هل للتعليم عن بعد جدوى في مصر؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل للتعليم عن بعد جدوى في مصر؟؟

  نشر في 14 أكتوبر 2020 .

من المعلوم أن الاتجاه الحديث للتعليم في هذه الآونة أو الفترة المقبلة يقترب مما يسمى بالتعليم عن بعد، وهذا الأمر أصبح حتميا على العالم أجمع، وليس اختياريا كما كان في الفترة الماضية، وما جعله حتميا هو التعرض لبعض المشكلات التي تحول بين المعلم وبين طلابه، وبين سير العملية التعليمية وإمكاناتها المتاحة، وبين مدخلات النظام التعليمي ومخرجاته.

من هذه الأمثلة جائحة كورونا التي فرضت علينا التباعد الاجتماعي، وتوقفت جميع الأنشطة الاجتماعية، فحينها لم نجد سبيلا آخر للتعليم لاستكمال الفترة التعليمية، بالإضافة إلى أننا اتجهنا نحو وسائل التواصل الاجتماعي للتغلب على التباعد الاجتماعي.

وليست هذه المشكلة فحسب هي التي جعلت التعليم عن بعد أمرا حتميا، ولكن هناك الكثير من المشكلات التي تواجه التعليم على مستوى العالم وعلى الصعيد المحلي في مصر، وذلك مثل قلة عدد المعلمين، وعدم قدرة المؤسسات التعليمية على استيعاب هذا القدر من الطلاب، وتقديم خدمات علمية وتربوية لهم.

ها نحن وقد عرفنا أهمية التعليم عن بعد وأنه أمرا إلزاميا علينا، وليس باختيارنا، فنجد الآن سؤالا يطرح نفسه ألا وهو: هل للتعليم عن بعد جدوى في مصر؟؟؟

في الحقيقة أرى أن الإجابة سوف تكون لا، قد يتفق وقد يختلف معي البعض ولكن ... دعوني أوضح لكم من أين جئت بإجابتي ؟

في البداية لكي نمارس التعليم عن بعد في مصر لابد وأن نتطرق لوعي المجتمع المصري بماهية التعليم عن بعد، وكيف يمكنهم استخدامه والمشاركة فيه، وما متطلباته، بالإضافة إلى النظر في وجهه نظرهم تجاهه، وهل يشعروا بجديته ويأخذونه على محمل الجد مثله مثل الفصول المدرسية؟

وبعد النظر لأول شروط الاعتماد على التعليم عن بعد بديلا عن التعليم المدرسي في الفصول المدرسية، فسوف نجد مع الأسف أن وعي الشعب المصري ضعيف بدرجة كبيرة تجاه التعليم عن بعد، سواء الطلاب أنفسهم، أو أولياء أمورهم، بالإضافة إلى أن وعي الشعب المصري لم يكن مهيأ للتعامل مع مثل هذه التكنولوجيا، وطرق الاتصال الحديثة باختلافها.

الأمر الثاني هو يتصل بوسائل التعليم عن بعد، إن التعليم عن بعد يحتاج إنترنت جيد، ومع الأسف مصر ليست بكفاءة مناسبة، بالإضافة إلى معدات التواصل الصوتي أو المرئي، والمعلمين أنفسهم غير مهيأين للتعامل مع هذه التكنولوجيا بدرجة فائقة.

الأمر الثالث هو أن من وجهه نظري المتواضعة أن التعليم عن بعد لن يتساوى أبدا مع التعليم في المدراس والفصول والتحام الطالب مع المعلم ووجودهم بشكل كامل مع بعضهم في حجرة الدراسة، فمهما وصلت التكنولوجيا من ابتكار فإنها لن تستطيع التساوي مع الفصل المدرسي في درجة التفاعل بين المعلم وطلابه، فهناك الكثير من عوامل التشتت التي يمكن أن تواجه الطالب أو المعلم أثناء بث الحصة التدريسية عن بعد، فهو يتواصل من خلال وجوده في محيط مختلف عن المعلم وبقية زملائه من الطلاب، وهناك العديد من العوامل الخارجية التي يمكنها التأثير في تشتيت انتباه الطالب أو المعلم.

الأمر الرابع يتعلق بعملية تقييم الطلاب والمعلمين، فهذا الأمر أكثر تعقيدا مما نظن، فلا نستطيع التوصل إلى أمر جذري بخصوص هذه المشكلة، فإذا استخدمنا امتحانا إلكترونيا على الإنترنت فإننا بذلك لن نستطيع التأكد من مدى الإجابات الواردة من الطالب، بالإضافة إلى أنه يمكن حدوث عائق خارجي أو داخلي يعيق الطالب عن تأدية الامتحان كانقطاع الإنترنت.

الأمر الخامس هو أن برامج الاتصال التي من خلالها يتم استخدام التعليم عن بعد كوسيلة للتعليم ليست مؤمنه ولها خصوصية مؤكدة، فالإنترنت بصفة عامة ليس به خصوصية مطلقة، بالإضافة إلى أن المواقع التي نستخدمها في التعليم عن بعد يمكن حدوث بعض الأخطاء بها، أو تعرضها للاختراق، أو وقوع مشكلة في أنظمتها وبالتالي توقفها لفترة للفحص وحل المشكلة.

الأمر السادس هو أن المواقع والمنصات التي يتم استخدامها لتحقيق التواصل والتعليم عن بعد سوف تتطور لتصبح مدفوعة وغير مجانية؛ نظرا لشدة الإقبال عليها، مثلها كمثل أي تطبيق إليكتروني يتم استخدامه، فهناك بعض البرامج المجانية التي تتمتع بمزايا ضعيفة، والنسخ المدفوعة التي تقدم للمستخدم العيد من المميزات التي تجعل الاتصال والاستخدام أسهل بالنسبة له.



  • هشام إبراهيم
    أكتب للتعبير عن حقيقة متأكد منها وفكرة مؤمن بها للتنوير والإصلاح وأهتم بالثقافة والمجتمع وأسعى لنقد كل ما هو طالح وأشجع كل ما هو صالح
   نشر في 14 أكتوبر 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا