر بزر لتقرر به مصير أمة فهذا أشبه ما يكون بمن يحلم بحفلة زفاف غير شرعي بمسمى عقد وهمي.

عاشت الجزائر حرة مستقلة 

المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار

حفظ الله لنا جيشنا الوطني سليل جيش التحرير وسائر جيوش الدول العربية وجمع قوتها على نصرة الأمة العربية الاسلامية .


  • 1

   نشر في 20 فبراير 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا