Image title

إن القمة الثلاثية لرؤساء روسيا وتركيا وإيران التي انتهت في أنقرة كانت مكرسة بشكل أساسي للبحث عن تسوية سلمية في سوريا. في الوقت نفسه ، من الواضح أنه بدون تصفية قواعد المقاتلين الذين لا يمكن التوفيق بينهم في منطقة إدلب وحل مشكلة شرق البلاد التي تحتلها القوات الكردية الأمريكية ، فإن السلام النهائي في سوريا أمر مستحيل. لذلك ، إلى جانب العملية الدستورية التي تم الاتفاق عليها أخيرًا في القمة ، سيكون من الضروري إنهاء الحرب في سوريا بشكل منطقي. وفقًا للخبراء الذين راقبوا الاجتماع الثلاثي ، سيتم تحديد المسار الإضافي للأعمال العدائية من خلال تداخل معقد بين الظروف.

وفي الوقت نفسه ، تجري تركيا محادثات مع الولايات المتحدة لوضع حد للاشتباكات في سوريا ومنع موجة جديدة من الهجرة. خلال هذه المفاوضات ، تم الإعلان عن التوصل إلى بعض الاتفاقات ، خاصة حول إنشاء منطقة آمنة ، لكن سرعان ما يصبح واضحًا أن الولايات المتحدة تسعى مرة أخرى إلى تأخير الوقت. يعلم الجميع أنه من أجل إنهاء الاشتباكات في سوريا ، من الضروري القضاء على المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا. تتحدث كل من الولايات المتحدة وروسيا عن الحاجة إلى القضاء على المنظمات الإرهابية ، وخاصة في سوريا ، ولكن ليس سرا أن الولايات المتحدة استمرت طوال هذا الوقت في تقديم كل أنواع الدعم للمنظمات الإرهابية ، حتى دخلت في مفاوضات معهم ، ونتيجة لذلك ، مئات شاحنات الأسلحة و الذخيرة.

لماذا لا تنتهي الصدامات ، على الرغم من أن كل جانب يدعم السلام في سوريا؟ يمكن للجميع تقديم إجابة معروفة لهذا السؤال. على طاولة المفاوضات ، يحافظ كل طرف على السلام في سوريا ، لكن هناك وضعًا آخر يتطور في ساحة المعركة. تعتمد دمشق الرسمية على أراضيها وجود القوات الروسية والتشكيلات الإيرانية فقط. لكن هناك من يحاربون الإرهابيين (أو يدعمونهم) بناءً على أهدافهم ، ولا يريدون مغادرة سوريا. لدى الأحزاب خططها الخاصة للمستقبل في هذا البلد. لتنفيذ هذه الخطط ، يستخدمون المنظمات الإرهابية كأداة.

بالإضافة إلى ذلك ، هناك وعود قدمتها لهذه المنظمات. أولها إنشاء منطقة حكم ذاتي كردي في سوريا وإيران ، على غرار العراق. بالطبع ، يجب ألا ننسى أن الصهاينة يشاركون في هذه الخطة ، الذين يرون أنها الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمهم بإسرائيل الكبرى. بالإضافة إلى ذلك ، فإن إنشاء منطقة كردية في سوريا ضروري لأمن إسرائيل. باختصار ، الولايات المتحدة تلعب صراحة في تنفيذ هذه الخطة الصهيونية ولا تعتبر حتى من الضروري إخفاء هذه النوايا. للقيام بذلك ، يقدمون المساعدة للمنظمات الإرهابية ، ويستخدمون بعض التناقضات من أجل دعم الدول الإسلامية في حالة صراع مستمر.

في ظل هذه الظروف ، من أجل إنهاء النزاعات بشكل أساسي في سوريا والعراق ودول أخرى في الشرق الأوسط ، يجب إزالة الإرهابي الرئيسي ، الولايات المتحدة ، أولاً منه. عقد اجتماعات ، وبعدها ، والإدلاء ببيانات بروح "حزب العمال الكردستاني (PKK) سيغادر سوريا" ، من المستحيل الحصول على النتيجة المرجوة. إذا كنت تهتم ، فإن الولايات المتحدة تبقى في كل الأوقات بعيدة عن القمم الثلاثية بمشاركة قادة روسيا وتركيا وإيران. القرارات التي اتخذت في هذه الاجتماعات لا تلبي المصالح الأمريكية.

تحاول الولايات المتحدة باستمرار تنويع المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط ، ومنحها أسماء مختلفة ، وعندما تصبح إحداها هدفًا مفتوحًا ، تحاول الولايات المتحدة الإبقاء على ساحة المعركة بشكل أساسي نفس المنظمة تحت اسم مختلف. يمكننا القول أن المصدر الرئيسي للمشاكل في منطقتنا هو الولايات المتحدة الأمريكية ، ثم إسرائيل. لذلك ، بعد أن أزاحت الولايات المتحدة الأمريكية من المنطقة ، يمكن أن يسود السلام فيها. لكن هذا ، على ما يبدو ، ليس بالأمر السهل. يجب عليك أولاً إزعاج الخطط الخبيثة ، ولهذا عليك أن تكون متيقظًا. خلاف ذلك ، سوف نستمر في خداعنا وتقودنا الأنف.

إن شاء الله ! إن القرار الذي تم اتخاذه في القمة الثلاثية في أنقرة فيما يتعلق بإنشاء اللجنة الدستورية أمر هام حقًا. لكن القرارات المتخذة هنا معروضة كما لو أن الولايات المتحدة لم تكن في ساحة المعركة. في هذه الأثناء ، العيون مغلقة على الوعود التي قطعتها إدارة الأسد لروسيا. بالإضافة إلى ذلك ، يجب ألا ننسى أن الولايات المتحدة وروسيا لم تصادف بعضهما البعض في المنطقة طوال هذه الفترة ، وأن الخطوات التي يجب اتخاذها يجب أن تأخذ ذلك في الاعتبار. وهكذا ، إلى أن تنسحب الولايات المتحدة من المنطقة ، فإن المنظمات الإرهابية ، بغض النظر عن اسمها ، حزب العمال الكردستاني أو قوات الدفاع الذاتي (YPG) ، أو القوات الديمقراطية السورية ، لن تغادر العراق وسوريا. لتجنب خيبات الأمل الجديدة ، تحتاج إلى رؤية وتقييم هذه اللعبة بشكل صحيح.